الاتحاد العربى عازم على إعادة إحياء بطولاته بقوة.. والبداية ببطولة «القدس» المنتخب المصرى لن يكون ضيف شرف فى مونديال روسيا.. وأشجع الأهلى منذ كنت طالبا بجامعة حلوان
وليد الكردي، شخصية كروية سورية شهيرة فى عالمنا العربى، هو واحد من الخبرات التى هاجرت، عمل منذ أكثر من ثلاثة عقود أمينا عاما مساعدا فى الاتحاد العربى لكرة القدم، وأسهم فى رسم إستراتيجية عمل هذا الاتحاد، وتطوير اللعبة فى الدول العربية، حتى بات القلب النابض للاتحاد العربى وعراب الكرة العربية . «الأهرام العربى» حاورته فى عدد من المحاور، وبعد أن باركت له العودة لاتحاد كرة القدم بعد سن التقاعد كمستشار، كان هذا اللقاء:
عدت مرة أخرى للاتحاد العربى لكرة القدم وهذه المرة مستشارا.. ماذا ستقدم له، وماذا قدمت له سابقا؟
أشكركم جدا على هذه اللفتة الطيبة، ومنصب المستشار جديد فى الاتحاد العربى، وأنا أشغله منذ شهرين تقريبا، وأعتقد أن معايشتى للأمانة العامة منذ عام 1976، حيث انتقل مقر الاتحاد من ليبيا إلى السعودية بقرار من الجمعية العمومية، وإطلاعى على جميع المجريات ومشاركتى الفاعلة فى صنع نظامه ولوائحه وأنشطته واجتماعاته، وأيضا علاقاته مع الاتحاد الدولى والآسيوى والإفريقى، تؤهلنى لأقدم للاتحاد ما يطلب منى لتطوير العمل من جديد وتنشيط فاعلياته.
من خلال خبرتك ومعايشتك للرياضة كيف يمكن تطوير كرة القدم العربية؟
تطوير كرة القدم أو أى لعبة أخرى يرتبط بعدة عوامل رئيسية وهي: الإدارة، ويجب أن تتوافر فيها الاستقلالية وكفاءة المسئولين والتقنيات الحديثة والمال، والبنية التحتية، من منشآت وملاعب، وأذكر أن مدرب إنجلترا آلف رمزى رغب الاتحاد السعودى التعاقد معه لتدريب منتخبها وطلب زيارة السعودية، وبعد جولة استمرت أسبوعين زار خلالها الملاعب ثم اعتذر عن التدريب، ونصحهم أولا ببناء الملاعب والمنشآت التى تتوافر فيها الأرضية الجيدة، وتأمين المستلزمات المطلوبة والمرافق وغيرها، وإلا فإن ما يصرف على المدربين لن يؤدى إلى الهدف، وفعلا تم الأخذ برأيه وانتشرت المدن الرياضية وأصبح لكل ناد مقره الخاص وملاعبه.. وكذلك وضع الخطط طويلة وقصيرة المدى، والبرامج التى تتضمن المعسكرات التدريبية والمباريات الودية والمشاركات فى البطولات الخارجية..والاحتراف الفعلي، إذ لا يمكن أن نبقى نحن فى عالم شبه الهواية وشبه الاحتراف وغيرنا فى عالم آخر.
من وجهة نظرك .. لماذا حتى الآن لا تكتسب البطولات العربية أهمية وقوة ودائمة التعثر، وما زالت هناك دول لا تشارك فيها بفاعلية؟
تعثر بطولات الاتحاد العربى لكرة القدم وعدم انتظامها يرجع إلى أسباب عدة، قد لا تجد بعضها فى البطولات العربية لاتحادات الألعاب الأخرى غير كرة القدم وأهمها: وجود الدول العربية فى القارتين الآسيوية والإفريقية، والتعارض فى مشاركات الدول فى بطولات القارتين، وازدياد عدد البطولات التى تنظم على المستوى القارى والدولى، وأهمها بطولة العالم للأندية(بطولة المنتخبات الإفريقية للاعبين المحليين – بطولة اتحاد شمال إفريقيا – بطولة الخليج والأندية الخليجية)، وقد شغلت هذه البطولات مساحات كبيرة من الروزنامة القارية والدولية، فضاقت المساحة على البطولات العربية، واهتمام الأندية الكبيرة فى القارتين بالاشتراك فى البطولات القارية المؤهلة لبطولة العالم للأندية لتحقق هدفين الأول معنوى والآخر مادى مغرى، واعتذار بعض الاتحادات والأندية عن عدم مشاركتها فى بعض البطولات العربية فى أوقات حرجة، سببت الكثير من المشاكل مع الشركة الراعية للحقوق التجارية للبطولات العربية، وأدت فى أحيان أخرى إلى انسحابها، البطولات العربية غير مؤهلة للبطولات القارية أو الدولية، وقد كانت هذه الأمور موضع اهتمام المجلس التنفيذى للاتحاد بعد انتخاب رئيس جديد له وتعيين أمين عام جديد، فقد تشكلت عدة لجان اجتمعت وخرجت بتوصيات تتعلق بتعديل النظام الأساسى واللوائح ولائحة البطولات العربية للأندية التى ستحمل اسم القدس، واللائحة الانضباطية وستكون هناك جوائز مالية مغرية، وأستطيع القول إن هناك تصميما على إعادة أحياء البطولات العربية وأقامتها ضمن ضوابط وأسس تحقق الاستمرارية والتطوير، والرئيس الجديد المستشار تركى آل الشيخ عازم على أن تسهم جميع الدول العربية بمن فيها سوريا بالمشاركة الفاعلة، وإحداث نقلة نوعية فى البطولات العربية.
ماذا قدم الاتحاد العربى للاتحادات العربية من أجل تطوير اللعبة وكوادرها؟
على مدى سنوات من عمر الاتحاد العربى لكرة القدم أقيمت بطولات ناجحة على مستوى المنتخبات لمختلف الفئات وأبطال الدورى وأبطال الكئوس، وكذلك أقيمت دورات تدريبية على مستوى عال فى مجالات التدريب والتحكيم والطب الرياضي، والإعلام الرياضى والتعليق على مباريات كرة القدم والإخراج التليفزيونى لمباريات كرة القدم، كما تم تكريم المنتخبات العربية التى تأهلت لنهائيات كأس العالم، وكذلك الحكام الدوليين الذين شاركوا فى تحكيم مباريات كأس العالم، كما قدم الاتحاد بعض المساعدات المادية والخبرات الفنية لبعض الاتحادات الوطنية، مما تسهم فى التنمية والتطوير، والأمل كبير فى تأمين مصادر مالية تساعد فى دعم برامج الاتحادات التنموية .
كيف ترى كرة القدم المصرية، بشكل عام، من حيث المستوى والمشاركات.. وماذا نقول عن تأهل مصر لمونديال روسيا.. وماذا تتوقع للفراعنة فى كأس العالم؟
مصر دولة عريقة فى كرة القدم ودائما تقدم منتخبات منافسة إفريقيا وعربيا، ومشاركتها فى البطولات العربية لها طعم آخر، وهى مهمة جدا بالنسبة للاتحاد العربى بغض النظر عن النتائج، كما كان الأمر أخيرا فى البطولة العربية للأندية التى أقيمت فى القاهرة والإسكندرية عام 2017 التى أسهمت بإنجاحها، وليس من شك أن وصول المنتخب المصرى لنهائيات كأس العالم يعتبر بحد ذاته إنجازا مهما على صعيد القارتين الإفريقية والآسيوية.. فالكرة الأفريقية تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة واستفادت من وجود عدد كبير من اللاعبين الأفارقة فى الأندية الأوروبية، فازدادت المنافسة بين الدول وتأهلت مصر للنهائيات برغم التنافس الشديد هو بحد ذاته حدث مهم، لا سيما أنه جاء بعد سنوات طويلة كانت مصر بعيدة عن المشاركة بسبب عدم التأهل، وهذه المرة أتوقع أن تبصم هناك، نظرا لوجود مجموعة متميزة من اللاعبين المحترفين فى الخارج، ووجود اهتمام واسع على أعلى مستوى بهذا المنتخب.
تأهل أربعة منتخبات عربية دفعة واحدة هو رقم قياسى للمونديال ماذا يعنى لك.. وهل تتوقع أن تحقق شيئا فى النهائيات؟
وصول أربعة فرق عربية للمونديال المقبل فى روسيا، لأول مرة بتاريخ البطولة هو دليل بحد ذاته على أن كرة القدم بخير، وتستطيع التنافس والتأهل، لكن لا يعنى ذلك دليل تطور لكرة القدم العربية، ففى ظل تطور الكرة الإفريقية والتنافس الشديد، فلا بد من الدول العربية الإفريقية الأخذ بعين الاعتبار هذا التطور، وبذل جهود مضاعفة لضمان المنافسة على كل المستويات، ومن ناحية أخرى فإن تأهل المنتخب السعودى عدة مرات لنهائيات كاس العالم دليل خبرة وتميز، ولكنها على المستوى الآسيوى يدل على تأخر الفرق العربية عن الركب، وحتى عن الدول العربية فى إفريقيا، وأتمنى أن تكون للمنتخبات العربية بصمة فى روسيا، وباعتقادى ستفعل الكثير، ولن تكون لقمة سائغة لبقية الفرق، بدليل قوة المنافسة فى التصفيات المؤهلة.. وآن الأوان لتفكر الدول العربية بتغير المعادلة، ويكون لها شأن كروى عالمى، والمونديال المقبل فى قطر، ويجب أن يكون للعرب حضور أقوى وأكبر.
ومتى تصبح للكرة العربية وجود عالمى أكثر قوة وإصرار فى المحافل الدولية؟
عندما يطبق الاحتراف على أصوله وتصبح كرة القدم مهنة ويتفرغ لها اللاعبون، وتتوافر الملاعب الجيدة ونهتم بالرياضة المدرسية ورياضة الناشئين، سنجد كرة قدم عربية فى المستوى العالمى، ويبقى دورا مهما للاتحاد العربى فى إقامة بطولات منتظمة داعمة لخطط الدول الأعضاء وبرامجها، وإقامة المزيد من الدورات التدريبية للمدربين والحكام والكوادر الأخرى، حينها يكون للكرة العربية شأن مهم.
هل الدورى السعودى بات من أقوى الدوريات العربية والآسيوية فعلا، ولماذا.. أم أن الدورى المصرى ينافسه بالقوة والمستوى؟
قوة الدورى المحلى فى بلد ما تعتمد على قوة الفرق المشاركة، والعدد الكبير الذى ينافس على البطولة، وما يتميز به الدورى السعودى هو وجود عدد كبير من الأندية القوية، والتى تتنافس على بطولة الدوري، وغالبا ما تجد الأندية التى تحرص على بطولة الدورى منافسة شديدة من الأندية الأخرى وتحرجها وتخسر معها، هذه الأندية ليست محصورة بمدينتين أو ثلاث لكنها موزعة على أغلب المدن الرئيسية للمملكة، وهذه ميزة أخرى للدورى السعودى وبهذه المقاييس وبالمقارنة مع الدوريات الأخرى الآسيوية والعربية، نجد الدورى السعودى فى المقدمة من ناحية قوة الفرق المشاركة فيه، توسع قاعدة المنافسة على البطولة.. أما الدورى المصرى كان له حضوره ولا يزال، وأتمنى أن يعود له جمهوره، ونجومه، وقد أسهم فعلا بولادة نجوم على مستوى عالمى، والمنتخب المصرى نتيجة طبيعية للدورى الذى يأتى فى طليعة الدوريات الدول العربية.
أى الأندية المصرية أقرب إليك وتشجعها.. ولماذا؟
عندما كنت طالبا فى كلية التربية الرياضية (جامعة حلوان حاليا)، كان النادى الأهلى هو المفضل لدى، وكنت أحضر جميع مبارياته فى الدورى والودية، وما زلت أحتفظ بهذا العشق للنادى الأهلى وأجده مؤسسة تربوية وكروية، وصاحب أقوى شعبية فى مصر والعالم العربى والبطولات التى يحققها تؤكد عراقته، لكنى فى الاتحاد العربى قدمت شخصيا كل المساعدة للأندية المصرية التى شاركت فى بطولات الاتحاد العربى، وأبرزها الزمالك والإسماعيلى والمصرى وطلائع الجيش.