كشف أحدث تقرير أصدره مكتب المحاسبة الحكومى بالولاياتالمتحدة فى إبريل 2017 الماضى أن جهود مكافحة التطرف العنيف الفيدرالية تهدف إلى منع الجماعات الأصولية قبل ارتكاب أى عمل إجرامى أو إرهابى، وذلك من خلال جمع الأدلة وإلقاء القبض على المشتبه فيهم قبل وقوع الجرائم. وبداية، تم تعريف التطرف العنيف بشكل عام، باعتباره أعمالا محفزة أيديولوجيا ودينيا وسياسيا للعنف ارتكبه فى الولاياتالمتحدة شخصيات وجماعات مناهضة للحكومة وكيانات إسلامية أصولية وآخرون عديدون.
وفى محاولة لمكافحة التطرف العنيف وتخمين الأفعال المطلوبة لتحديد إستراتيجية وتقدير تقدم الجهود الفيدرالية، تمت مطالبة مكتب المحاسبة الحكومى بمراجعة جهود مكافحة الإرهاب العنيف فيدراليا.
وفى عام 2011، طورت حكومة الولاياتالمتحدة خطة قومية وخطة تنفيذ إستراتيجية لمكافحة التطرف العنيف تهدف إلى تزويد المجتمعات بالمعلومات والموارد. وفى عام 2016، أى بعد 5 سنوات، تم تشكيل قوة خاصة لمكافحة التطرف العنيف فيما بين الوكالات بقيادة وزارة الأمن الوطنى ووزارة العدل للتنسيق بين الجهود المبذولة لمكافحة التطرف العنيف. كما طورت الحكومة الفيدرالية إستراتيجية لتنفيذ أنشطة مكافحة هذا التطرف.
وقد قدم مكتب المحاسبة الحكومى تقريرا، عرض فيه إلى أى مدى قام كل من وزارة الأمن الوطنى ووزارة العدل والشركاء الرئيسيين الآخرين بتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب العنيف فى الولاياتالمتحدة.
وقد قام مكتب المحاسبة الحكومى بتقييم وضع الأنشطة فى خطة تنفيذ إستراتيجية 2011، وإجراء لقاءات مع كبار المسئولين من الوكالات التى تقود جهود مكافحة التطرف العنبف ومقارنة أنشطة القوة الخاصة مع جهود الوكالات المتعددة.
وقد أوصى مكتب المحاسبة الأمريكى، أن تقوم كل من وزارة الأمن الوطنى ووزارة العدل بتوجيه قوة مكافحة الإرهاب المتطرف الخاصة بتطوير إستراتيجية متماسكة بنتائج قابلة للقياس وتقييم التقدم الكلى لجهود مكافحة التطرف العنيف.
ومن ناحية أخري، كشف مكتب المحاسبة الحكومى أن كلا من وزارة الأمن الوطنى ووزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالى ومركز مكافحة التطرف القومى، قد قام بتنفيذ 19 مهمة من إجمالى 44 مهمة محلية، تم تحديدها فى خطة التنفيذ الإستراتيجى عام 2011 لمكافحة التطرف العنيف فى الولاياتالمتحدة.
وتشير المهام ال 44 إلى 3 أهداف رئيسية: شمول المجتمع بأكمله والبحث والتدريب، وبناء القدرة. فعلى سبيل المثال، تضمنت المهام التى نفذتها وزارة العدل عقد اجتماعات فى المجتمعات التى استهدفها التطرف العنيف. فى حين أن وزارة الأمن الوطنى قامت ببناء علاقات مع صناعة الإعلام الاجتماعى وزيادة التدريب المتاح لمكافحة التطرف العنيف على الإنترنت.
فى حين لم يتطرق تقرير مكتب المحاسبة الحكومى إلى تنفيذ أنشطة مكافحة التطرف العنيف فى السجون والتعلم من تجارب المتطرفين السابقين. وقد كشف مكتب المحاسبة الحكومى، أنه على الرغم من أنه قادر على تحديد وضع المهام ال 44 ، إلا أنه غير قادر على تحديد ما إذا كانت الولاياتالمتحدة أفضل اليوم عما كانت عليه عام 2011 ، ذلك لأنه لا وجود لإستراتيجية متماسكة ذات نتائج قابلة للقياس لإرسال الوكالات فى جهودها لمكافحة الإرهاب العنيف. ومثل هذه الإستراتيجية قد تساعد فى تحقيق أهداف الحكومة الفيدرالية بأكملها لمكافحة الإرهاب العنيف.