نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع جامعة لانكاستر البريطانية مؤتمرا بعنوان: "بعثات الدراسات العليا للخارج: نحو استراتيجية لزيادة المكاسب الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة"، وذلك امس – الثلاثاء- في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي بحضور حشد من الباحثين من دولة الإمارات والمملكة المتحدة وعدد من المهتمين. وأوضح الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن تنظيم هذا المؤتمر جاء ليضع استراتيجية تضمن تحقيق الاستفادة القصوى في العائد المعرفي من بعثات الدراسات العليا وذلك لتعزيز أداء الطلبة من جانب، وتخريج طلبة قادرين على البحث العلمي والاجتهاد لتحقيق طموحات أسرهم ومجتمعهم ووطنهم من جانب آخر. وذلك من خلال دراسة دور المؤسسات التعليمية الدولية والوطنية في تعزيز الأداء البحثي والتحديات التي تواجهها هذه المؤسسات والحلول المتاحة، وتقديم التوصيات للمسئولين لضمان تحقيق أقصى استفادة من البعثات الخارجية. واشار السويدي الى ان المؤتمر قد ناقش السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بابتعاث طلبة الدراسات العليا إلى الخارج، وكيفية الاستفادة منهم في المجال الأكاديمي والبحث العلمي بعد عودتهم إلى دولة الإمارات. لافتا الى ان المؤتمر قد تميز بجانب آخر مهم، وهو أنه سمح للطلبة الذين سبق أن تم ابتعاثهم إلى الخارج، والذين يشغلون مناصب إدارية وأكاديمية مرموقة في دولة الإمارات، بالمشاركة في عرض آرائهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم، وذلك عن طريق إعطائهم الفرصة للمشاركة في المحورين الخاصين باستراتيجيات المؤسسات الوطنية، والمؤسسات الأجنبية، ما أتاح لهم طرح آرائهم ومناقشة خبراتهم وتقديم اقتراحاتهم الخاصة بكل محور. كما اشار السويدى الى الوصيات التى تقدم بها المشاركون في ختام مؤتمرهم و من أبرزها:ضرورة الاستفادة من الخبرات العلمية والمهارات المكتسبة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من الدول المبتعَث إليها الطالب الخريج، ونقلها إلى دولة الإمارات بما يتلاءم مع الخصوصية الثقافية للمجتمع الإماراتي. الى جانب التاكيد على اهمية دعم الباحث أو الطالب، قدر الإمكان، مالياً وبحثياً وفنياً، قبل الابتعاث، وفي أثنائه، وبعد تخرجه.وكذلك الدعوة الى إنشاء قاعدة بيانات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مكرسة لخدمة عملية البحث العلمي، بهدف تطوير القابليات العلمية للطالب أو الباحث.كما طالب المشاركون بزيادة حجم الطلبة المبتعثين في المجالات والاختصاصات كافة؛ لمواكبة تطورات التنمية المستدامة والمتسارعة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ودعوا الى ضرورة التنسيق بين الجهات الاتحادية والمحلية في عملية الاستفادة من المخرجات الأكاديمية.وضرورة وجود مركز إرشادي يعين الطالب في التعرف إلى ظروف البلد المبتعث إليه، وطبيعة عمل البحث العلمي والتعامل مع الظروف الثقافية والاجتماعية والبيئة العلمية في ذلك البلد. واكدوا على اهمية توفير فرص عمل ملائمة للمبتعث بعد عودته إلى الدولة، وفقاً لاختصاصه ومجال عمله.وكذلك ضرورة تبنّي سياسة استراتيجية لمعرفة حاجة المجتمع والسوق من الاختصاصات العلمية حتى عام 2021، وفي ضوئها يتقرر عدد المبتعثين في كل اختصاص لتلبية هذه الحاجة في كل عام. وختموا توصياتهم بالتاكيد على اهمية الاستفادة من الباحث الذي يعمل في جهة معينة، للعمل الاستشاري في مؤسسة أو وزارة أخرى قدر حاجة المؤسسات لخبراته، وقدر استطاعة الباحث ورغبته.