في الأول من مايو عام 1886 نظم عمال صناعة الملابس والمناجم والأحذية فى أمريكا، أول منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي دعى إلى الإضراب العام للعمال لتحسين الاجور وخفض ساعات العمل، وحققت دعوات الإضراب حينها نجاحًا جيدًا وشلت الحركة الاقتصادية، الأمر الذي لم يَرق للسلطات ومالكي المصانع، مما أدي إلى تدخل الشرطة التى فتحت النار على المتظاهرين من العمال وقتلت واعتقلت عدداً منهم، إلى أن أنتهت بانتصار لكل عمال العالم، واعتبر هذا اليوم من حينها ذكرى وتم اختياره كيوم عالمى لعشرات الدول للأحتفال بعيد العمال ومن بينهم مصر. تذرية البذور تعد مصرمن أولى دول الحضارات التي قدست العمل والإنتاج وحققت اكتفاءها الذاتي بنفسها، ومن ثمّ قدست العامل والمهن الحرفية، حيث حرص الفراعنة على اتقان والإخلاص فى العمل، وهذا ما دلت عليه الحاضرة المصرية القديمة، من خلال ما تركتة من معالم أثرية ورسائل ودلائل تشير إلى أدراج قوائم ل "مجتمع العمال" فى الحضارة الفرعونية. مجدى شاكر فى السياق ذاته، أوضح مجدى شاكر مدير الإدارة العلمية بمركز تسجيل الآثار المصرية بعض ملامح الصورة من الدولة المصرية القديمة، قائلاً: " يعد الملك "أمنحتب الأول"أول من فكر فى تكوين طائفة أو (نقابة) خاصة للعمال، والنحاتين والفنانين،لذا أصبح محل تقديس بعد وفاته، ولذلك نرى قرى خاصة كانت مخصصة للعمال مثل مدينة عمال الهرم الأكبر، وأول مدنية كاملة هى قرية "دير المدينة" التى يرجع أسمها لقربها لأحد الأديرة القريبة وهى قرية كاملة أسسها الملك تحتمس الأولفى الأسرة الثامنة عشر، لأنه أول من فكر فى أنشاء مقبرة فى وادى الملوكوأستمرت 500 سنة، وكان هدفها تشيد المشروعات الملكية فى وادى الملوكوالملكات، وبنيت فى طريق ضيق بين الواديين وكان لقب كل عمالها فى الجبانهالمالكية هو الخادم فى مكان الحق". حصاد الكتان وأضاف مدير الإدارة العلمية بمركز تسجيل الآثار المصرية،أن المدينة تتكون منحوالى سبعين منزل، وتضم حوالى 400 أسرة تتكون من حوالى 5000 فرد، وتضم أسركاملة من رجال ونساء وأطفال، وحولها سور بعرض50x130م ، وكان المنزل يتكون من طابق واحد من الطوب اللبن ومطلى بالجص وعليه بعض الزخارف والسقف من جذوعالنخل حوالي 70م. الحلاقة وتابع شاكر: " أن للعمال طائفة أونقابة تراعى مصالحهم وشئونهم أسسها "أمنحتب الأول" الذى قدسه الناس بعد موته هو وأمه "أحمس نفرتارى" كان العمل يتم فى المشروعات الملكية من أهرامات ومقابر ومعابد بجانب أقامة السدود والجسور لمنع الفيضانات وشق الترع حيث كانت بعضها أعمال أجبارية، وكانت الأجازة يوما واحدا كل عشرة أيام وكان يمنع عليهم الأتصال بعائلاتهم أثناء العمل لسرية الأعمال التى يقومون بهافى المقابر". العمل فى نحت الاثاث الجنائزى وأوضح شاكر: "أنه لا توجد فواصل واضحة بين الطبقات حيث يحق للكاتب مثلا أن يترقى ليصبح قائد جيش أو كاهن، وكانت علاقة الملوك بالعمال ودوده وطيبة، وهذا يظهر من زيارة رمسيس الثاني لمحاجر الكوم الأحمر حيث أثنى على عملهم وذكر أن مايفعلوه نتيجة حبهم له، وكان للأطفال الدور فى العمل حيث يسموا بدور أطفال المقابر ودورهم فى توصيل البريد للعمال ويتدربون على العمل ليصبحوا عمال مهرة وكان كل شخص حريص أن يعطى كل عامل حقه، ويذكر ذلك فى مقبرته وأنه لم يظلم عاملا وأعطى له أجرة كاملا، لأنهيأمل أن يدخل الجنة ". عاملات من النساء وكشف شاكر: " قد توصلنا بعد ذلك إلى الألاف من قطع الفخار (الأوستراكا) التى كانت فى بئر جاف بجوار دير المدنية تظهر وتوضح كل شئ عن حياتهم من توزيع الطعام والشكاوى ورسائل الغرام ،وكان هناك مورد طعام للمدينة ليوفر لهم طعامهم وما يحتاجونه، وأهم عيد لديهم كام عيد "الوادى الجميل" حيث يقوم الفرعون بزيارة للأسلاف فى غرب طيبة حيث كانت توزع عليهم مكافأت تشجعية من النبيذ المستورد غير الجهة المصرية وملح النطرون للأستحمام". العمال وصناعة الفخار وقال شاكر: " إن المرأة شريك للرجل ولها دور فى المجلس المحلى للقرية، وقاضية فى المنازعات وتربية الأولاد ورعاية الأسرة وغزل الملابس، وكانت الجميلة منهم تعمل مغنية وموسيقية وراقصة وكاهنة والماهرة فى غزل النسيج حيث كانتهى وصناعة الفخار للرجال من أهم المهن والنساء الأقل مهارة يعملون فى العجن والخبز، وكان بعض العمال يشاركون الجيش فى المشروعات القومية مثل بناءالترع والسدود وبناء الأهرام فى مقابل الطعام والتأمين الصحى، حيث كان هناك طبيب مقيم بكل مشروع علاوة على تقديسهم للملك مما انجز هذه الحضارة التى كانت ومازالت وستظل تبهر العالم. وأضاف شاكر: " كان بجوارالقرية معبد لحتحور وبها محكمة مكونة من رؤوساء عمال وكتبة من الجيش، وأمرأتين للفصل بين المتنازعين فى القرية ولها مجلس أو مكتب لإدارة شئون طائفة العمال مثل المجلس المحلى يضم أرشيف يقوم الكتبة بوضع التقارير فيهعن حياة العمال الجماعية ومشاكلهم فى القرية وكانت كل مجموعة تتكون ما بين60و120 عامل تنقسم إلى فريقين ميسرة وميمنة المقبرة، مضيفاً أنه كان يترأس المدينة وزير يعين رئيس العمال الذى يوزع العمل على العمال وتوزيع الحصص التموينية وهناك نائب له وكاتب ليسجل العمل الذى تم بالفعل فى المقبرة، ويقوم بتوزيع المواد والأدوات ويسجل المتغيبين عن العمل وأعذارهم للغياب والتأخير مثل المرض وتقديم القرابين وعمل الجعة". ادوات الزراعة وأشار شاكر إلى أن العمل يتم فى ثمان ساعات فقط، وهناك راحة بالمنتصف وكانت مرتباتهم فى شكل مواد غذائيه من الصوامع والمخازن الملكية عبارة عن خضار وأسماك وقطع من النحاس والقماش وحبوب وبقول وزيوت ودهون وجعة . البحارة ونموذج للتجارة وأوضح شاكر:" أنه فى العام 29 يوم من حكم الملك رمسيس الثالث لم تصل المؤن فى موعدها فأضطر العمال للأضراب عن العمل، وهى أقدم أعتصام ثم أضراب عن الطعام كوسيلة للتعبير وعندما تاخر الأمداد تم الأعتصام خلف معبد تحتمس الثالث وتم صرف نصف راتب للتهدئه وعندما تأخر الراتب اضطروا للتظاهر بطريقة جديدة هى الأعتصام ليلا وحمل المشاعل وعندما تاخر مطالبهم طالب زعيم العمال بعرض المطالب مباشرة على الفرعون بل ومحاربة الفساد والفاسدين وكل ذلك سجل فى بردية الإضراب فىمتحف تورين فى أيطاليا وبسبب غزو الليبيين والاضطرابات ونشوب الحروبالأهلية هجرت المدنية واضطروا إلى اللجوء لمعبد هابو وانتهت بعد 500سنة. صناعة الطوب والبناء وتابع: " أن مقابرهم كانت فى دير المدينة بجوار بيوتهم غرب القرية بنفس التصميم تتكون من فناء مفتوح محاط بسور بالطوب اللبن ومقصورة تنقر بالصخر أو الطوب لها سقف مقبى وفوقها هرم صغير، وكانت المقبرة تزخرف بمناظر دينية وبها حجرة دفنعائلية. ومن أشهر المقابر الكاملة التى وجدت فى دير "سن نجم" التى تحمل رقم1وباشدو وخع 8 للأسف توجد كاملة الآن فى أيطاليا، ومن أشهر البعثات التىجاءت للعمل حتى الأن هى البعثة الفرنسية التابعة لمعهد الأثار الشرقية." صناعة الجعة وأضاف مجدى شاكر مدير الإدارة العلمية بمركز تسجيل الآثار المصرية، أنة بعد نهاية المدنية فى الأسرة 20 قام هؤلاء العمال بمساعدة بعض الموظفين والكهنة الفاسدين بانتهاك المقابر، وذكر ذلك فى بردية "سرقات المقابر" حيث سرقوا وحطموا كل المقابر مما اضطر الكهنة لجمع مووميات الفراعنة وكدسوها فى مخبأين سريين حتى تم اكتشافهم عام 1870 على يد عائلةعبد الرسول. حرث الارض