سألنا الإعلامى جمال الشاعر عضو الهيئة الوطنية للإعلام لمعرفة رأيه فى ترتيب القنوات والاتهامات الموجهة إلى «إبسوس» فى ظل الصراع بين الفضائيات والوكالات الإعلانية، وكانت السطور التالية.. كيف يمكن قياس نسب المشاهدة بشكل علمى؟
هناك ثلاث شركات عالمية متخصصة فى هذا المجال تعمل ما يطلق عليه «Rating» فهى تستخد الأسلوب العلمى فى القياس سواء عن طريق كم الاشتراكات فى القنوات المختلفة أم عن طريق البحوث الميدانية التى يتم إجراؤها بشكل مباشر على عينات مختلفة من شرائح المجتمع، هذا الأسلوب ممكن أن يأتى بنتيجة صحيحة فى قياس نسب المشاهدة وهو ما تتبعه الشركات العالمية، أضف إليها خلال السنوات الماضية عنصرا آخر له أهميته وهى مواقع التواصل، التى من الممكن أن ترصد نسب المشاهدة التى استخدمتها، فأى شخص يدخل هذه المواقع يجد على جانب الصفحة عدد الذين شاهدوا المقاطع أو الحلقات، وهذا متعارف عليه فى الخارج، لكن فى مصر لا نستطيع أن ننكر أن لدينا مشكلة مع السوشيال ميديا.
وكيف يتم ترتيب القنوات ولماذا تحدث مشكلة فى ذلك؟
تكمن الصعوبة والخلافات عندما يكون هناك ترتيب لنسب المشاهدة، وفى رأيى أن المشكلة سببها الرئيسى فى التشابه الموجود بين معظم الفضائيات المصرية، فلا توجد فروق كبيرة، لأن المحتوى الذى تقدمه تلك الفضائيات لو دققت النظر فيه ستجد أنه مأخوذ من محتوى أجنبى بنسبه كبيرة، ولا توجد البصمة المصرية الخالصة فى معظم الأعمال التى تقدم على الشاشة، والمشاهد يستطيع أن يتابع برنامج فى قناة معينة، وإن فاتته حلقة يقلب الريموت سيجد نفس البرنامج أو شبيها له على قناة أخرى، إذن ما الفارق؟ أضف إلى ذلك أن هناك احتكارات لبعض البرامج الرياضية وإذاعة مباريات كرة القدم، بالتأكيد ترفع من ترتيب نسب المشاهدة للقناة المحتكرة.
وما رأيك فى الاتهامات الموجهة لشركة إبسوس بالتلاعب فى ترتيب القنوات؟
علينا أن نناقش الموضوع بطرق مختلفة، أولاً الشركات العالمية لديها أسماء تخاف عليها، فمن غير المعقول أن شركة من الممكن أن تضحى باسمها بسهولة، لأن مصداقيتها على مستوى العالم تكون دائما على المحك، الأمر الآخر أن جميع من يتحدثون، ويلقون ببعض الاتهامات عبارة عن أصوات فقط بلا أى دليل، بمعنى أنه لا يوجد بلاغ حقيقى موجود ضد هذه الشركة، نحن نسمع عن تكييل الاتهامات عن طريق الإعلام، وهنا على المجلس الأعلى للإعلام أن يشكل لجنة لتقييم مدى الالتزام بالمعايير الصحيحة، الأمر الآخر الذى يغضب بعض القنوات التى تأخرت فى الترتيب، أن هناك مصالح متعارضة نتيجة تكتلات موجودة على الساحة، بمعنى أن هناك وكالات إعلانية موجودة تتعامل مع القنوات، وتوزع حصة الإعلانات حسب الترتيب، وكذلك وجود رعاة ومعلنين مباشرين.
لكن لماذا لا توجد جهات مصرية معتمدة لتحديد نسب المشاهدة؟
زامر الحى لا يطرب، فنحن لا نثق بالحكام المصريين حتى فى مجال كرة القدم، دائما ما نستعين بالحكام الأجانب، وهو نفس ما يحدث فى مجال الإعلام، حيث إن الجميع يجرى وراء الشركات العالمية، وعندما تأتى النتائج بما لا يشتهى، نجده يكيل الاتهامات وهذا هو لب المشكلة .