السعودية تعاقب الرباط لدعمها قطر.. وآل الشيخ يغازل مصر المغرب يدعو الدول الإفريقية للرد على إهانة ترامب
تأكيدا على أن الرياضة والسياسة، وجهان لعملة واحدة.. جاء إعلان المغرب عن ترشحه لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم "2026"، لتجبرها على الدخول فى حروب سياسية عنيفة، لا سيما مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تتزعم ملف الترشح الأمريكى الثلاثى مع كنداوالمكسيك، بعد أن فوجئ الجميع بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل أيام قليلة يخرج مهددا ومتوعدا كل دول العالم، لا سيما الدول الإفريقية من دعم وتأييد الملف المغربى.. وهو الأمر الذى وصفه الإعلام المغربى بالمؤامرة الكبرى.
الأمر مفاجئا لنا، حيث خرجت «الأهرام العربى» قبل 3 أشهر من الآن، وقبل تهديدات ترامب، وتحديدا فى فبراير الماضى ومع إعلان المغرب الترشح الرسمى لاستضافة المونديال، تؤكد أن هناك مؤامرة تحاك ضد البلد العربى الشقيق، وهو التقرير الذى قام عدد من وسائل الإعلام المغربية بنشره حرفيا.
وكان الرئيس الأمريكى ترامب كتب فى تغريدة: «لقد قدمت الولاياتالمتحدة مشروعا قويا مع كنداوالمكسيك بخصوص كأس العالم لعام 2026.. وسيكون من العار أن تقوم الدول التى نساندها فى جميع الظروف بمقاطعة الملف الأمريكى. لماذا تتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا»؟.. وكان تهديد ترامب موجها بالتحديد إلى العديد من الدول الإفريقية التى بادرت بإعلان دعمها لملف المغرب، وعلى رأسها جنوب إفريقيا التى تراجعت سريعا عن موقفها.. فيما طالب ترامب رئيس نيجيريا فى لقاء رسمى جمع بينهما أخيرا فى واشنطن، أن تعلن نيجيريا رسميا دعمها للملف الأمريكى الثلاثى المشترك .
وكان الاتحاد الجنوب إفريقى لكرة القدم، قد أعلن تراجعه عن دعمه الرسمى للملف المغربى أمام المنافس الأمريكى، جاء ذلك فى بيان صادر عن الاتحاد عن عدم حسمه للملف الذى سيصوت له من أجل احتضان «مونديال» 2026، بين الملف المغربى ومنافسه الأمريكى، وأن القرار النهائى سوف يتخذ بعد عرضه على لجنة خاصة.. وكان الاتحاد الجنوب إفريقي، أوضح فى 16 من إبريل الماضي، دعمه اللا مشروط للمغرب، حتى ينجح فى تنظيم الحدث الرياضى البارز.
إلا أن المغرب رفض الاستسلام، وذكر الإعلام المغربى الدول الإفريقية بالإهانة الشديدة التى وجهها الرئيس الأمريكى، الذى وصفها ب "الحثالة ".. مطالبة الدول الإفريقية الفقيرة بالرد على تلك الإهانة.. فى إشارة إلى إعلان القارة الإفريقية رفضها للملف الأمريكي.
يذكر أن المغرب الدولة الوحيدة فى العالم وعبر التاريخ التى تقدمت رسميا 5 مرات لاستضافة بطولة كأس العالم، حيث سبق الرهان فى 4 مرات سابقة أعوام : 1994 و 1998 و 2006 و 2010، قبل أن تتقدم للمرة الخامسة لاستضافة نسخة 2026، وهذه المرة يتضمن الملف المغربى 14 ملعباً فى 12 مدينة، منها ما هو قائم بالفعل ويحتاج فقط لبعض التطوير، ويرصد المغرب 15.8 مليار دولار لتنظيم هذا الحدث.
ومن المقرر أن يعلن الاتحاد الدولى للعبة "فيفا" عن اسم البلد المنظم لمونديال 2026 فى يونيو المقبل فى موسكو، عشية انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 فى روسيا.. وإن كانت هناك تقارير إعلامية، خرجت تؤكد أنه سيتم تأجيل أمر حسم واختيار الدول المنظمة أو الملف الفائز إلى مايو من العام 2020 .
وحصل المغرب على دعم العديد من الدول البارزة فى الأسابيع الأخيرة بينها فرنسا التى قال رئيس اتحاد اللعبة بها نويل لو جرايت: «لا أرى نفسى لا أؤيد بلدا قريبا منا»، مضيفا أن إفريقيا، التى استضافت كأس العالم مرة واحدة فقط سابقا وكانت فى جنوب إفريقيا "غالبا ما أُهملت".. كما أعلن من قبل رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم "الكاف" أحمد أحمد دعمه للملف المغربى، فيما دعا أوروبا إلى دعم ملف الدولة الإفريقية، قبل أن يخرج رئيس "فيفا" معترضا على دعم رئيس «الكاف» للملف المغربى، مطالبا الجميع بعدم الحديث فى الأمر مبكرا، خصوصا التصويت هذه المرة سيكون من خلال كل دول العالم أعضاء "الفيفا"، لكن يكون الأمر قاصرا على أعضاء المكتب التنفيذى بالاتحاد الدولى فقط كما كان يحدث سابقا.
فى المقابل، أكدت الدول العشر فى قارة أمريكاالجنوبية دعمها "بالإجماع" للملف الأمريكى الشمالى فى بيان مشترك خلال اجتماع للاتحاد الأمريكى الجنوبى (كونميبول).. ويعول الملف الثلاثى على 23 مدينة، تم اختيارها ضمن لائحة أولية «بما فى ذلك 4 مدن كندية و3 مكسيكية».
وبالعودة إلى تغريدة التهديد التى أطلقها ترامب، فقد علق عليها كورديرو رئيس اتحاد الولاياتالمتحدة لكرة القدم قائلا: "لا أرى فى هذه التغريدة أى تهديد.. أعتقد أن عليك أن تقدر له كيفية التعبير عن الأمور… أعتقد أن ما يستشف مما قاله، هو رغبته فى أن يرى الناس يؤيدون العرض الذى تقدمنا به، وهذا ما أحب أن يقوله رئيس بلدي".
وكتب رئيس المكسيك إنريكى بينيا نييتو، ورئيس الوزراء الكندى جستن ترودو على "تويتر"، تأييدا لعرض استضافة كأس العالم 2026، بينما قال كورديرو إن هذا يبرهن على الدعم السياسى الكامل للملف المشترك.
وأضاف: «غردت كنداوالمكسيك فى اليوم نفسه ولم يتحدث أحد بشأن ما كتب، لكن المؤكد أن قيادات الدول الثلاث متفقون على الدعم الكامل للملف المشترك. أعتقد أن هذا أمر رائع».