"إن مصر الغالية ستبقى فى قلبى أينما كنت، بل فى وجدان كل سعودى وعربى، ومن شرب من مياه النيل حتما سيعود لها يوما، وستبقى العلاقات عميقة ومتشابكة، وتمتد جذورها لروابط القيدة والتاريخ، وستبقى حالة التقارب والتلاقى تجسد التفاهم بين قيادات البلدين فى القضايا المشتركة "لا أقول وداعا لمصر، وإنما للتلاقى دائما" ، كلمات بسيطة عبر فيها السفير أحمد قطان - الذي قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتعيينه وزيرا للدولة لشئون الدول الإفريقية، بعد أن كان يشغل منصب سفير المملكة لدي مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية - عن معان عميقة ترجم فيها حبه لمصر ووفاءه العظيم لمهمة دبلوماسية كان خير من يقوم بها، في فترة ربما هي من أصعب فترات العمل الدبلوماسي ليس في مسيره «قطان فقط»، وإنما في مسيرة أى دبلوماسي عاش تطورات الحياة السياسية في مصر خلال السنوات الماضية، لكنه استطاع بحنكته أن يدير الكثير من القضايا، وأن ينجو بعلاقات البلدين الكثير من العقبات التى تعرضت لها ويصل بها إلى مستواها المعروف تاريخيا، كان يعمل الرجل ليل نهار مع جميع الأوساط السياسية المصرية وربما العربية، وعرف بدوره في تذليل الكثير من نقاط الخلاف وتقريب وجهات النظر حتى باتت العلاقات المصرية السعودية في عهده في أرقى مستوياتها. يعد السفير أحمد قطان واحدا من أبرز الحضور ضمن نخبة من كبار رجال الدولة المصرية والسفراء العرب المعتمدين لدى مصر .. وتحدث في آخر لقاء جمعه «بالأهرام العربي» في حفل عشاء أقامه السفير الدكتور على العيسائي سفير سلطنة عمان ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بمناسبة تولي السفير محمد غنيم سفير مصر الجديد مهام عمله كسفير لمصر في سلطنة عمان عن قضايا عديدة.. الجميع كان ينصت له.. حبه الشديد لمصر ودوره الكبير في إدارة العلاقات المصرية - السعودية، كان عاملا أساسيا في نجاحه خلال الفترة الماضية.. ورغبته الشديدة في الوصول بها إلى أرقي مستوى.. كان وراء تلك المحبة خلفية طويلة نظرًا لإقامته فى القاهرة لفترات طويلة امتدت منذ دراسته بجامعة القاهرة وصولاً لعمله سفيرًا لبلاده فى مصر، فضلا أنه يعد من أبرز سفراء خادم الحرمين الشريفين فى مصر، حيث امتدت فترة عمله ل 8 سنوات تقريبًا. بلا شك أن قرار "ترقية" «قطان» وضعه في منصب رفيع وصل إليه بالعمل الدءوب والإخلاص لبلاده والدفاع عن مصالحها، لكنه بلا شك شكل مفاجأة للأوساط المصرية ليس لترقيته، فقد كان متوقعا له ذلك لأن الأوساط السياسية والدبلوماسية المصرية والعربية تكن له كل الاحترام، فقد ترك السفير قطان "بصمة" كبيرة فى نفوس محبى المملكة العربية السعودية الشقيقة.