قالت الدكتورة سامية الميرغني، مدير عام مركز بحوث وصيانة الآثار السابق، ل «الأهرام العربي» إن ما نشر من تصريحات حول أن قدماء المصريين ليسوا أول من عرفوا علم التحنيط، وأن أقدم مومياوات توجد بمدينة شيلي، معلومات غير دقيقة وجمعت بطريقة غير منظمة علميا، مؤكدة أن التحنيط صناعة مصرية بدأ منذ عصور ما قبل التاريخ وارتبط بالمعتقد الدينى عن القيامة والبعث، ولا نقبل بالكلام المرسل. وتساءلت «الميرغني» حول الهدف من هذه الفرضية المختلقة وغير الحقيقية؟ قائلة: «هل الغرض منها إعلاء قيمة حضارة أخرى (شيلي) على قيمة الحضارة الفرعونية؟»، مضيفة أن الحضارة الفرعونية تركت بنيانا حضاريا متكامل يعرفه العالم أجمع و علم المصريات يدرسه كل أجناس الأرض، فماذا تركت حضارة شيلي ؟ وما وجه المقارنة المراد إظهاره؟. وتابعت الميرغني:« أن الظروف المحيطة بالجسد منذ لحظة دفنه عقب الوفاة مباشرة تكون سببا مباشرا فى حفظ الجسد أو تدهوره وتحلله، وفى كثير من بلدان العالم توجد أجساد حفظت بطريقة طبيعية ولدينا فى مصر أجساد حفظت بطريقة طبيعية مثل (جنجر) المعروض فى المتحف البريطاني بلندن وحول ما قيل عن هذا الهيكل لدينا عدة ملاحظات منها أن وضع الدفن فى هيئة القرفصاء هو وضع الدفن الشائع في عصور ما قبل التاريخ ليس في مصر وحدها ولكن قى جميع بلدان العالم وحضاراته القديمة، وما أظهرته الأبحاث من كون هذا الرجل مات نتيجة سهم نافذ من الظهر هو أمر شائع جدا فى تلك العصور ومتكرر، إما كونه يرى طريقة العرض مهينة، فهذا الرأي يتجاهل إن هذا العرض فى متحف لندن اى أننا أمام ثقافة مختلفة عن ثقافتنا. ووصفت مدير عام مركز بحوث وصيانة الآثار السابق، التصريحات بأنها كاراثية، معلقة على عودة المومياوات إلى مقابرها احتراما لها، بأنها جملة أدت إلى غلق غرفة المومياوات لمدة أكثر من عشرة سنوات، فهل بهذا يريد إخفاء المومياوات وهى احد مظاهر التميز فى الحضارة الفرعونية ثم نبدأ في الصياح لشيلي واليمن وغيرهما ؟، مؤكدة أننا أمام رؤية غير علمية ومسيئة لنا حضاريا وسياحيا. وأوضحت «الميرغني»، أنه يجب معرفة بعض الحقائق عن التحنيط ومنها: «أن الحياة بعد الموت فكرة ملكت قلوب المصريين القدماء وشكلت جوهر عقيدتهم عن القيامة والبعث»، مضيفة أن المصري القديم تمنى الخلود شأنه كشأن سائر حضارات العالم القديم لكنة وجد الطريق للوصول إلى الأبدية بقلب مبرئ (العمل الصالح فى الحياة الدنيا) وبجسد سليم عن طريق التحنيط كى تستطيع الروح التعرف على الجسد وتسكنة من جديد و بذلك تحقق لة حلم الحياة الأبدية الخالدة. وتابعت: «اللغة العربية تعرف المومياء(بأنها جسد محفوظ بواسطة حنوط) أى محفوظ بواسطة مواد ذات رائحة طيبة، أما الأجساد المحفوظة بطريقة طبيعية (بواسطة الدفن المباشر فى الرمال الساخنة الجافة ) وأمثال هذا الحفظ موجود فى مصر القديمة مثل جنجر ومثال آخر عثر عليه فى الأقصر وسينم عرضة فى المتحف القومى للحضارة، كما أن حالات حفظ شبية عثر عليها فى بلدان العالم المختلفة واختلفت اسباب الحفظ من البيئة المتجمدة -للبيئة شديدة الحرارة - للبيئة شديدة الملوحة مثل الجبانات القريبة من البحر الميت بالأردن». وأشارت مدير عام مركز بحوث وصيانة الآثار السابق، إلى أن ما ذكر عن استخراج الأحشاء والمخ من أجساد شيلي يحتاج لتقديم أدلة علمية وتأريخ علمى لتلك الأجساد، مشيرة إلى أن أجساد اليمن تحتاج نفس الأمر كما أنها وفقا لما ذكر لا تقارن بتاريخ التحنيط فى مصر حيث توجد أبحاث دالة على أنة بدأ من عصور ما قبل التاريخ وإثناء عملي في حفائر سقارة وهى حفائر ترجع للعصر العتيق (الأسرات الأولى والثانية ) تم الكشف عن جسد سيدة داخل تابوت خشبى والجسد مدفون فى وضع القرفصاء وقد احتفظ ببقايا أنسجة جافة نتيجة وضع راتنجات فوقه وهذا دليل على أن التحنيط بدأ مبكرا جدا.