الرئيس أبو مازن أوصى وفد فتح بالإصرار على المصالحة أبو مرزوق: محطة الحوار بالقاهرة فى منتهى الأهمية خصوصا فى ظل الآمال الشعبية الكبيرة
بحسب مصادر فلسطينية فإن توافر الإرادة السياسية لحماس وفتح، ودور الوسيط المصرى يمهدان الطريق لمصالحة تاريخية بين الطرفين، وعودة الوحدة بين الضفة والقطاع، وهو الأساس القوى لقيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.
وتتصدر أجندة الحوار ملفات مثل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والقضاء، والأمن، والسلاح، وتوسيع منظمة التحرير، والمفاوضات مع إسرائيل، وهي ملفات عالجها اتفاق القاهرة في مايو 2011 الذى تتحاور حماس وفتح وفق مرجعيته، مع توقعات بتعديلات طفيفة على هذا الاتفاق تتعلق بالقضايا المستجدة على الساحة الفلسطينية، ومنها تعيين حماس لأكثر من 45 ألف موظف فى قطاع غزة في السنوات القليلة الماضية .
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم، إن وفد الحركة سيجري حوارات مع حركة فتح برعاية مصرية حول مجمل القضايا والملفات المتعلقة بالمصالحة وإجراءات وآليات تنفيذها وفق اتفاق القاهرة 2011. وأكد عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، أن محطة الحوار بالقاهرة في منتهى الأهمية خصوصا فى ظل التوقعات الشعبية الكبيرة. وأشار أبو مرزوق إلى أن نجاح هذه المحطة مرهون بيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن عليه تقديم ما تقتضيه الحالة. بدورها، قالت حركة فتح، إن وفدها للحوار مسلح بتعليمات واضحة من الرئيس محمود عباس، بحتمية إنهاء الانقسام وبذل كل جهد ممكن لإنجاح الحوار مع حماس في القاهرة والتغلب على جميع الصعوبات برعاية مصرية مباركة. وأضاف الناطق باسم الحركة أسامة القواسمي: «ذاهبون للحوار مع حماس على أسس واضحة عنوانها تمكين الحكومة من العمل بحرية مطلقة وفقا للقانون، والمرجعية في حوارنا تكمن في اتفاق القاهرة الموقع في العام 2011، ونسعى من خلال لقاءاتنا وحوارنا مع حماس الوصول إلى حل، وآليات واضحة لتنفيذ الاتفاق والوصول إلى سلطة واحدة بصلاحيات كاملة دون انتقاص». ووفق مصادر فلسطينية، فإن هناك توافقا على العودة أيضاً لاتفاق المعابر 2005 الذى يسمح بإعادة الحرس الرئاسى الفلسطينى للإشراف على المعابر الستة لقطاع غزة بما يسمح بعودة الحياة الطبيعية لأبناء القطاع، حيث لا تمانع حماس في العودة لهذا الاتفاق أو إجراء تعديلات عليه بما يسهم فى حفظ الأمن على المعابر، وعودة عمل هذه المعابر كشرايين لتدفق البضائع والخدمات لأبناء القطاع، كما كشفت بعض التقارير الفلسطينية أن حركة فتح مستعدة لإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بما يسمح بضم فصائل أخرى للمنظمة، وهو ما يفتح الطريق لدخول حماس وبعض الفصائل الأخرى التى لا تنضوى حتى الآن تحت منظمة التحرير الفلسطينية، كما كشفت مصادر فلسطينية على توافق حماس وفتح على إجراء متزامن للانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية وفقا لاتفاق القاهرة 2011، لكن الاتفاق على التوقيت هو ما سيجرى بحثه فى مفاوضات القاهرة. ويظل ملف التفاوض مع إسرائيل من الملفات المهمة في الحوار بين حماس وفتح، حيث أدى تعديل حماس لميثاقها لاتفاق فى الرؤية بين الطرفين حول محددات التفاوض فى الفترة المقبلة، ففى السابق كان يدعو ميثاق حماس لدولة فلسطينية على كامل حدود فلسطين التاريخية، قبل قرار التقسيم من رأس الناقورة شمالاً إلى رفح جنوباً، ومن البحر المتوسط لنهر الأردن، لكن بعد تعديل ميثاق حماس أصبح التوافق على قبول حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو قريبا للغاية، كما يوجد توافق بين الطرفين حماس وفتح على رفض الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل. ولم يتضح بعد مدى مشاركة حماس فى حكومة الوفاق الوطنى، وهل سيكون من خلال عناصر محسوبة على الحركة أم سيكون من خلال شخصيات تكنوقراط لحين إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ومع انطلاق جلسات الحوار الفلسطينى تعالت الأصوات والمطالبات من القوى الفلسطينية المختلفة والرأى العام الفلسطينى بالتوافق حول إنهاء الانقسام الفلسطينى، وتحقيق المصالحة حفاظا على المشروع الوطنى الفلسطينى، وتحقيق الوحدة الوطنية، التى من شأنها تقوية المفاوض الفلسطينى فى أى عملية سلام مستقبلية. ويعتبر تحقيق المصالحة الفلسطينية إنجازاً غير مسبوق للشعب الفلسطينى من شأنه تقوية موقفه التفاوضى مع الجانب الإسرائيلى، وسيؤدى إلى إذابة الجليد الذى أدى لجمود العملية السياسية على مدار 11 عاما من الانقسام الفلسطينى، ويدفع بالقضية الفلسطينية إلى سلم أولويات دول العالم والإقليم، بعد صرف الأنظار عنها خلال سنوات الانقسام.