قال الروائي وعضو مجلس النواب يوسف القعيد أن نجيب محفوظ عندما حصل على نوبل جاءه أحد الباحثين الأجانب، وقال له إن اسم ألفريد نوبل لم يرد في أى عمل من أعماله، جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت اليوم بالقاعة الرئيسية لمعرض الكتاب بقاعة عبد الرحمن الشرقاوى والتى تحمل عنوان «مرور 30عاما على حصول نجيب محفوظ على نوبل» بحضور الناقدة د. أمانى الطويل ود. رضا عطية والناقد د .خيرى دومه. من ناحيته طرح د . دومه تساؤلا مهما، وهو هل يستحق نجيب محفوظ نوبل؟ لكنه أجاب في الوقت نفسه، قائلا: كثيرا ما تحدثنا عن أن كتاب كبار يستحقون هذه الجائزه لكن نجيب محفوظ له سمات خاصه لابد وان نراجعها ، فقبل كتابة محفوظ للرواية كان الجيل السابق له يقلد كتاب الغرب دون ان يشعروا بقيمة فن الرواية، مشيرا إلى أن نجيب محفوظ كان لديه وعيا فلسفيا وذلك بسبب دراسته للفلسفه ونشأته وسط كبار كتاب زمانه وتابع د. دومه وكان نجيب محفوظ مهتم جدا بالعالم الذى يتغير وعبر عن هذه الرؤية في مجلة سلامه موسى فهو كان يدرك من البداية أن العالم يتغير كما أدرك مبكرا ان الرواية فن هذا العصر. ولفت د. دومه النظر إلي أن محفوظ انتقد العقاد حينما قال إن الشعر حلاوة هذا العصر دون خشب والرواية فنا الكلام الكثير، فرد عليه نجيب محفوظ قائلا : شعر هذه الدنيا الحديث مؤكدا علي أن نجيب محفوظ حين بدأبكتابة الرواية كان يحلم بكتابة الرواية التاريخية فكان يريد ان يكون مثل جورج زيدان يحكى تاريخ العرب والمسلمين ، وظل حلمه الفلسفى بأن يعبر عن العالم الجديد ، يكتب عن القاهره وزقاق المدق وعن هذا العالم الاجتماعي الكبير ، فقد وصل لذروته في رواية الحرافيش وأولاد حارتنا. وتابع د. دومه قائلا: إن محفوظ مر بتطورات كثيرة لكنه لم يستغنى عن جذوره،فهو حصل على نوبل لانه كان كاتبا واعدا يملك رؤية وخلفية عظيمة صاغها بعض النقاد صياغه عظيمه فمنذ بدأ الكتابة لم يتوقف عن تحقيق طموحه بينما قدم د. رضا عطيه قراءة نقديه وتحليله لأصداء نجيب محفوظ واحلام فترة النقاهة مؤكدا على أن صاحب نوبل كان ينظر للحياه على أنها مرحله جنينيه ينتظرها مرحله أخرى حيث تتميز أصداء السيرةالذاتيه له بكثافة النصوص ، فكل نص له تيمه أساسية للحدث الدرامى وفي الوقت نفسه يحمل تضامن وحدوى، مشيرا إلى أن نصوصه فيها نوع من الأصولية فالنص المحفوظى له أكثر من دلالة بالغة الجمال وأكثر من طبقة، أيضا نصوص أحلام فترة النقاهة وهي نصوص فريدة قدمت تجسيد لمناطق عديدة من اللاشعور الانسانى فميزة هذه الأحلام أن لها سمتها الخاصة، مؤكدا أن أعمال محفوظ ما بعد نوبل تستحق منا قراءة أوسع وإعمال للعقل. وقالت د. أمانى فؤاد: إن النموذج المحفوظى يشبه الدول الراسخة، خصوصا وأن صاحب نوبل كان أكثر إدراكا للعالم المحيط به، وكان يعى طوال الوقت إنه يحمل مسئولية الكلمة، وهذا الوعى ازداد بعد حصوله على نوبل، فالنموذ ج المحفوظى يؤكد طوال الوقت بأن الوعى له دور أساسى في تكوين ثقافة المجتمع.