توقعت صحيفة التايمز البريطانية اندلاع مواجهة عسكرية بين ايران واسرائيل قريبا مع تضارب المصالح بين الجانبين على وقع الاحداث في سوريا. وقالت في تقرير جديد نشرته على موقعها الاليكتروني أن الصراع السري بين إيران وإسرائيل بات الآن مفتوحا وعلنيا ولا أحد يعرف أين سينتهي هذا الصراع. واكد المحلل بالجريدة روجزر بويز ان الحرب الدائرة في سوريا استمرت لثلاثين شهرا اي أكثر من الحرب العالمية الثانية لكنها مازالت مستعرة في صراع غير طبيعة الحرب الحديثة وسيعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة الى أن هذه الحرب شهدت اختبار نحو 150 من أنظمة الأسلحة الروسية وأعيد فيها استخدام التكتيكات القتالية للقرن العشرين من القصف المكثف إلى التسميم بغاز الكلور لاختبار مدى امكانية استخدامها في حروب اليوم. وذكرت أن معظم المشاركين في هذه الحرب بدأوا من دون خبرة وبشح في التمويل وبدون كفاءة ممتا أدى إلى زيادة الخسائر بين المدنيين والعسكريين لكنه بمرور الزمن تعلم معظم هؤلاء المقاتلين دروسا خاطئة وفشلوا في التأقلم وما نراه انخفاضا في معدل الخسائر البشرية والإصابات حدث لأن جماعات المراقبة توقفت عن عد الضحايا بعد أن تجاوز رقم القتلى نصف مليون شخص. وتوقعت أن حربا طويلة الأمد مثل تلك ستنتهي إلى قتال بين الأكثر كفاءة وبين الماكينات العسكرية ولذا لن نرى استعراضا للقوة بين واشنطن وموسكو إذ أن دونالد ترامب لا يخفي نيته بسحب الجنود الامريكيين امن سوريا وانما المواجهة ستكون بين إيران التي تدعم بشكل مباشر بقاء بشار الأسد في السلطة وتقاتل من أجل تحقيق تفوق وهيمنة إقليمية وإسرائيل التي تعد التوسع الإيراني تهديدا لوجودها. واشارت الصحيفة الى إسقاط طائرة إيرانية مسلحة من دون طيار فوق إسرائيل في فبراير وتحرك إسرائيل لضرب قاعدة إيرانية لتسيير طائرات من دون طيار وقتل قائدها وضباطها في التاسع من الشهر الجاري قبيل أيام من الضربات الجوية الغربية على منشآت بشار الأسد الكيمياوية . وذكرت ان اسرائيل نفذت ما لا يقل عن 100 ضربة على قوافل أسلحة إيرانية لم يعلن عنها مع زرع فيروسات في أنظمة كومبيوتر البرنامج النووي الإيراني وعمليات اغتيال لعلماء ذرة. ونقلت الصحيفة عن برونو ماكايس الباحث البرتغالي الخبير في مجال الجغرافيا السياسية قوله ان جنرالا صينيا احتفل بالتدخل الروسي في أوكرانيا في عام 2014 قائلا إنه أعطى الصين عشر سنوات إضافية للتهيؤ لمواجهتها الكونية مع الولاياتالمتحدة حيث تحولت روسيا إلى العدو رقم واحد للولايات المتحدة وتنفست الصين الصعداء و أن شيئا مماثلا حدث في سوريا أعطى إسرائيل وقتا إضافيا وحول الانتباه إلى بشار الأسد مخفيا اللحظة التي عليها فيها أن تحول حربها السرية مع طهران إلى مواجهة ضارية مكشوفة.