أداء المجلس الأعلى للإعلام بات محل احترام من غالبية العاملين فى المجال، مبرر ذلك هو التدخل السريع والحاسم والمهنى من جانب لجان المجلس، خصوصا لجنة الشكاوى والمقترحات لحل أى أزمة طارئة، تم إنذار مذيعين ووقف برامج وتهديد بغلق قنوات.. بالتالى هناك جديد يقدمه المجلس لتحريك المياه الراكدة فى طريق التعاطى مع مشاكل الإعلام «المرئى المسموع المقروء»، وبالنظر إلى القرارات التى اتخذها المجلس الشهر الماضى بخصوص ما يحدث فى القنوات الفضائية الخاصة نجد أن المجلس تغلغل إلى مطبخ هذه القنوات بأسلوب لا يتضرر منه أحد، ولا يعطى للمتضرر روح المزايدة حتى لو طالته العقوبة فى حال ارتكب ما يخالف ضمير المهنة.. تحدثت إلى غالبية القائمين على شئون المجلس، وجدت لدى بعضهم إصرارا بضرورة تصويب، الأخطاء وتحديد المسئوليات وتنظيف شارع الإعلام الفضائى إن جاز التعبير من كل ما يلحق به من أذى سواء لمشاعر الناس أو تهديد لمصالح البلد العليا حماية للأمن القومي، أنا شخصيا تلقيت مكالمة من أحد أعضاء المجلس قبل أسبوعين يصوب فيها خطأ ارتكبته أثناء تقديمى البرنامج، وخلال المناقشة تبددت بعض الغيوم لدى عضو المجلس، واقتنع ببعض التبريرات التى تناولتها معه، وفى اليوم التالى طلبنى عضو المجلس هاتفيا ليعتذر لى عن تقييمه الخاطئ لبعض ما تحدثت أنا به خلال البرنامج، وكان ردي، أن أسلوب المجلس فى التعاطى مع مشاكل القطاع الفضائى لا ينبغى أن يقف عند أخطاء المذيع ولا ضعف المضمون، بل يمتد الأمر إلى عمل مظلة معيشية محترمة للعاملين فى القطاع ككل، لا يعقل أن نجد موظفا أو عامل بوفيه يتقاضى 1200 جنيه شهريا فى أى قناة، لا يعقل أن تتأخر الرواتب عن العاملين فى بعض القنوات إلى خمسة أشهر، وكانوا سابقا لا يجدون من يحنو عليهم، الآن ربما يجدون لكن ليس بالطريقة التى يتم الحل بها وترضى المعتدى والمعتدى عليه، لا يعقل أن يتم فصل جزء كبير من العاملين دون مراعاة لهذا الفصل على عائلة بأكملها أو عائلات، فى الشهرين الأخيرين، بيعت قنوات، حجبت قنوات، تغيرت قنوات، ضاعت هوية قنوات، لكن المستمر والمؤكد هو أن هناك اتفاقا بالحرص على إعلام هادف برغم الأخطاء الفادحة التى يرتكبها بعض العاملين من فنيين وإعداد برامج ومذيعين.. شكرا لمجلس الإعلام وننتظر مزيدا من ضبط إيقاع القطاع المنفلت نسبيا هذه الأيام.