تمسك الولاياتالمتحدةالأمريكية بتنظيم مونديال 2026 بالاشتراك مع كنداوالمكسيك، يكشف أن بطولة كأس العالم هى الدجاجة التى تبيض ذهبا لمنظميها، وإلا ما كانت أمريكا ومعها كندا وهما دولتان لا تتمتع كرة القدم فيهما بشعبية طاغية مثل البرازيل أو إسبانيا أو ألمانيا مثلا، وبالتالى فلا عجب أن يبدى الرئيس الأمريكى ترامب حرص بلاده على استضافة البطولة بتغريدات عبر "تويتر"، ولعل الوعود الأمريكية بتحقيق أرباح تقدر بنحو 11 مليار دولار، مقابل مليارى ونصف المليار دولار حققها مونديال البرازيل، ونحو 5 مليارات ينتظر أن يحققها المونديال الروسى هو ما يفسر التأييد الواسع للملف الأمريكي. يشهد مونديال 2026 زيادة عدد الدول المشاركة من 32 إلى 48 دولة، ويعنى ذلك أن البطولة قد تتحول من منافسات رياضية تجذب الجماهير إلى وسيلة لكسب الأموال، ويؤدى زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى وجود أرباح إضافية من حصيلة بيع تذاكر المباريات، وحقوق البث، فضلا عن الأنشطة السياحية المرتبطة بالسفر لمشاهدة مباريات كأس العالم فى الدول المضيفة، والتى ستكون ثلاث دول للمرة الأولى فى تاريخ البطولة. وقد قال رئيس الاتحاد الأمريكى لكرة القدم كارلوس كورديرو، إن تنظيم البطولة فى بلاده وكنداوالمكسيك سيحقق إيرادات بقيمة 11 مليار دولار يحصل عليها الاتحاد الدولى لكرة القدم"فيفا"، إضافة إلى نحو خمسة مليارات دولار من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالمونديال، مثل زيادة الطلب على الفنادق والمطاعم وشركات النقل والسياحة، وكذلك توفير نحو 40 ألف وظيفة خلال فترة الإعداد وأثناء البطولة. وتحصل أمريكا على النصيب الأكبر من تلك الإيرادات كونها تستضيف وحدها 60 مباراة بينها المباراة النهائية، فيما تستضيف المكسيك عشر مباريات وكذلك كندا، كما تحصل الاتحادات القارية على المزيد من الأموال أيضا، ما يشير إلى أن الملف الثلاثى ما هو إلا مشروع اقتصادى بقيادة واشنطن ويخطط لقفزة هائلة فى حجم الجماهير وعدد تذاكر المباريات التى سيتم بيعها، إذ ينتظر أن تبلغ نحو 5.8 مليون تذكرة. لكن زيادة عدد الدول المشاركة فى مونديال 2026 يعتبر سلاحا ذا حدين، وقد أكد خبراء على وجود سلبيات عديدة أبرزها ضعف مستوى عدد من المنتخبات المشاركة، ما يؤدى إلى وجود مباريات ضعيفة فنيا يترتب عليها عزوف الجماهير عن المشاهدة سواء ممن يشاهدونها من المدرجات أو عبر الشاشات، وهو ما يضر بالفيفا الذى يعتمد فى مكاسبه من المونديال على تذاكر المباريات وحقوق البث. وقد يواجه الفيفا اتهامات بالفساد، والتى سبق أن أطاحت بالسويسرى بجوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولى لكرة القدم، وقد سبق وأن اعترف أحد أعضاء الفيفا بالتلاعب فى قرعة مونديال 1998 بفرنسا، بهدف أن يلتقى منتخبا فرنساوالبرازيل فى المباراة النهائية.