محمد محمود: لأول مرة نرى كلمة للرئيس السيسى تكتب بهذا الشكل من الحرفية والوضوح إلهام فهيم: نتمنى أن يكون خطابه الداخلى مع الشعب بنفس الطريقة
بعيداً عن دهاليز السياسية، والتصريحات الدبلوماسية التى لا تعكس دائما إلا الصورة الظاهرية وقليلا من الحقيقة، لأسباب تتعلق بالأمن وعدم استعداء الآخر، فإن المواطن البسيط دائما لديه رؤية ثاقبة للأحداث التى تدور حوله، مهما بلغ حجم التصريحات الرسمية، لأن اقتناعه نابع من واقع تجارب حياتية ومعيشية ومواقف سابقة. وجاء رأى المواطن العادى فى حضور رئيس أمريكا دونالد ترامب القمة الإسلامية بالرياض، مباشرًا لا يحمل دبلوماسية ولا إخفاء، بل جاء مباشرا وكاشفا لما يراه هدفًا رئيسيا من وراء حضور ترامب لتلك القمة. حول خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى ألقاه فى القمة الإسلامية بالرياض، تقول السيدة إلهام فهيم مدرسة: إننى ولأول مرة أشعر بأننا دولة لها إستراتيجية من خطابه، فمعظم الخطابات الداخلية كانت ترعبنى، وكنت أقول مصر تنهار، هذا الإحساس كان يلازمنى فى الشارع والشغل وحتى فى المنزل، وأرجو من السيد الرئيس أن يتحدث كذلك مع شعبه بهذا الوضوح، لأن هذا سيختصر وقتا كبيرا فى وضع حلول مباشرة لعدد من المشاكل والألغاز التى تدور فى فكر المواطن البسيط، وأننا نحتاج أن تكون دولتنا لها إستراتيجية. وبرغم أن خطابه موجه للخارج لكنه أعطانا قوة الاستمرار فى محاربة الفاسدين فى الداخل، فمصر دولة قوية لها هيبتها بين الدول. خطاب مشرف ويقول المهندس ناجى بخيت: بعد سماعى كلمة الرئيس السيسى المشرفة للغاية في القمة العربية ومجهوده الكبير منذ توليه، هناك سؤال لا أجد له إجابة: لماذا الاستمرار داخلياً على هذه الحكومة الفاشلة التى تؤجج النيران ولم ترحم المواطنين ولا تستطيع إدارة أي ملف يمس حياة المصريين.. أطالبه بأن يبحث عن مستشارين ذوى ثقة يكون هدفهم الحقيقى المواطن للحد من طوفان الغلاء الذى أغرقنا. بينما يرى محمد محمود المحامى: أن الرئيس تحدث فى خطابه عن أشياء كثيرة بشكل منظم للغاية وأوضح أفكاره للجميع بمنتهى الشفافية، وتحدث عن الإرهاب وعن الذين يقتلون أنفسهم أولاً قبل قتل الأبرياء فهم ضحايا للأفكار المتطرفة، كما تحدث عن القضية الفلسطينية التى لم تحل منذ أكثر من خمسين عاماً، كما تحدث بطريقة غير مباشرة عما قامت به تركيا وقطر وإيران وهذا ذكاء شديد منه، فلأول مرة نرى كلمة للرئيس تكتب بهذا الشكل من الحرفية. يرى إيهاب وهبى أمين عام تيار الاستقرار والتنمية، أنه ما زال المخطط الصهيو - أمريكى يبحث عن طريق جديد لتفيذ مخططاته الخبيثة بالشرق الأوسط، وما زال الحكام العرب لا يعبأون بمطالب شعوبهم ويبحثون عن مطالب شخصية، مؤكدا نحن كشعوب عربية نرفض عودة الهيمنة الأمريكية، أصحاب ومخططى ثورات الربيع العربى وقبلها أفغانستانوالعراق وكل المذابح، ومخطط زرع الطائفية فى أراضينا وخلق كيانات إرهابية لتحقيق المكاسب من بيع السلاح والعمل على تقليب الشعوب على بعضها بعضا. ويضيف هذا القمة بداية جديدة لنشاط صهيو أمريكى فى محاولة جديدة لزرع زعامة وهمية للمملكه السعودية. المد الشيعى أما شعبان شلبى الباحث فى المجتمع المدنى، فيقول إنه متشائم من زيارة ترامب، خصوصا أن اهتمام أمريكا بمنطقة الشرق الأوسط راجع لسببين أولهما أن هذه المنطقة شريان الاقتصاد الأمريكى، والثانى هو أمن إسرائيل، وأمريكا ما زالت تسوق إيران باعتبارها العدو الأساسى لدول المنطقة خصوصا دول الخليج، وهذه الفكرة دمرت العراق وسوريا واليمن والله أعلم من القادم، وللأسف أمريكا نجحت فى تصوير إيران لبعض دول المنطقة بأنها أشد خطرا من إسرائيل، ويجب الاستعداد لمواجهة هذا الخطر بمزيد من التسليح ومزيد من الشحن الطائفى. كما أن السعودية قدمت لترامب فى هذه الدعوة طوق نجاة من الأزمة الداخلية التى تهدد مستقبله السياسى، حيث إن نصف تريليون دولار ستصب فى شريان الاقتصاد الأمريكى من السعودية. إشعال الفتن أما الدكتور أسامة القوصى، الباحث والداعية الإسلامى، فيرى فى هذه القمة وزيارة ترامب أنها زيارة لتأجيج النار وإشعال الفتن بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، لأن ترامب جاء داعما لما يسمى الهلال السنى (السعودية وتركيا) بقواته ضد المد الشيعى الفارسى، أى يريدونها حربا سنية - شيعية أو بعبارة أصح (عربية فارسية) . ويضيف أن الفرق بين إدارة أوباما وترامب تكمن فيمن يدفع فاتورة الحرب و الفوضى الهدامة فقط، بمعنى أن إدارة أوباما دفعت مليارات بل تريليونات من أموال الشعب الأمريكى لتنفيذ مخطط الفوضى الهدامة فى الشرق الأوسط فجاء ترامب رجل الأعمال الذى يحسب كل شيء بالمليم، ليقول إن الفكرة صائبة لكن تنفيذها لن يكون على حساب الشعب الأمريكى، وإنما يدفع الفاتورة المتضررون من المد الشيعى الفارسى. من ناحيته يؤكد طارق الخولى عضو مجلس النواب، أن هناك ترقبا شعبيا وليس ترحيبا بزيارة ترامب للسعودية وحضوره ولأول مرة قمة أمريكية إسلامية، لأن الشعوب العربية تشبعت بالكلام والوعود دون رؤية نتائج على الأرض وتنتظر ما يسفر عن مثل هذا المؤتمر من قرارات، مؤكدا أنه على من يتفاءل بهذا اللقاء لابد أن يتفاءل بحذر، لأن السياسية الأمريكية على مدار عهودها ورؤسائها لم تحقق للوطن العربى أى مكاسب أو إصلاحات بل على العكس. حلف سنى أمريكى! ويضيف الخولى قائلا: إن هذه القمة الأولى من نوعها إن لم تخرج بحوار إستراتيجى كامل يشمل كل نواحى العلاقات ومنها التعاون العسكرى ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والأهم من ذلك القضية الأم، وهى القضية الفلسطينية التى ظلت عالقة على مدار عهود كل الرؤساء السابقين لأمريكا.. وأخيرا يشير نائب مجلس النواب أن ما يقال حول تشكيل (حلف عسكرى أمريكى سنى) هو أمر فى حد ذاته يثير القلق، لأن بناء الأحلاف العسكرية على أمر مذهبى. يقول محمد مصليحى بوزارة الخارجية عن زيارة ترامب: إنها لن تغير شيئا بل هى فقط للمحاولة من التقرب لمنطقة الشرق الأوسط، فالجميع يعلم مدى انتمائه لإسرائيل، وبعد زيارته للسعودية سيذهب إلى تل أبيب، والصفقة التى حدثت جنى من ورائها ترامب مليارات الدولارات توضح أنه "تاجر شاطر"، تجعله أمام شعبه جالب الأموال ومنقذهم من البطالة.. فالتاجر عندما يفلس يبحث عن البضاعة القديمة. ترامب رجل أعمال أما الحاج محمود، الذى كان أحد أبطال فرقة إبراهيم الرفاعى بالمجموعة 39 بحرب الاستنزاف، فيتمنى من هذه الزيارة الخير، ولكن على حد قوله فهو يعلم جيدًا أن ترامب رجل أعمال وأمريكا بطبيعتها دولة مصالح، وهى فى هذه القمة تقدم أوراق مصالحها قبل أى اتفاقيات سياسية، وما حدث هو صفقة كاملة الرابح أمريكا ورئيسها رجل ترامب رجل المال والأعمال. ويضيف الحاج إبراهيم: يجب أن يتحد العالم العربى، وأقول رسالة إلى ترامب: يا عم ترامب أنتم الذين صنعتم الإرهاب وتنظيم القاعدة، أنتم من صنعتم داعش وغزوتم العراق، وكان ذلك بداية النكبة التى دفعت ثمنها مصر أولا، ثم باقى الشعوب العربية أين اليمن وسوريا وليبيا الآن؟ يجب أن تعدل أمريكا عن سياستها المتعجرفة وأنها القوة الوحيدة فى العالم، وإذا كانت تدافع عن مصالحها فى الشرق الأوسط فكفى حروب وإرهاب وقتل للأبرياء. وعلى العرب أن يفيقوا ويتحدوا ويكونوا يدًا واحدة، وبدلاً من شراء أسلحة لمحاربة بعضهم وقتل الشعوب، يجب أن ينفقوا أموال التسليح فى تنمية وتطوير اقتصادها وأن يكون لهم رأى واحد ومؤثر. استغلال الخوف هذه الزيارة هى ما إلا استغلال لخوف الدول العربية والاستقواء بالغرب.. هذا رأى السيدة سعاد ربة منزل فى حضور ترامب للقمة الإسلامية بالسعودية، وجميع الأموال والاستثمارات بأموال عربية ندفعها لهم فقط، والحقيقة التى أعرفها أنه لا يحدث إلا ما ترغبه أمريكا ولا يتم إطلاق رصاصة إلا بأمرها، وما حدث هو أكبر صفقة تسليح فى العالم وللأسف شربتها السعودية، وإيران لم تخسر شيئا بل تشاهد وتعلم جيدًا ما تفعله، فالأوراق جميعها مكشوفة أمامها. وتضيف لماذا لا تستثمر هذه الأموال فى دعم الشعوب وتوفير السلام وإنقاذ دول من المجاعات والأمراض والقتل والظلم؟ لماذا لا ينظرون إلى نيجيريا والسودان والصومال؟ كيف لدولة تصف نفسها بالديمقراطية تفعل كل هذه الشرور. أمريكا هى المستفيد الوحيد من بيع هذه الأسلحة التى تربح منها المليارات، لأنها دول تفتقد الأمان، فالمواطن الأمريكى يحمل السلاح ليحمى لنفسه، فهم يصنعون ذلك بنا لفقدانهم هذا الأمان. سلطة المال زيارة ترامب للسعودية بصحبة زوجته، أبلغ دليل على أنه لا سلطة لنفوذ سياسى أمام سلطة المال والثروة – كما تقول كارمة محمد مدرسة بمنطقة الهرم - وتضيف، ما حدث فى هذه الزيارة التى انهارت أمامها كل القوانين سواء فى دخول زوجة ترامب وابنتها، ومن هنا قرر ترامب زيارة المملكة السعودية فى مناسبة لا تهمه أو تخصه من قريب أو بعيد، لكن السعودية رحبت بقدومه ودفعت أيضا مائة مليون دولار للمزايدة على الترحيب الذى تعجب له العالم العربى، ولم تفكر لثانية أنه متجه بعد ذلك إلى إسرائيل. أما عمر كامل مهندس بإحدى شركات المقاولات فيقول: ترامب ذهب إلى السعودية بمنطق مسح الجوخ فقط وليس أكثر من ذلك، وعلى رأى مثلنا الشعبى (ياما جاب الغراب لامه) ولكن فى رأى أنه فى النهاية عبارة عن “شو” بطله الأساسى ترامب، هى زيارة لن تفيد العرب فى شئ ولن تذيب الفوارق بين العرب والأمريكان، ولن تحد من ضرب الدول العربية التى تسيل دماء أبنائها يوميا. الخوف من الأمريكان ويؤكد إسماعيل أحمد «طبيب أطفال»: أنا لن أعلق على زيارة ترامب ونيته التى تكمن وراء زيارته للسعودية، لكن أقول ما زال الخوف من الأمريكان والنظر إليهم بانبهار هو الأساس، برغم أنهم لن يقدموا لنا المساعدات التى نرجوها كما لم يقدموها من قبل. ويتساءل على حامد، مرشد سياحى عن أى زيارة نتحدث؟ ونحن نعيش هذه الأحداث السياسية الصاخبة كيف نقيمها، ونحن أصبحنا لا نعرف من يقتل من ويسفك دماءه، وفى ظل الغلاء الذى نعيشه الآن وحالة التقشف التى تدعو لها السعودية وكم المغتربين الذين ترحلهم كل يوم من أراضيها بحجة التقشف، فكيف تدفع كل هذه الملايين؟ فى الوقت نفسه ترفع شعار التقشف، فى النهاية ترامب أمريكى لا يهمه سوى صالح الشعب الأمريكى.