عززت اسرائيل انتشارها العسكري قرب الحدود مع مصر في شبه جزيرة سيناء حيث تعددت الهجمات في الأشهر الأخيرة، بحسب ما أعلن ضابط إسرائيلي كبير اليوم الأحد. وقال جنرال الاحتياط تسفي فوغل وهو القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي للاذاعة العامة ان "اسرائيل نشرت كتيبة +كراكال+ الاضافية بالقرب من الحدود، لان سيناء اصبحت وكرا للارهابيين". واعتبرت الحدود بين مصر واسرائيل على مدى اكثر من 30 عاما الاكثر هدوءا بالنسبة للدولة العبرية بفضل معاهدة السلام بين الدولتين عام 1979. واشار فوغل الى انه "منذ فترة غير طويلة كانت فقط وحدات الاحتياط من الجيش وحرس الحدود تقوم بدوريات هناك خاصة للحد من الانشطة غير المشروعة لبدو سيناء" مثل التهريب والدعارة وعبور المهاجرين الافارقة. من جهته قال وزير التنمية الاقليمية سيلفان شالوم للاذاعة ان "مصر بدأت بالتحرك ضد الارهابيين في سيناء ولكن ما زال ذلك غير كاف، والارهاب يهدد المصريين ايضا". وتأتي هذه التصريحات بعد يومين على هجوم قتل فيه الجمعة جندي اسرائيلي وثلاثة مسلحين يحملون سلاحا ثقيلا تمكنوا من التسلل الى اسرائيل من سيناء. ونقلت الاذاعة عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله ان "الانذارات حول هجمات مخطط لها من سيناء كانت اكثر عددا هذا العام من تلك على الحدود مع قطاع غزة" الذي تسيطر عليه حركة حماس. وتبني اسرائيل حاليا سياجا حدوديا بطول 250 كلم على امتداد حدودها مع مصر بينها 170 كلم تم الانتهاء منها في حين يتوقع الانتهاء من باقي السياج بحلول نهاية العام. ولكن ما زالت هناك ثغرات حيث ان جزءا من السياج بطول نحو 15 كيلومترا يوجد في منطقة ايلات وهي منتجع على البحر الاحمر جنوب اسرائيل. وقتل جندي اسرائيلي في اشتباك وقع الجمعة قتل فيه ايضا مهاجموه الثلاثة الذين كانوا مسلحين تسليحا ثقيلا وتمكنوا من التسلل الى اسرائيل من سيناء. واعلنت مجموعة "انصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن الهجوم في بيان وفقا لمركز "سايت" الاميركي المتخصص بمراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية مشيرة الى انها قامت ب"عملية انتقامية ضد الذين تجرأوا على النبي" في اشارة الى فيلم "براءة المسلمين" الذي انتج في الولاياتالمتحدة مؤكدة وجود مشاركة لل"يهود" في هذا الفيلم. وقال الجنرال تال روسو قائد المنطقة الجنوبية ان المسلحين فاجأوا الجنود الاسرائيليين الذين كانوا يستعدون لاعطاء الماء لعشرات من المهاجرين الافارقة العالقين وراء السياج الذي يجري بناءه. ويتوقع الجيش ان يتعرض الجنود لموقف مشابه في المستقبل القريب لذلك يجب وضع تعليمات تحذيرية صارمة. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان على الجيش ان يعطي الاولوية لتطوير وحداته الاستخباراتية في سيناء وهي عملية صعبة نظرا لانقسام المجموعات الجهادية الصغيرة العاملة في المنطقة. واشارت الصحيفة الى ان الجيش لديه وحدات قادرة على العمل بشكل سري في المنطقة ولكنها لم تحصل على الضوء الاخضر بسبب "الحساسية السياسية" لاي قرار مماثل قد ينتهك السيادة المصرية. وتقضي اتفاقية السلام عام 1979 بان تكون سيناء منطقة منزوعة السلاح كما اكد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاحد انه من غير المعقول ان توافق اسرائيل على تعديل شروط في اتفاقية السلام. وقال ليبرمان للاذاعة العامة الاسرائيلية "لا يوجد ادنى احتمال في ان توافق اسرائيل على تعديل اتفاقية السلام مع مصر (..) لن نوافق على اي تعديل في اتفاقيات كامب ديفيد". واوضح ليبرمان ان "على مصر تنفيذ التزاماتها في سيناء". وفي 18 حزيران/يونيو تسلل مسلحان من سيناء الى داخل الاراضي الاسرائيلية حيث هاجما قافلة تقل اسرائيليين يعملون في بناء السياج الحدودي وقتلا احدهم قبل ان يقتلهما الجيش الاسرائيلي. واثر هذا الهجوم طلبت اسرائيل من مصر استعادة السيطرة الامنية على شبه جزيرة سيناء التي يسودها فلتان امني منذ الاطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. واطلق الجيش المصري عملية عسكرية واسعة النطاق في سيناء بعد يومين من مقتل 16 من حرس الحدود المصري في هجوم مسلح استهدف في الخامس من آب/اغسطس نقطة تفتيش قرب الحدود المصرية مع كل من قطاع غزة واسرائيل.