تتجدد فى الثلاثين من يوليو من كل عام الثقة والبيعة والعهد بين الملك محمد السادس والشعب المغربى، الذى يحتفل هذا العام بمرور 19 عاماً على جلوس الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية الشقيقة، ففى هذا التاريخ أدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، رسميا صلاة الجمعة، وألقى أول خطاب للعرش، وقد اعتمد هذا التاريخ رسميا للاحتفال بعيد العرش، حيث تقلد صاحب الجلالة مهمة القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية . والملك محمد السادس هو الملك الثالث والعشرون للأسرة العلوية الشريفة التى تولت عرش المملكة المغربية منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادى، حيث تأتى الأسرة العلوية من السلالة النبوية الشريفة، التى ينتهى نسبها إلى الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت قد استقرت بمدينة سجلماسة، بمنطقة تافيلالت جنوب المغرب.
وينتهج الملك محمد السادس سياسة «الباب المفتوح» مع كل القضايا والأطروحات التى يموج بها المجتمع المغربى الغنى بالأفكار والإبداع، وجوهر هذه السياسة هو التلاحم والتقارب بين الملك وشعبه، فصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذى ولد فى عام 1963 بالرباط، اعتلى عرش المغرب فى يوم 23 يوليو 1999، إثر وفاة والده المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، وتلقى جلالته، فى اليوم نفسه، البيعة بصفته أميرا للمؤمنين، بقاعة العرش بالقصر الملكى بالرباط، وشاركت المغرب بقوة فى مؤتمرات إفريقية أظهرت دورا مغربيا نشطا فى مجالات الاقتصاد والبيئة والأمن بالقارة السمراء أو مع الجوار الأوروبى.
وتتسع دائرة العلاقة بين جلالة الملك محمد السادس، لتشمل كبار زعماء العالم فى الشرق والغرب، فهو الذى يتحدث 4 لغات بطلاقة هى العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، لذلك يتسابق زعماء العالم للتعرف إليه والاقتداء بآرائه ورؤيته نتيجة لتراكم معارفه وتنوعها، فبعد أن أدخله والده فى سن الرابعة إلى الكتاب القرآنى الملحق بالقصر الملكى، أنهى الدراسة فى السلكين الابتدائى والثانوى بالمعهد المولوى، وحصل على شهادة البكالوريا فى شهر يونيو 1981، ولم يتوقف عند ذلك بل واصل الدراسات العليا فى الحقوق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث نال فى سنة 1985، الإجازة فى موضوع «الاتحاد العربى الإفريقى وإستراتيجية المملكة فى مجال العلاقات الدولية»، وفى سنتى 1987 و1988 حصل على الشهادتين الأولى والثانية للدراسات العليا فى العلوم السياسية والقانون العام بامتياز، ونال الدكتوراه فى يوم 29 أكتوبر 1993، فى الحقوق بميزة مشرف جدا، من جامعة «نيس صوفيا آنتيبوليس» الفرنسية، إثر مناقشته أطروحة فى موضوع «التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة واتحاد المغرب العربي» ومنحته جامعة «جورج واشنطن» درجة الدكتوراه الفخرية فى 22 يونيو سنة 2000 ومنذ ريعان شبابه تولى جلالة الملك محمد السادس مسئوليات جسيمة، إذ كلفه والده الملك الراحل الحسن الثانى بمهام عديدة على الصعيد الوطنى العربى والإسلامى والإفريقى والدولى لدى رؤساء دول شقيقة وصديقة، وأول مهمة رسمية لجلالته خارج الوطن، يوم 6 أبريل 1974، حيث مثل جلالة المغفور له الحسن الثاني، فى الحفل الدينى الذى احتضنته «كاتدرائية نوتردام دو باري»، تخليدا لذكرى رحيل الرئيس الفرنسى جورج بومبيدو.