وماذا بعد؟ هذا هو السؤال الأكثر منطقية الذى ينبغى أن نطرحه بعد ظهور نتائج تعداد السكان 2017، لقد أصبح أمام متخذ القرار مادة دسمة من الأرقام، تلك اللغة التى لا تكذب ولا تتجمل، وإنما تضعنا وجها لوجه أمام الواقع بإيجابياته وسلبياته، تلك الأرقام هى المدخل والبوابة الصحيحة للتخطيط، ووضع إستراتيجية جامعة مانعة للبناء . لقد كان حضور الرئيس السيسى حفل إعلان نتائج التعداد، مؤشرا على أن الدولة بدأت تغير من نهجها، وأن الوقت قد حان للعلم كى يتخذ مقعده بين صانعى القرار... وأن تدار العجلة بناء على أرقام تؤصل فكرة وجود «حكومة ذكية» ذلك المصطلح الذى كان يقصد به عند ظهوره تحويل التعاملات داخل الدولة سواء فيما يخص شهادات الميلاد أم بطاقات الرقم القومى وغيرهما عن طريق الكمبيوتر، ليتم القضاء على ظاهرة الطوابير فى المصالح الحكومية..
لكن المصطلح هنا يعنى ما هو أكثر من ذلك ..«الحكومة الذكية» ليست وحسب الحكومة الإلكترونية ..بل الحكومة التى تحترم لغة الأرقام وتستطيع قراءتها قراءة صحيحة تمكنها من اتخاذ القرار الصحيح فى الوقت الصحيح .