الشيخ الشاب «إسلام النواوى» ، عضو لجنة الشباب لتجديد الخطاب الديني، بالإضافة إلى كونه إماما وخطيبا، استطاع خلال فترة قصيرة أن يجذب الكثير من الشباب إليه، وقد التحق بالأزهر فى طفولته وتأثراً بالشيخ الجليل د. أحمد عمر هاشم، وبرغم أن دراسته الثانوية كانت علمية بحتة، فإنه فضل الالتحاق بكلية أصول الدين، إنه يحاول أن يكون النموذج الذى يريده الشباب فى الشيخ شكلا وأسلوبا.. ولذلك يتحدث معهم عن الحب والعلاقات العاطفية. لأنه يريد أن يخرج الشيخ عن فكرة الموظف، وينصح الشباب بعدم هجر القرآن الكريم سواء فى رمضان أم فى غيره.. وليس شرطا أن تختمه، ولا يجوز إطلاقا صيام النهار وقيام الليل فى صلاة التراويح والتهجد.. وفى مقابل ذلك عدم الذهاب إلى العمل فإلى الحوار.
هل تفضل التواصل المباشر مع الشباب أم من خلال الإعلام؟
كلاهما له فوائده، فالتواصل المباشر له أهمية فكل شيخ عليه أن يخرج عن فكرة «الموظف» فالشعور بالوظيفة يقتل الإبداع، ولابد أن يكون مثل الطائر يذهب إلى كل مكان ويصل للناس فى كل بقعة، بالإضافة إلى أن الإعلام له دور مهم أيضا فى الانتشار بشكل واسع. والوصول لأكبر عدد من الأشخاص خلال فترة قصيرة.
ما طبيعة عملك فى وزارة الأوقاف لشئون القرآن الكريم؟
بما أن وزارة الأوقاف تختص بشئون الدعوة ومن بينها المساجد بما فيها من إنشاءات ودعوة والقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتفسيرا، وفى إطار تأهيل الكوادر الشابة للمراكز القيادية، تم تعيين عدد من المعاونين المتميزين فى كل الوزارات من بينهم وزارة الأوقاف، وأعمل فى مجال تفسير القرآن الكريم، وأتولى ملف «الإلحاد والتكفير» وأقيم حوارات مع الشباب من خلال ندوات ومقابلات بالنوادى والجامعات، لذلك أحاول جاهدا أن أكون النموذج الذى يريده الشباب فى الشيخ شكلا وأسلوبا، وأتحدث معهم عن القضايا الشائكة التى تشغل الشباب مثل الحب والعلاقات العاطفية وغيرها من الأمور، فهدفنا الأساسى هو الوصول إلى الشباب بسهولة وبالطريقة التى تناسبهم.
ما حكم الشخص الذى يصوم رمضان ولا يصلى؟
ربط الله عز وجل الصيام بالصلاة، وأنصح كل إنسان لا يصلى بتعويد نفسه على الصلاة لأنها «عبادة تعود» فهى أول ما يسأل عنه العبد فور دخوله القبر، وهى الصلة بين العبد وربه، كما أنصح الآباء والأمهات بمحاولة الارتباط بصلاة أحد الفروض فى جماعة، حتى يرتبط كل أفراد الأسرة بهذا الفرض.
كيف يعتكف الشباب بطريقة صحيحة؟
الاعتكاف سنة من سنن الرسول «صلى الله عليه وسلم» والغرض منه سمو النفس وأقله يكون يوما بليلة، وتخفيفا عن الناس، يمكن أن ينوى الإنسان الاعتكاف خلال فترة المكوث فى المسجد أثناء صلاة التراويح.
وما رأيك فى قيام البعض بالحصول على إجازات كثيرة خلال شهر رمضان بسبب الصيام؟
هذا لا يجوز إطلاقا، بالفعل هناك من يصومون ويقضون الليل بأكمله فى صلاة التراويح والتهجد، وفى مقابل ذلك لا يذهبون إلى أعمالهم بحجة عدم القدرة على تحمل حرارة الجو أو الإرهاق من الصيام، فالعمل عبادة ولا يصح تأخير مصالح العباد من أجل الجلوس فى المنزل.
للأسف نجد الكثير من الشباب المفطر والمدخن علنا فى نهار رمضان بغير عذر فماذا تنصحهم؟
أريد أن أذكر الشباب بما نبهنا به رسولنا الكريم إلى عقوبة من يفطر فى نهار رمضان متعمدا، بأنه لن يكفيه صيام الدهر كله، أحب أن أقول لهم «أما آن الآوان أن تستحوا من الله؟
هل من الأفضل للطلاب أن يفطروا خصوصا أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام تأتى فى شهر رمضان؟
وفقا لمقدرة كل طالب، فبعض الناس يتعرضون للإغماء وعدم التركيز بسبب الصوم، فإذا كان الطالب قادرا على المذاكرة والتحصيل أثناء الصوم فليصم، وإن كان لا يقدر فالأفضل أن يفطر لأنها ضرورة.
أنت عضو لجنة اختيار خطبة الجمعة، فكيف يتم وضع الموضوعات؟
فالوزارة لا تلزم الخطيب بنص معين لقراءته على المنابر، وهو أحد الحلول لتدنى حالة الدعوة، فبدأنا نتحدث عن المشكلات الدينية والاجتماعية التى نعانيها حاليا. وأقوم بوضع بيان استرشادى يضم الأدلة والمحتوى الخاص بالموضوع الذى تم اختياره، المهم لدينا أن يلتزم الخطيب بالفكرة، أما المعلومات والأمثلة التى يعطيها الخطيب فلا بأس من أن يصيغها هو بطريقته، وله كامل الحرية فى الانطلاق ومجال الإبداع مفتوحا. ومن يخل بهذا الأمر يتخذ معه إجراء قانوني.
وما دورك كعضو بلجنة الشباب لتجديد الخطاب الدينى؟
تجديد الخطاب الدينى ليس موضة، لكنه متجدد بتجدد الزمان وقال نبينا صلى الله عليه وسلم:»إن الله سيرسل لكم على رأس كل مائة عام من يجدد لكم شئون دينكم» فهو أمر ضرورى وشرعي.
ولا ننسى أن تجديد الخطاب الدينى مرتبط بالحالة الاجتماعية والثقافة والاقتصادية فى المجتمع، وتعبر عن وعى دينى مكتمل .
مع وجود قرار يحظر الخطابة على غير الأزهريين فإن هناك بعضا من الدعاة الشباب حققوا نجاحا فى هذا المجال برغم عدم انتمائهم للأزهر؟
هناك فارق بين الدعوة والفتوى، ونعلم جميعا أنه خلال الفترة السابقة استطاعت الجماعات الإرهابية استقطاب الشباب من خلال الفتاوى المغلوطة، أما فكرة حصر الخطابة على الأزهرى هدفها الأساسى هو حصر مهنة الخطابة كوظيفة، لابد أن تكون على يد دارسها، فالدعوة أمر جميل، لكن سيبقى المسجد له أثره و قدسيته، وبالتالى يصعب أن يخطب بالمسجد من هو ليس أزهريا، حتى إذا حدث أى خطأ، يصبح من المنطقى أن نحاسبه وأنا سعيد بالدعاة المعروفين الذين يجذبون الشباب إليهم ولا ينتمون للأزهر.