أبو الغيط: علينا أن نرفض الممارسات الإعلامية الداعمة للإرهاب وزير الإعلام السعودى الجزيرة قناة الشر والفتنة ودعم الإرهاب مكرم محمد أحمد: لا نريد أن نعادى أحدا.. فقط نريد أن نخلص عالمنا من هذا الوباء وزير إعلام البحرين: أى حرية تعبير للجزيرة وهى تهاجم الجيوش العربية ؟ مندوب قطر يحاول الدفاع عن سياسات بلاده ورئيس الدورة يرفض تعقيبه للمرة الثانية فى الجلسة الافتتاحية شهدت الدورة ال 48 لمجلس الإعلام العرب، التى عقدت الأربعاء الماضى بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، ما يشبه المحاكمة لسياسات قطر الداعمة للإرهاب وأدائها الإعلامى، فقد شن عدد من الوزراء هجوما حادا على آداء بعض القنوات الفضائية العربية، وفى مقدمتها «قناة الجزيرة» مشددين فى كلماتهم على ضرورة وقف هذه السياسات واتخاذ قرارات جادة ورادعة من شأنها معاقبة هذه القنوات ودفعها لتغيير خطابها التحريضى. افتتح الجلسة على بن محمد الرميحى، وزير شئون الإعلام البحرينى والذى ترأست بلاده الدورة السابقة للمجلس، مشيرا إلى تصاعد أعمال العنف وانتشار التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، داعيا أجهزة الإعلام لتحمل مسئولياتها فى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وفق إستراتيجية إعلامية تقوم على الاعتدال والتسامح ونبذ التطرف والطائفية، منددا بما وصفه بانطلاق بعض قنوات فضائية تقوم بممارسات بعيدة كل البعد عن الضوابط الإعلامية والمهنية، وتدعو بخطابها إلى دعم الإرهاب والانحياز للتنظيمات الإرهابية، وفى مقدمتها شبكة قنوات الجزيرة الفضائية بقطر ومنصاتها الرقمية والقنوات الأخرى التابعة لإيران وأحزابها فى المنطقة، وقال إنها تسعى جميعا إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتبث الشائعات والتحريض والفتنة، مشددا على اتخاذ خطوات جادة بحق هذه القنوات المثيرات للفتنة والطائفية، وقال إنه من الضرورة بمكان الوقوف بحزم فى وجه هذه القنوات التى تبث مضمونها تحت شعار حرية التعبير، لكن لا توجد حتى فى الدول الغربية المتقدمة إعلاميا حرية مطلقة منفلتة. وأشار إلى أن قناة الجزيرة تحديداً لم تلتزم بمبادئ العمل الإعلامى، فقد رسخت التطاول على الجميع فى الوطن العربى باستثناء ملاكها، وتساءل أى حرية تعبير التى يتم فيها التطاول بالقرآن والنبى يوسف؟ كفى عبثا ومتاجرة بالبسطاء، فبعد أن كانت القضية الفلسطينية هى القضية الأولى، أصبح المواطن العربى يرى بقايا دول وإعلاما يروج للمنصات الإرهابية، وتحولت هذه القناة وتوابعها إلى أذرع إعلامية للإرهاب وتنظيماته. وتساءل مرة أخرى: أى حرية تعبير تلك التى تبث أكثر من 900 خبر سلبى عن مملكة البحرين تحث على الكراهية، وبث الفتنة فيها، فضلا عن إنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية بخمس لغات ضدها وتقدمها لمنظمات حقوقية دولية وأضاف: أى حرية إعلام تلك التى تستهدف الجيوش العربية وفى مقدمتها الجيش المصرى وزعزعة ثقة المواطن العربى فى أنظمته ودوله، وأى حرية تعبير تلك التى تستهدف قبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، وأى حرية تعبير تلك التى تستهدف دولة الإمارات العربية المتحدة التى تقدم تجربة اقتصادية متميزة فى المنطقة العربية. وأكد وزير شئون الإعلام البحريى، أن الحاجة باتت ملحة لاتخاذ خطوات جادة ضد أى وسيلة إعلام مثيرة للفتن ولا تتحرى الدقة ولا تحترم كرامة الشعوب، وتهدد سيادة واستقرار وأمن الدول العربية. ثم تسلم مهدى بن غيبة الوزير التونسى المسئول عن العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدنى وحقوق الإنسان رئاسة الدولة ال 48 من وزير شئون الإعلام البحرينى، وشدد فى كلمته أن المنطقة تواجه هجمة غير مسبوقة من أفكار التطرف والإرهاب، سعيا للتأثير على عقول الشاب ونشر اليأس فى نفوس النشئ، مطالبا الإعلام العربى بتبنى خطاب إعلامى ينشر قيم الاعتدال والتسامح، وأن يكون رافدا من روافد مكافحة الإعلام والتطرف وإبراز الوجه الحقيقى المشرق للحضارة العربية الإسلامية، ومجابهة خطاب التطرف والعنف من خلال خطاب بديل وعقلانى يقوم على قبول الآخر، ويؤكد قيم المواطنة وحقوق الإنسان. ومن جهته لفت أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية النظر فى كلمته إلى أن الإعلام كان لاعباً فاعلاً وقطباً مؤثراً فى الأحداث الجسام التى مرت فى المنطقة العربية خلال الأعوام الأخيرة، فإن بعض منابر الإعلام العربى صارت، وللأسف، جزءاً من الأزمات بدلاً من أن تفتح باباً للخروج منها، ولعبت دوراً سلبياً فى بعض الأزمات التى شهدها عدد من البلدان العربية، عوضاً عن أن تكون سنداً للمواطن العربى فى فهم واقعه المعقد، وقال إن بعض منابر الإعلام فى المنطقة صارت منصات لبث سموم التحريض ونشر الفتنة والبلبلة، مما أصاب العقل العربى بسبب إعلام الصراخ، الذى يزعم بأن ممارساته تأتى فى سياق حرية التعبير، ببنما هو يمارس دورا تخريبيا أدى إلى تفاقم الصراعات. وأضاف أبو الغيط: لقد ساد خلال الفترة الماضية خطاب زاعق وتدهورت لغة السياسة، وتراجعت قيم الحوار لصالح الكراهية والطائفية، وأصبح الإرهاب وتنظيماته مجرد وجهة نظر تستحق أن يستمع إليها، وتساءل من المسئول عن هذا التخريب للعقل والإفساد للوعى؟ وقال علينا أن نقف موقف الرفض القاطع من هذه الممارسات الإعلامية. وفى كلمته، أكد مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، رئيس المجلس التنفيذى لمجلس وزراء الإعلام العرب، أن المهمة العاجلة لمجلس وزراء الإعلام العرب هو التكاتف لاجتثاث الإرهاب من جذوره. مشددا على أن الخلاص من الإرهاب بأن يمتنع الجميع عن تمويله وإعطائه ملاذات آمنة، وأن يمتنع البعض أن يُسّخر له أبواقا كاذبة، وأن نكون جزءا من المعركة الموجهة ضد الإرهاب تصحيحا لصورة الدين الإسلامى والمسلمين. وأضاف:» إننا لا نريد أن نعادى أو نخاصم أحدا، فقط نريد أن نخلص أنفسنا وعالمنا من هذا الوباء، وأن نخلص العالم من هؤلاء، لأن إفلاتهم من العقوبة يعنى أن كل ما نفعله لغو فى لغو». مشيرا إلى أن الأمة العربية تواجه تحديات ومشاكل جساما، وأصبحت على مفترق طرق تلزمنا بشجاعة الموقف والمفاضلة بين خيارات صعبة. ومن جهته شدد عوّاد العواد، وزير الإعلام السعودى على أهمية دور الإعلام العربى المحورى فى معالجة الآفة التى تدمر الأنفس والممتلكات فى الدول العربية، لافتا النظر إلى أن العام الماضى شهد العديد من الهجمات الإرهابية سواء فى المنطقة أم فى العالم، وهو ما يؤكد مسئولية الإعلام العربى على صعيد التخلص من هذه الظاهرة، وللمحافظة على أرواح الضحايا الذين يلقون حتفهم فى العمليات الإرهابية، داعيا إلى حتمية أن تكف قطر عن دعم الإرهاب وتمويله، مؤكدا أن الجزيرة قناة للشر والفتنة ودعم الإرهاب والتطرف وجلب الدمار والخراب والتلاعب بالقيم الإعلامية لخدمة الأجندة العدائية. وأضاف:» حينما قال المسئولون فى قطر إنها قناة للرأى والرأى الآخر، لم نسمع أن هذه القناة وجهت نقدا لأى وسيلة إعلامية فى قطر أو لقرار اتخذ فى أى مجال، ووصفها بأنها قناة تطبيل لقطر وقناة هجوم على الآخرين، ونبه إلى أنه لن تنجح جهود مكافحة الإرهاب وبيننا من يدعو له و يغذيه ويرعاه. وفور أن انتهى وزير شئون الإعلام البحرينى من كلمته، طلب السفير سيف المقدم البوعينين مندوب قطر الدائم لدى الجامعة العربية التعقيب، رافعا يده فى إخلال بالنظام، حيث لا يجوز التعقيب قبل أن يتسلم رئيس الدورة الجديدة مهام رئاسته، وهو ما نبهه إليه أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، الذى أرسل له ورقة بهذا المعنى عبر أحد موظفى الأمانة العامة للجامعة، لذلك سمح للبوعينين بالتعقيب بعد أن انتهت وقائع الجلسة الافتتاحية، والذى بدأه بنعى نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلى، الذى وافته المنية قبل أيام، ثم قال موجها حديثه لرئيس الجلسة: لا أريد أن أدخل فى مهاترات لكن للأسف الشديد تحدث معالى وزير شئون البحرين عن قناة الجزيرة، وأقول له «إن الشمس لا يغطيها الغربال»، فهى تنقل الخبر الصحيح، لكن العرب يخافون الحقيقة نافيا عن الجزيرة دعوتها للإرهاب والتحريض عليه». شهد ختام الجلسة الافتتاحية سجالا بين رئيس الاجتماع مهدى بن غربية «، وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدنى وحقوق الإنسان فى تونس ومندوب قطر الدائم بالجامعة العربية، السفير سيف بن مقدم البوعينين، وذلك بسبب إصرار مندوب الدوحة على تجاوز دوره والتعقيب على كلمة وزير الإعلام والثقافة السعودى الدكتور عواد بن صالح العواد دون الالتزام بجدول الكلمات والتعقيبات خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس. وفى نهاية الجلسة، كرر الوزير التونسى رئيس الاجتماع، رفضه تعقيب المندوب القطرى، لاسيما أنه سبق له التعقيب على كلمة الوزير البحرينى، ووعد رئيس الاجتماع، أن يمنح المندوب القطرى حق التعقيب على الوزير السعودى، على أن يكون ذلك فى بداية الجلسة المغلقة. وطلب رئيس الدورة من الإعلاميين مغادرة القاعة لإتاحة الفرصة للتعقيبات دون وجودهم، وذلك وسط اعتراضات مندوب قطر، الذى طالب فى الوقت نفسه بإبقاء الصحفيين داخل قاعة الاجتماعات.