دعت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، الإدارة الأمريكية إلى تفعيل سياساتها تجاه الأزمة السورية بغية تفادي "كارثة تلوح في الأفق" تتمثل في غرق سوريا - ما بعد الرئيس بشار الأسد - في بحر الفوضى والاضطربات ومن ثم تقويض مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها الحيوية في منطقة الشرق الأوسط وزعزعة الاستقرار الإقليمي. وشددت على ضرورة أن يعمل ضباط ومسئوليي جهاز الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي آي إيه) على تكثيف وتعزيز جهودهم بشأن تحديد هوية جماعات المعارضة السورية ومعرفة من منها يدعم وجود كيان معارض موحد يحمل رسالة شاملة ومن منها يتحالف مع تنظيم القاعدة أو المجموعات الإرهابية الأخرى. أضافت "عندما يتمكنون من اجتياز ذلك الهدف عليهم أن يباشروا بتزويد جماعات الثوار بالأسلحة تتضمن عدد من الصواريخ المضادة للطائرات والمدفعة سواء من قبل بعض الدول الخليجية أو الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية ومن ثم تمكينها من إنشاء منطقة عزل جوي تتيح لها تدريب قواتها وتوفر ملاذا للمدنيين غير الآمنين". كما رأت أنه يتعين على الإدارة الأمريكية العمل على بناء دعم دبلوماسي لسياسات أكثر فاعلية تجاه سوريا مع تركيا ودول إقليمية وأوروبية أخرى وطمأنة قادة لبنان والعراق أن الهدف المراد تحقيقه هو ضمان سوريا موحدة في منأى عن نيران الطائفية لن تمثل تهديد لوحدة مجتمعاتهم. ولفتت الصحيفة إلى أهمية التنسيق مع المعارضة السورية وحلفائها الإقليميين للتحضير لفترة ما بعد الأسد، من بينها اتخاذ خطوات تضمن حماية ترسانة سوريا من الأسلحة الكميائية ، مشيرة إلى أن التعاون التركي - الأمريكي الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها إلى أنقرة الأسبوع الماضي قد يكون الانطلاقة نحو تنسيق إقليمي.