ساعات تفصلنا عن نتائج المعركة الانتخابية حامية الوطيس بين لوبان وماكرون ، وسيحدد الفرنسيون من سيقود فرنسا خلال الفترة المقبلة ...ويطرح السؤال نفسه : هل يمكن أن يرجح المهاجرون العرب والمسلمين المغاربة ،كفة ماكرون خصوصا بعد أن غازلهم أكثر من مرة وتحديدا الجزائريون حين زار الجزائر وأكد أن لها دورا مهما فى تاريخ بلاده ، مستنكرا الاحتلال ومعتبرا إياه جريمة ضد الإنسانية . من جانبه يؤكد فارس لونيس الباحث الجزائري فى العلوم السياسية ،أن الانتخابات الرئاسية الحالية في فرنسا من بين أكثر الانتخابات جدلا في تاريخ فرنسا وعلى الأقل في عهد الجمهورية الخامسة بالنظر لما تحمله من توجهات المترشحين وخطابهما وبرنامجيهما المتميزين بالاختلاف التام بينهما. إذ يعتبر المترشح الأول ماكرون ذو توجه معتدل خاصة في مسائل الهجرة والإسلام وعلى العكس منه تماما المترشحة الثانية لوبان التي تحمل خطابا عدائيا للمسائل سابقتي الذكر.
ويضيف لونيس : كما هو معلوم تشكل فئة المهاجرين والمسلمين في فرنسا وعاء انتخابيا لا يستهان به يمكن له التأثير في نتائج هذه الانتخابات من خلال درجة التأييد التي سيمنحها لطرف دون آخر وهو ما سيترجم إلى أصوات يمكن أن تكون فاصلة في النتيجة النهائية. فإذا ما اعتبرنا التقارب في النسبة المحصل عليها كل طرف في الدور الأول ب حوالي 24 بالمائة للمترشح ماكرون وحوالي 21 بالمائة للمترشحة لوبان هذا ما يؤكد على أن هذا التقارب يمكن للمهاجرين والمسلمين الفرنسيين من أصول أخرى أن يكونوا الطرف الفاصل في وصول أي طرف إلى قصر الإليزيه.
ويشير الباحث الجزائري إلى أن المرشحة لوبان تعتبر حسب بعض التقديرات قد استنفذت وعاءها الانتخابي المعبر عنه في الدور الأول وهو ما يتيح فرصة للمرشح الثاني ماكرون فرص كبيرة للفوز بالانتخابات، وهو الذي يحمل خطابا وبرنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تفتحي على الآخر بالمقارنة مع المرشحة الثانية الداعية إلى القومية الفرنسية والغاء اي قبول بالاخر اقتصاديا واجتماعيا اي بعد طرحها لفكرة الخروج من الاتحاد الأوربي وفكرة التطرف ضد المهاجرين والمسلمين والإسلام.
ولهذا راح إيمانويل ماكرون يعمل على الفوز بالطرف الذي خسرته المرشحة لوبان والمتمثل في المهاجرين والمسلمين بخطابه المعتدل وبتقربه من الدول المغاربية عامة والجزائر خاصة المالكة لأكبر جالية بفرنسا .هذا من جهة ومن جهة أخرى وبحكم مكانة الجزائر في الاقتصاد الفرنسي ثانيا وثالثا وكمبرر لإمكانية انتخاب الفرنسيين من أصول جزائرية على إيمانويل ماكرون هو تصريحه في زيارته الأخيرة للجزائر بأنه سيعترف بتجريم الاستعمار مباشرة بعد وصوله للحكم . وهي أسباب ستجعل من ماكرون الأقرب للوصول إلى قصر الإليزيه بالنظر إلى خطابه المعتدل وبرنامجه المقنع وكذا استراتيجيته العاملة على التقارب مع الدول الحليفة.
دون أن ننسى تأييد أغلب السياسيين الفرنسيين له وحتى مسجد باريس وكذا الرئيس الحالي الذي لمح للتصويت والتأييد لماكرون