كثيرا ما نسمع أحاديث يلقيها الخطباء على المنابر وتشتهر على ألسنة الناس ويتداولونها بينهم، يتبين لنا عدم صحتها ونسبتها إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها حديث سيدنا موسى مع ربه، والذى جاء فيه: عندما ذهب سيدنا موسى للقاء ربه: قال موسى: يا رب إنى أجد فى الألواح أمة هى خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، رب اجعلهم أمتي. قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إنى أجد فى الألواح أمة هم الآخرون فى الخلق، السابقون فى دخول الجنة، رب اجعلهم أمتي، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إنى أجد فى الألواح أمة أناجيلهم فى صدورهم يقرؤونها، وكان من قبلهم يقرؤون كتابهم نظراً، حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئاً، ولم يعرفوه، وإن الله أعطاهم من الحفظ شيئاً لم يعطه أحداً من الأمم، قال: رب اجعلهم أمتى، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إنى أجد فى الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول، وبالكتاب الآخر، ويقاتلون فضول الضلالة، حتى يقاتلوا الأعور الكذاب، فاجعلهم أمتي، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إنى أجد فى الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها فى بطونهم ويؤجرون عليها، وكان من قبلهم من الأمم إذا تصدق بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها ناراً فأكلتها، وإن ردت عليه تركت فتأكلها السباع والطير، وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم، قال: رب فاجعلهم أمتي. قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب فإنى أجد فى الألواح أمة إذا هَمَّ أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال: رب اجعلهم أمتى، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. قال موسى: رب إنى أجد فى الألواح أمة هم المشفعون المشفوع لهم، فاجعلهم أمتي، قال رب العزة: تلك أمة أحمد. فنبذ موسى عليه السلام الألواح، وقال: اللهم اجعلنى من أمة أحمد. وقال الله لسيدنا عيسى عن أحمد صلى الله عليه وسلم وأمته: وله عندى منزلة ليست لأحد من البشر، كلامه القرآن، ودينه الإسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه، وشهد أيامه، وسمع كلامه. قال عيسى: يا رب، وما طوبى؟ قال رب العزة: غرس شجرة أنا غرستها بيدي، فهى للجنان كلها، أصلها من رضوان، وماؤها من تسنيم، وبردها برد الكافور، وطعمها طعم الزنجبيل، وريحها ريح المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب منها أمة ذلك النبي. ثم قال رب العزة: يا عيسى، أرفعك إليّ، قال رب ولم ترفعني؟ قال رب العزة: أرفعك ثم أهبطك فى آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبى العجائب، ولتعينهم على قتال اللعين الدجال، أهبطك فى وقت صلاة، ثم لا تصلى بهم لأنها مرحومة ولا نبى بعد نبيهم. قال عيسى: يا رب أنبئنى عن هذه الأمة المرحومة. قال رب العزة: أمة أحمد، هم علماء، حكماء، كأنهم أنبياء، يرضون منى بالقليل من العطاء، وأرضى منهم باليسير من العمل، وأدخلهم الجنة ب (لا إله إلا الله)، ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت به رقابهم.