«سكاي أبوظبي»: 240 مليار جنيه مبيعات مشروع «رأس الحكمة»    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 17-6-2025 مع بداية التعاملات    ‌جروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم تدمر بالكامل    ترتيب المجموعة الرابعة في مونديال الأندية بعد الجولة الأولى    مواعيد مباريات اليوم في كأس العالم للأندية    شاهد المران الأول للأهلى فى نيوجيرسى استعدادا لمواجهة بالميراس    بعد أزمة الاستبعاد.. جلسة صلح بين ريبيرو ونجم الأهلي في أمريكا (تفاصيل)    "دعم متساوي".. وزير الرياضة يتحدث عن دور الدولة في دعم الأهلي والزمالك    وصول صناديق أسئلة امتحان مواد اللغة الأجنبية الثانية والاقتصاد والاحصاء لمراكز التوزيع    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة الفقه    تركي آل الشيخ يطرح بوستر جديد لفيلم «7DOGS» ل أحمد عز وكريم عبدالعزيز    طريقة عمل كيكة الجزر، مغذية ومذاقها مميز وسهلة التحضير    8 أطعمة تصبح أكثر صحة عند تبريدها، والسر في النشا المقاوم    5 تعليمات من وزارة الصحة للوقاية من الجلطات    فاروق حسني يروي القصة الكاملة لميلاد المتحف المصري الكبير.. ويكشف رد فعل مبارك    إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صاروخية متتالية    «غاضب ولا يبتسم».. أول ظهور ل تريزيجيه بعد عقوبة الأهلي القاسية (صور)    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    ما حقيقة مهاجمة الولايات المتحدة ل إيران؟    وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاجون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    سحر إمامي.. المذيعة الإيرانية التي تعرضت للقصف على الهواء    الدولار ب50.21 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 17-6-2025    تفاصيل العملية الجراحية لإمام عاشور وفترة غيابه    وكالة إس إن إن: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية حساسة    خامنئي يغرد تزامنا مع بدء تنفيذ «الهجوم المزدوج» على إسرائيل    إغلاق جميع منشآت التكرير في حيفا بعد ضربة إيرانية    تفاصيل محاضرة ريبيرو للاعبي الأهلي    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    مصرع شاب غرقا فى مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ وإنقاذ اثنين آخرين    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بشوارع عاصمة البحيرة| صور    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    حرب إسرائيل وإيران.. البيئة والصحة في مرمى الصواريخ الفرط صوتية والنيران النووية    "حقوق الإنسان" بحزب مستقبل وطن تعقد اجتماعًا تنظيميًا بحضور أمنائها في المحافظات    تراجع أسعار الذهب العالمي رغم استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    بسبب إغلاق مطار بغداد.. إلهام شاهين تكشف تفاصيل عودتها لمصر قادمة من العراق    "سقوط حر" يكشف لغز جثة سوداني بفيصل    مباحث الفيوم تتمكن من فك لغز العثور على جثة شاب مقتول بطلق ناري    محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المواطنين بالإكراه ببولاق أبو العلا اليوم    العثور على جثة مسنّة متحللة داخل شقتها في الزقازيق    أمريكا: حالات الإصابة بمرض الحصبة تقترب من 1200 حالة    مسئول بالغرف التجارية: التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على أسعار الغذاء.. والمخزون الاستراتيجي مطمئن    قطع أثرية بمتحف الغردقة توضح براعة المصريين القدماء فى صناعة مستحضرات التجميل    مستشارة الاتحاد الأوروبي: استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل مصدر قلق    أخبار 24 ساعة.. الوزراء: الحكومة ملتزمة بعدم رفع أسعار الوقود حتى أكتوبر    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    إيبارشية قنا تستقبل أسقفها الجديد بحضور كنسي    اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعلن الدفع بمجموعة من المرشحات بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ    وزير العمل والأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تعزيز التعاون في الملفات المشتركة    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه حجم استثمارات قطاع التعليم خلال ال 6 سنوات الأخيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس جامعة اللاعنف بلبنان: التعليم الدينى فى مدارسنا خاطئ
نشر في الأهرام العربي يوم 24 - 04 - 2017

لابد من التركيز على القيم الإنسانية حتى يتحسن الخطاب الدينى

فى الوقت الذى تسعى فيه الجماعة الإرهابية والدواعش لإحداث فتنة طائفية فى البلدان العربية، وفى الوقت الذى تنفجر فيه الكنائس وتتطاير وتتناثر أشلاء المصلين فى كل مكان جراء عنف وتفجير ممنهجين نابع من قبل أناس لا ملة لهم ولا دين، قلوبهم متحجرة قتلها الكره والحقد اللذان باتا يتطايران من بين ضلوعهم ليقضى على كل اللحظات الجميلة لحظات الفرح، وليحصد الموت أرواح الأبرياء الذين يلقون حتفهم شهداء فى سبيل الله ورفعة الوطن، يأتى حوارنا مع الدكتورة إلهام كُلّاب رئيس جامعة اللا عنف بدولة لبنان، ليعكس مدى الترابط والرقى الأخلاقى اللذين تحياهما عائلة د. إلهام، والتى تمثل جزءا مصغرا من كيان المجتمع العربى، د. إلهام كلاب تنتمى للدين المسيحى، وتزوجت من مسلم وتعيش معه منذ ما يقرب من 42 عاما لم تشتك منه يوما ما، أنجبت طفلين حرصت على غرس القيم والأخلاقيات الحميدة فيهما منذ صغرهما حتى صارا شابين يافعين، الأكبر ينتمى للدين الإسلامى، والثانى ينتمى لديانة الأم، والجميع يزورون الكنيسة والمسجد معا، وجميع أفراد العائلة تفرح فى وقت الأعياد معا، قصة د. إلهام نموذج حى يجسد معنى الترابط الحقيقى بين أفراد المجتمع ليس المصرى فقط بل العربى، فها هى نموذج حى من قلب الوطن العربى فى محاولات بائسة لزعزعة استقرار أمن الأوطان وإحداث فتنة طائفية الرابح الوحيد منها قوى خفية تعمل فى الظلام “خفافيش الظلام “.
للطفولة ذكريات تظل عالقة فى المخيلة فهل لك تحديثنا عن مرحلة التكوين وفترة الصبا؟
قضيت فترة صباى فى قرية “جبيل “ بمدينة بابلس تلك المدينة التى يطلق عليها “مدينة الحضارات” حيث كانت تحوى العديد من الحضارات خصوصا الحضارة الفينيقية ، كان بيت والدى يطل على البحر تحيط به أشجار الليمون والزيتون والفاكهة من كل جانب وكانت شبابيك البيت جميعها مطلة على البحر، تحديدا المنطقة التى كنت لأقطنها كانت أثرية يفد إليها السائحون من كل صوب وحدب، وقتها كان لدىّ شغف التعرف على هذه الآثار والتحدث مع السياح .
كنت أرحب بهم وأقدم لهم القهوة كنوع من الترحيب بالغريب الذى لا نعرفه لكن لكونه يزور بلدنا، وبمرور الوقت شعرت أننى شخصية تحب الآخر بل وتفضل التعامل والتحاور مع الغريب، وهذا شجعنى وحفزنى على السفر للخارج لتلقى التعليم فى إحدى الدول الأوروبية، عشت حياة مليئة بالمرح وسط أهلى، كنا عائلة كبيرة جدا ثلاثة صبيان، وثلاث بنات كانت تجمعنا الألفة والطفولة الجميلة ما جعلنا نؤسس مجلة فى البيت ونبيعها لأهالينا، مما ساعدنا على التعبير عن أنفسنا، هذه النشأة ساعدتنى كثيرا فى حياتى العملية ما يجعلنى اليوم أقول أتمنى لكل طفل وطفلة أن تتمتع بمثل هذا الجو الأسرى الذى تربيت فيه منذ صغرى، حيث مكتبة والدى التى كانت تضم أكثر من 12 ألف كتاب
عشت فى أسرة مثقفة، فهل هى السبب وراء اتجاهك للسفر لتلقى العلم من الخارج؟
نعم: والدتى كانت سيدة متعلمة تجيد لغات عديدة منها الفرنسية وتهتم بالعزف على البيانو، ووالدى كان رجلا متعلما وكان دائما يدفع بى للأمام، ويشجعنى على التعليم لدرجة أنى عندما حصلت على شهادة الثانوية العامة تقدم لى عرسان كثر، لكن والدى رفض وقال “لابد أن تستكمل تعليمها، بالفعل أرسلنى إلى بيروت حتى استكمل دراستى وهناك دخلت مدرسة الراهبات وكانت تتميز بنظام تعليمى وتربوى صارم جدا، لكن والدى كان دائما يرسل لى كل الجرائد حتى لا أنقطع عن العالم الخارجى، التحقت بالجامعة الوطنية فى بداية الستينيات وكانت وقتها الحركات الطلابية التى تنادى بالتحرر، كانت مرحلة جميلة وعميقة حفزتنى للاهتمام بالمجتمع المدني، عندما انتهيت من الليسانس فى سن العشرين حصلت على منحة لاستكمال دراستى فى باريس وشجعنى والدى على السفر وسافرت، وكان يقاوم كل من يعترض على سفرى. لكن والدى قال “أنا ربيت ابنتى جيدا فاتركونى أمتحن تربيتى” وسافرت إلى باريس وكنت أشعر وقتها أننى أحمل مهمة الجيل القادم من البنات، وأصبحت مثالاً لكل طالبة متفوقة تبغى تلقى العلم من الخارج حيث فتحت لهن الطريق، يوم سفرى كان نساء القرية يسلمون علىّ وينصحونى إذا بعربة تمر من أمامنا مكتوب عليها الوزن الإجمالى والوزن الصافى فصاح والدى قائلا :” روحى يابنتى أنت هنا عملت وزنك الإجمالى من أهلك وحب الناس لنا، سافرى واعملى وحدك وزنك الصافى” ،فى الحقيقة أعطانى إحساسا قويا بأننى مهمة وقادرة على بناء شخصيتى .
جمعت بين أكثر من بضاعة فى وقت واحد الآثار والثقافة والفن التشكيلى كيف استطعت هذا؟!
كان لدى نوع من الفضول العلمى والمعرفة، وكنت متصورة أنه من حقى الطبيعى أن أقوم بكل الأشياء التى أتمناها، كنت أرسم وكنت أحب الصحافة والمسرح، درست بكلية الآداب قسم الغة العربية، وعملت دبلومة تربية وعملت دراسات فى علم الاجتماع والأنثربولوجيا فضلا عن رسالتى الدكتوراه كانت فى مجال الآثار فحبى لهذه المجالات أثر فىّ ما جعلنى أصبحت معجونة بهم وكانت عينى أنثربولوجية لديها فضول غير عادى، فضلا عن دراساتى لتاريخ الحضارات والإنسان ما جعلنى أرى الإنسانية بجميع تموجاتها مع ما وصلنا له اليوم من تراكم الوعى الإنسانى المتواصل هو السبب الرئيسى فيما نحن فيه اليوم، أيضا درست تاريخ الأديان خصوصاً بعد الحرب الأهلية فى لبنان، ما جعلنى أتوصل إلى نتيجة مفادها أن التوق الإنسانى واحد، فهناك أشياء ثابتة فى جميع الأديان وواحدة .
تنظرين للمجتمعات بعين أنثربولوجية وبحكم دراستك للإنسانيات هل تغيرت الشخصية العربية كثيرا؟
طبعا تأثرت كثيرا وتغيرت حيث كانت العيوب تكمن تحت الجلد لكنها ظهرت مع ثورات الربيع العربي بسبب الظروف المجتمعية فأكبر ضرر تقع فيه المجتمعات خصوصا العربية العصبية الدينية أخطر من العدو نفسه علينا، العصبية الدينية تدفع للقتل وهذا أكبر خطر يواجه المجتمعات، وللأسف التعليم الدينى فى مدارسنا العربية خاطيء جدا، لابد من تعديل المناهج الدينية ووضع مناهج تحث على قبول الآخر ولغة الحوار الجيد والراقى بدلا من التعصب .
فى رأيك كيف نجدد الخطاب الدينى؟!
لابد من تصحيح المفاهيم وتعديل التفسيرات القديمة، خصوصا وأغلبه تأويلات ذكورية ما جعل المرأة مهضوم حقوقها ومبررة من الشريعة الدينية برغم أن كل الأديان السماوية تحث على حقوق المرأة، لابد من إعادة النظر فى هذه المفاهيم، رجال الدين عليهم دور كبير تجاه المجتمعات لذلك لا بد من تدريبهم خصوصا وأن كلمتهم مسموعة عند الكثير من الناس، حتى يتحسن الخطاب الديني، لابد من التركيز على القيم الإنسانية الموجودة فى كل الأديان.
أنت من أهم الرائدات النسائيات فى لبنان وبالرغم من ذلك دائما ترين وضع المرأة العربية مخجلا؟
ضحكت كثيرا قبل أن نقول: حال المرأة العربية مؤسف حقا ومخجل، نحن نخضع لقوانين أحوال شخصية ظالمة لكل النساء برغم تقلد البعض لمناصب قيادية لكنهن قليلات من الرجال، هناك نساء لا تستطيع قيادة السيارة كما حاصل فى بعض الدول العربية المرأة مظلومة فى الوطن العربى، وتعذب ودائما توضع تحت المجهر من الرجال، فحصول المرأة على العلم وخروجها للتعليم يجعلها تتحمل معاناة غير عادية ووصول المرأة لمنصب قيادى يلازمها العراقيل من كل اتجاه، للأسف طريق المرأة العربية محفوف بالمخاطر، فاللأسف مجتمعاتنا العربية لا توفر الحرية والديمقراطية للمرأة والدليل على ذلك ممارسة العنف على المرأة، فقانون تجريم العنف ضد النساء حتى الآن لم يشرع، ولم توضع حتى الآن قوانين تنصف المرأة العربية فكل قوانين الأحوال الشخصية ظلمت المرأة.
تترأسى “مركز للعلوم الإنسانية ببيروت” ما دوركم تجاه القضايا المجتمعية المهمة؟
هذا المركز تابع لمنظمة اليونسكو، يضم عددا كبيرا من الباحثين المعنين بالمشاكل المجتمعية، وهناك باحثون قاموا بعمل دراسات عديدة عن المرأة، وكل العلوم الإنسانية، وكان الجهد المبذول كبيرا.
ألم يكن للتطورات التكنولوجية دور فى هذه الأبحاث؟
للأسف وسائل الاتصال الحديثة لعبت دورا فى وجود العديد من المشاكل الأسرية، بل جعلت هناك حالة من الفردية داخل الأسر وأصبح كل شخص منفردا عن الآخر وبدأت تتلاشى حالة التواصل الأسري، للأسف أصبحنا نجد تحولا غير عادى يسير فى المجتمع العربى أصبح يؤثر بالسلب على العلاقات الاجتماعية.
لكن للأسف فى الوقت ذاته أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عن هذه الوسائط الرقمية، لكن أعتقد أن المجتمع يصاب بحالة من التناقض وتراكم للعديد من المشكلات الأسرية تؤثر بالسلب على المجتمع. لذلك لا بد أن تلعب المدارس والمؤسسات المجتمعية دورا فى تحقيق المعادلة المتوازنة، وذلك عن طريق التوعية بأهمية ودور الأسرة ومن ناحية أخرى أهمية التكنولوجيا وأيضا مدى ضررها بشكل يتناسب مع قيمنا المجتمعية حتى لا تتبدل هذه القيم وتحل محلها أشياء أخرى غريبة.
تأثير ثورات الربيع العربى على الأشخاص فى الدول العربية من خلال رؤيتك الأنثربولوجية ومدى تأثير ذلك على المجتمع؟
دائما أصف ثورات الربيع العربى بأنها زلزال خطر أصاب المجتمع العربى وأدى إلى تحول مدنى وانقسام طائفي، سوريا تتخلخل والعراق ضاع، وأصبح القتل المبديء الأساسى فى الدول العربية صورة الدم لم تتغير حتى اليوم حرام يتم استخدام نقاء الشباب إلى القتل، للأسف داعش خلطوا الدين بالعنف شوهوا الدين الإسلامي، لذلك لا بد من تدخل رجال الدين لتصحيح هذه المفاهيم.
وماذا عن دوركم فى حماية التراث والآثار العربية التى تعانى التدمير والهدم من قبل الدواعش؟
شاركت مع منظمة اليونسكو فى الكثير من المؤتمرات، لكن للأسف هى تقيم الندوات، وتخرج التوصيات لكن لا تنفذ على أرض الواقع للأسف، هناك استهتار بتاريخ العرب برغم أننا جذر الإنسانية وأساس الحضارات، “تدمر” جوهرة الآثار الرومانية بسوريا للأسف دمرتها داعش، هم يفعلون أشياء لا يستوعبها العقل الإنسانى أن تحدث فى القرن الواحد والعشرين، احترام الماضى الذى تربينا عليه أصبح غير موجود، هناك خطر كبير يهدد مستقبل الأجيال العربية القادمة وكنوع من محاولة لتحطيم ماضينا .
ماذا عن الفن التشكيلى؟
طبعا أنا مهتمة به فهو فن ضاع بعد الحداثة لم تعد اللوحة تشكل الإنتاج الفنى، بل أصبحت أغلب اللوحات مؤلمة، أذكر لوحات المستشرقين الذين جاءوا فى القرن التاسع عشر كانوا يهتمون فى لوحاتهم بسحر الشرق، هذا السحر الذى كان موجودا ضاع وحلت محله صور قاتمة حزينة .
هل السبب فى ذلك العوامل المجتمعية السيئة والأحداث التى تتعرض لها الدول؟
السبب فى ذلك الأحداث التى نعيشها، فالفنان أصبح يعبرعن الهم المجتمعى وقلق العصر الذى يعيش فيه، متطلبات مجتمعه فى الوقت الحاضر، فى الحرب العالمية الأولى والثانية ظهرت العديد من اللوحات التشكيلية التى عبرت عن هذا الحدث، لوحة جارنيكا التى رسمها بيكاسو والتى كانت تعبير عن القذف الهائل الذى تعرضت له تلك المدينة، حتى الأمم المتحدة كانت موجودة بهذه اللوحة.
ماذا عن جامعة اللاعنف فى لبنان؟
هى جامعة جديدة حديثة أقوم بإدارتها وتسمى جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان، تحاول أن تهتم بكل مجالات المعرفة والدراسات الإنسانية لتضع مفاهيم السلام والتفاوض والتسامح والابتعاد عن العنف والقتل والجرائم المجتمعية، أعتبر هذا نوعا من «البرستيج» العربي، وكأننا نقول للدول الأوروبية أنتم فى خدمتنا، جامعة اللا عنف فتحت الباب لإنشاء مدارس لا يمارس فيها العنف .
ما رأيك فى وزارة السعادة التى استحدثتها الإمارات؟
وزارة السعادة أفرحتنا كثيرا خصوصا ويديرها عدد من النساء اللاتى أدخلن بها مفاهيم جديدة للسعادة.
لك العديد من الدراسات فى تاريخ الحضارات والفنون الإسلامية؟
بالفعل اهتممت بالفنون الإسلامية، وكان موضوع رسالة الدكتوراه، حيث ركزت على الفنون الإسلامية فى العصور المختلفة كالعصر الفاطمى والعثمانى والأموى والإسلامية، ركزت على بداية تكوين الفنون الإسلامية مع العصر الأموي، فى العالم العربى كله واكتشفت أربعين قصرا ومسجدا أمويا فى سوريا، لا يعرف أحد عنهم شيئا، كما اشتغلت على العصور التى تربط بين عصر وعصر وترصد التحولات، فلم يوجد حضارة ظهرت من فراغ وكل الحضارات مستمدة من بعضها البعض، درست العصر الأموى وتأثيراته على العصر البيزنطي.
باعتبارك رئيسة حركة الحوار الثقافى فى لبنان ما دور هذه الحركة؟
نحن مجموعة وحركة تجمع كل طوائف المجتمع اللبنانى، وجميع الانتماءات السياسية، نقوم بعمل مؤتمرات نكرم فيها الأدباء ونحاول استجلاب الشباب، خصوصا فى مجال السينما، عملنا مؤتمرات كثيرة عن التجديد الثقافى .
كيف نجدد الخطاب الثقافى فى رأيك وكيف نطبقه على أرض الواقع؟
تأثير الثقافة على واقعنا الاجتماعى كله وليس على النخب فقط، إنتاج نتاج معرفى، نتاج يتناقض مع حياتنا المجتمعية، يكون هناك إبداع حقيقى يلمسه رجل الشارع، لا بد أن يعرف المثقفون أن لديهم رسالة تجاه المجتمع برفع كفاءة مستوى الخطاب للرجل العادى .
ما سبب اهتمامك بالتركيز وعمل دراسات عن المستشرقين؟
دراساتى ركزت على معنى حوار الحضارات، هناك أبنية شاركت فيها كل الحضارات، دراسات عن المستشرقين ورؤيتهم للمرأة العربية صوروا المرأة العربية جميلة ساحرة، عملت دراسة عن جبيل مدينتى الساحرة التى تحتوى على عدد كبير من الآثار وتقام بها المهرجانات الثقافية .
أطلق عليك كبار مثقفى لبنان وردة الأدب وأميرة الكلمة؟
ضحكت قبل أن تقول أخجلوا تواضعى بهذا التعبير الرائع وأشكرهم عليه.
لك نشاط بارز فى العمل الثقافى لماذا اقتصر اهتمامك على الأبحاث والدراسات، ولم تتجه إلى كتابة الشعر أو حتى الرواية برغم اعتراف النقاد بك كشاعرة؟
هو نوع من الخجل الشخصى، أنا معنية أكثر بالبحث فى الدراسات التى تهتم بالنواحى العلمية، وأيضا بها نفحة أدبية، حاليا أكتب كتابا عن قريتى وقصة حياتى وأسميها” تين عشميت”.
أيضا أكتب كتابا عن تاريخ الأشياء مثل الماء وتنوع مفاهيمها خلال كل العصور، وأهميتها فى حياتنا وتاريخها، التطور التقنى للمفتاح وتاريخ رغيف الخبز، وتاريخ الكرامات، تاريخ الحقيبة النسائية ودلالته على خروجها للخارج، تاريخ الأشياء اليومية” تاريخ الساعة وعلاقتها بالزمن .
من شاعرك العربى المفضل؟
محمود درويش رحمة الله عليه.
تسمحى لى أسألك عن شكل العلاقة بينك وبين أبنائك خصوصا وأنت متزوجة من مسلم؟
ضحكت كثيرا وقالت ما المانع، فعلا أنا متزوجة من مسلم وأنا مسيحية وعشت معه على 42 عاما تزوجنا فى بداية الحرب الأهلية الأولى بلبنان وكان تحديا كبيرا لنا والحمد لله، علاقتنا قائمة حتى اليوم على الحب والمودة والاحترام وهو بنفسه كان يوصلنا إلى الكنيسة، دائما أظهر على شاشة التليفزيون اللبنانى لأحكى تجربتى مع زوجى الحبيب الذى رزقت منه بولدين، دائما أقول لأبنائى القيم الراقية تأتى من الأم علمتهم طرق الصلاة فى الديانتين وتركت كل واحد منهم يختار، وغرست فيهم ضرورة حب واحترام الآخر، زوجى مازال متمسكا بدينه ويمارس طقوسه، وأنا أعيش معه الأجواء كلها برغم تمسكى بدينى وكذلك هو،أما أبنائى الأكبر ينتمى لدين والده والثانى ينتمى لديانتى، وبالرغم من ذلك نذهب جميعا للمسجد والكنيسة ونتعامل بكل ود واحترام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.