شارك في دائرة الحوار: جمال الكشكى - إلهامى المليجى - طارق حسن - محمد زكى - محمد عيسى - أسامة الدليل - عماد أنور - عبد الله الحاج - مهدى مصطفى - محمد هلال لقب الوزير المدلل كاد يتسبب فى استقالتى إلغاء الأحزاب بعد ثورة 23 يوليو كان ضرورة! عبد الناصر لم يكن ديكتاتورا وعلاقته بالإخوان لا تؤثر فى تاريخه
كيف كانت علاقة محمد فايق بالرئيس جمال عبد الناصر، وكيف اختاره وزيرا للإعلام، وقصة لقاء فايق بوزير بريطانى مستقيل، وكذلك علاقة فايق بالكاتب محمد حسنين هيكل وأم كلثوم، إنها حلقة الذكريات التى يفتح محمد فايق خزانتها فى الجزء الثالث والأخير من لقاء «الأهرام العربى» معه، قلنا له فى البداية:
حدثنا عن ظروف اختيارك وزيرا للإعلام؟
أخبرنى الرئيس عبد الناصر برغبته فى التوسع فى العلاقات مع دول قارة آسيا مثلما فعلنا مع إفريقيا فرحبت جدا، وكنت فى رحلة أوائل عام 1964 لكل من الهند وسنغافورة وتايلاند وماليزيا وحقيقة، كنا منبهرين جدا بالتطور الحضارى فى آسيا، وقتها أرسلوا لى برقية بترشحى لوزارة الإعلام ولم أتسلمها لتنقلى بين الدول، وعلمت بهذا الخبر من خلال تليفون تلقيته من وكالة أنباء أمريكية تسألنى عن رأيى حول موضوع ما بصفتى وزيرا للإعلام، حقيقة اندهشت وقلقت وتصادف أن سفير مصر فى ماليزيا أقام لى حفل استقبال فتحول إلى احتفالية بتولى الوزارة، وقتها كنت حزينا على تركى الملف الإفريقى، لكن بعد عودتى لمصر طلب منى الرئيس أن أكون مسئولا عنه وهو ما أسعدنى جدا .
لم أطلق عليك الوزير المدلل؟
هذه الجزئية جعلت لدى رغبة قوية فى الاستقالة وعلم الرئيس بذلك، وكان يستقبل أحد الوزراء البريطانيين الذى استقال من الوزارة حديثا وأرسل لى لاستقباله، وقتها قص على الوزير سبب استقالته الذى يشبه كثيرا ما حدث لى، وأخبرنى أن الوزير عندما يتميز فى عمله يكون عرضة أكثر للنقد، لذا على السياسى أن يكون صبورا ويتحمل فعزفت عن هذا التوجه.
كيف كانت علاقتك بهيكل؟
جيدة جدا، كنت ألجأ إليه فى كثير من الأمور، هو كرجل إعلامى استفدت من أفكاره.
ما تقييمك لدور الإعلام المصرى فى إدارة الأزمات؟ لم يعد هناك إعلام واحد بل تنوع كنت التقى دائما بجميع رؤساء التحرير لأعطيهم تصوراً عاماً لكل ما يحدث فى مصر وذلك لعب دورا كبيرا فى السيطرة على الكثير من الازمات وإدارتها بحرفية.
هل صحيح أن عبد الناصر كان على علاقة بالإخوان المسلمين؟
لا علاقة بالإخوان ولم يكن عضو فى الجماعة، وكونه كان على علاقة أم لا، لا يؤثر بشىء، لأنه كان صاحب فكر سياسى، وحاول جاهدا أن يجمع حوله جميع القوى الحزبية لتدعمه عقب ثورة يوليو، وبعد نجاحها حل الأحزاب وتصور أن الإخوان ممكن أن يلعبوا دورا إيجابيا فى البلد لكن ما حدث عكس ذلك وجاءت حادثة الاغتيال، وعام 1965، كان هناك دورية فى شبرا اكتشفت وجود أسلحة يخفيها الإخوان، وكلف شمس بدران بالتحقيق، وهذه هى الفترة التى حدث بها تعذيب للإخوان حتى جاء أنور السادات واستفاد منهم لمساعدته فى ضرب الشيوعيين .
رئيس التحرير يسلم محمد فايق درع مجلة الأهرام العربي
وماذا عن علاقة عبد الناصر بالشيوعيين؟
لم يتأثر عبد الناصر بالإخوان نهائى، بل بالعدالة الاجتماعية فى الفكر اليسارى، لكنه استخدم طرقا مختلفة فى تنفيذها، ولم يكن ديكتاتورا بالمرة لم تكن لديه نظرية، لكنه كان صاحب مشروع وبرنامج.
وبم تفسر العنف تجاههم؟
اليساريون تعرضوا لفترات عنف لكن ليس كما حدث مع الإخوان، لأنها كانت على فترات متباعدة، الأكثر تأثرا هى مرحلة شهدى عطية مأمور السجن، وقتها عوقب وفصل.
كان هناك تصور أن الولاياتالمتحدة ستساعد الثورة، لذا أرسل رجالها على صبرى للسفارة الأمريكية لأنه كان صديق الملحق العسكرى، بعد نجاحها وفى بداية حكم عبد الناصر لم يكن هناك عداء لأمريكا، لكنه صدم عندما طلب أسلحة خلال الاعتداء الإسرائيلى على الفلسطينيين قوبل الطلب بالرفض، وازداد الأمر عندما رفضوا تمويل "السد العالى"، وكان أمرا مهينا جدا من هنا بدأ الجفاء .
لماذا أطلقوا عليها ثورة بينما كانت تسمى حركة عسكرية؟
التغيير الذى حدث فى مصر يجعل منها ثورة وأكثر من ذلك، وهم لم يطلقوا عليها، أول من وصفها طه حسين وكان تأثيرها قويا تخطى حدود مصر، وحتى الآن لا تزال قائمة ومؤثرة.
أحد الانتقادات التى وجهت لثورة يوليو القضاء على الحياة الحزبية فى مصر؟
طبقا لشهادة خالد محيى الدين إلغاء الأحزاب بعد ثورة يوليو كان ضرورة مع تغيير الدستور لا توجد ديمقراطية بالأحزاب .
هل كان عبد الناصر ديكتاتورا؟
لم يكن ديكتاتورا كان عمله مركزيا، وهناك حكم جماعى من خلال اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى، لكن التخطيط مركزى وليس شموليا.
رغم تحمله المسئولية السياسية بعد نكسة 1967 فإنه كان يتمتع بالشعبية؟
المبادئ التى مثلها عبد الناصر هى التى صنعت له شعبيته، وكانت العدالة الاجتماعية على رأسها لأنها كانت ثورة تحرر شعوب.