الأمين صابر طلع لهم من تحت الأرض.. بالصدفة كان صابر أحد أفراد الكمين، ولّما لمح مطافي في عربية البوكس نادى عليه "أنزل يا مطافي تعالي"، ثم نظر إلى قائد الكمين، "لامؤاخذة يا معتز بيه ده قريبي". صابر تربطه علاقة ب مطافي، علاقة عمرها سنوات، بدأت عندما نزل صابر في حملة للقبض على عيال من اللي بيبيعوا مخدرات في المنطقة، وطرق بالخطأ باب شقة مطافي الذي يعيش بمفرده، وقبل السلام والكلام اصطحبه من باب الشقة إلى حجرة النوم ضربا على قفاه "فين الحشيش اللي معاك؟"، وبعد أن كشف مطافي عن هويته أعتذر له صابر، ووعده بزيارة أخرى ه يصالحه ويشرب معاه شاي. نزل مطافي ومعه بيكا، ورأى ضرورة أن يشكر قائد الكمين، رفع يده اليمنى مشيرا إلى الظابط معتز "متشكرين ياباشا، أنا مدرب الكورة في مركز الشباب لو عندك سعادتك ولاد أنا بعون الله مطلع أجيال ولا جعفر ولا بيبو"، في حين يجذبه صابر من يده اليسرى لإبعاده علشان ما يصدعش الباشا، وأيضا حتى لا يلتفت الباشا إلى حركة شهيرة وسخيفة التصقت بشخصية مطافي. - يخربيت أهلك احنا قدام الظابط، شيل أيدك انت مش هاتبطل الحركة الزفت دي؟ -- جرى أيه يا عم صابر بعدِل السوستة. ودع صديقه وأصطحب بيكا مبتعدا عن البوكس، وفي الطريق أوصاه ألا يبلغ والده بما حدث، حتى لا يحرمه من الذهاب إلى مركز الشباب. - متقلقش يا كابتن مش ه اقول لحد، بس هانعمل أيه في موضوع النادي؟ -- متخافش ه أخلصهولك مع أبوك قبل شهر 7 ما يخلص، عشان تقدر تواظب مع فريق 16 سنة، ولعلمك يا بيكا أنا عارف مفتاح أبوك مع مين لو الدنيا عصلجت معانا. - مين يا كابتن؟ -- لا مش وقته خليها في وقتها، أصل أبوك ده كان حبّيب قديم. بيكا كانت تلازمه حيرة دائمة في مركز اللعب، فهو يؤدي دور ال "ونج يمين" ببراعة، لكن تألق بعض اللاعبين المشهورين يصيبه بالتردد، هو يعشق طريقة لعب ريكارد لاعب هولندا، ومتيم بالأسطورة الأرجنتيني مارادونا، وبيحب وش بيبيتو بتاع البرازيل عشان زي الأطفال، إنما فيه لاعب "استايل" جديد طالع اسمه هاني رمزي، عامل شغل مع الأهلي وراح المنتخب وهو عنده 18 سنة. - بقولك أيه يا كابتن، أيه رأيك في هاني رمزي بتاع الأهلي؟ -- ده واد جامد وهايبقى نجم كبير. - هو ممكن ألعب في الأهلي في يوم من الأيام؟ -- مفيش حاجة بعيدة على ربنا، فيه لاعيبة كتير طلعت من تحت الأرض وبقت نجوم كبيرة، أصل اللاعيبة نوعين، النوع الأولاني شقيان زي حالتنا كده، عمر رجله ما لمست جزمة كورة بجد ويادوب بيشوف اللاعيبة لابسينا في التلفزيون، وكعوبه باظت من اللعب حافي على الأسفلت، وبتقعد فانلة الكورة على جتته لحد ما أبوه يحن عليه ويجيبله واحدة جديدة، أو أما تجيله من عند ربنا. أما النوع التاني يا بيكا بيبقى طالع ابن ناس وأهله مرتاحين، زي الواد "فستك" اللي معانا كده، وعلى فكرة هاني رمزي ده شكله من ولاد الناس دول، تحسخ استايل كده في الملعب ومسرّح شعره على طول، وفي الآخر كله رزق، وموهبتك تخلي أجدع نادي يجري وراك، ولا أيه يا وحش؟ كلمة وحش لم تكن موجهة إلى بيكا، لكن أطلقها مطافي بالتزامن مع مرور فتاة عشرينية يوحي مظهرها بأنها رايحة فرح (فستان بيلمع وجزمة عالية وحبة حاجات كتير في وشها أغربها الحسنة الصناعية). أكمل مطافي وصلة الغزل الشعبيية "وحش مين.. أقسم بالله أنا لو من الجوهري أخدك المنتخب، ومش مهم ه تلعبي فين؟". التفتت الفتاة وقالت ساخرة: "وحش مين يا عمو"، عاكس واحدة في سنك. لا إراديا فعل حركته الشهيرة وهو يقول: "سن مين ده احنا بتوع الناشئين" ضحكت ثم أسرعت خطواتها، لكن ضحكتها أوحت لمطافي بنوع من الإيجاب، ف مشى خلفها ساحبا بيكا من يده واستمر في المغازلة: "أرضى أنت عني بس يا جميل وأنا أصعّدك الفريق الأول"، لكن بيكا شد يده معترضا على ما يفعله الكابتن مطافي، "سيبك من اللي بتعمله ده ويالا يا كابتن عاوز أروّح، وألا أروّح أنا لو عاوز تكمل وراها". حك مطافي ذقنه ونظر إلى بيكا، "أنا بقول كده برضه، روح أنت وأنا هاكمل وراها، ما أنت عارف أنا أجرى ورا اللاعيب الحريف بالمشوار، وأنت أوعى تقول لأبوك على موضوع البوكس زي ما فهمتك". - يعني ه تسيبني يا كابتن وتروح وراها؟ -- متزعلش يا بيكا وأنا عندي لك حاجة حلوة ه أصالحك بيها. - إيه يا كابتن والنبي قول. -- وصيت كابتن بدر بتاع المقاولين يجيبلك فانلة يا عم هيص. من شدة الفرح مشى بيكا دون أن يلقي على مدربه السلام، وظل طوال الطريق يحدث نفسه " ياترى الفانلة الجديدة ه تيجي لوحدها واللا معاها الشورت والشراب، وياسلام لو الطقم جه كامل مع الفردة الجديدة اللي لسه جايه من أم علّوم، هاعمل أحلى شغل". على ناصية الشارع لمح بيكا زحام شديد، ولمّا أدرك أن الزحام أمام منزله جرى مسرعا، وقبل أن يصل بعدة أمتار وصله صوت أمه "يالهوي هي وصلت للأقسام، أبني أنا ياخدوه في البوكس، أدي اللي جالنا من ورا مطافي وزفت، فاكر نفسه بيدرّب الزمالك وهو حبسجي".