أعلنت مفوضية الاتحاد الإفريقى 27 من يناير 2017، فوز وزير الخارجية التشادى موسى فكي، برئاسة المفوضية لمدة أربع سنوات قابلة للانتخاب لمدة مماثلة خلفا لكوسازانا ديلامينى زوما الرئيسة المنتهية ولايتها. يأتى فوز فكى بعد منافسة قوية بين خمسة مرشحين جميعهم وزراء خارجية، أمينة جبريل وزيرة خارجية كينيا، وبيلونومى فينسون مواتوا وزيرة خارجية بوتسوانا، وعبدالله باتيلى وزير خارجية السنغال، وأجابيتو أمبا موكى وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولى والفرانكوفونية لغينيا الإستوائية. وقد حصل على تأييد 38 صوتا من إجمالى 54 صوتا، وحصلت على المركز الثانى وزير خارجية كينيا أمنية جبريل ب 5 أصوات. وقد شغل فكى العديد من المناصب قبل توليه حقيبة الخارجية فى عام 2008 فى تشاد، فكان رئيس الوزراء فى الفترة (2003 - 2004)، وقد استقال من منصبه بعد احتجاجات وإضرابات الخدمة المدنية فى تشاد فى عام 2004، فضلا عن توليه منصب وزير الأشغال العامة والنقل (2002). كما شغل العديد من المناصب على الصعيد الدولى، رئيس المجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع للأمم المتحدة، وأسهم بدور كبير فى فوز تشاد بالعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن الدولى 2015، أما على المستوى الإفريقى فقد لعب فكى دورا كبيرا فى اعتماد ميثاق الأمن البحرى والسلامة والتنمية فى أروقة الاتحاد الإفريقى، ورئيس المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقي، فضلا عن أنه يجيد ثلاث لغات وهى الإنجليزية والفرنسية والعربية. يعود فوز فكى بهذا المنصب إلى عدة نقاط منها: استقرار النظام السياسى فى تشاد. الدور التشادى فى غرب إفريقيا ومساهمتها فى دعم الاستقرار الإقليمى ومكافحة الإرهاب. الدورالذى تلعبه الدول الناطقة بالفرنسية فى أروقة الاتحاد الإفريقى، منذ تأسيسه فى2002. ووقوفها وراء نرشح تشاد. الجهود التى اتخذها الرئيس إدريس ديبى فى نجاح السياسة الخارجية التشادية على المستوى الإقليمى والدولى، وانعكس فى الاستقرار الداخلى، وجهود فى بناء تحالفات سياسية مشتركة مع حلفائه فى المنطقة. يسعى لفكى من خلال رئاسة للمفوضية الاتحاد الإفريقى إلى العمل على النهوض بدول بالقارة، وتعاونها والدفاع عن مصالحها. فضلا عن تعهده بتنفيذ اجندة الاتحاد الإفريقى فى تحقيق التكامل الاقتصادى بين الدول الإفريقية، وتعزيز العمل الإفريقى الموحد، وتنفيذ آليات تحقيق السلم والأمن ومكافحة الإرهاب. أصبح فكى الرئيس الخامس لمفوضية الاتحاد الإفريقي، بعد الإيفوارى أمارا إيسى (2002-2003)، والمالى ألفا عمر كوناكرى (2003-2008)، والجابونى جان بينغ (2008-2012)، والجنوب إفريقية دلامينى زوما (2012-2017). وحدد فكى أولوياته فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الأمن وتطوير الحكامة الاقتصادية الجيدة بالقارة. ولاشك أن هذا المنصب يعد هو الأهم على مستوى العمل الإفريقى المشترك، وهذا سوف ينعكس على دور تشاد على المستوى القارى، وعلى علاقاتها بباقى الدول. لا سيما أن هذا الموقع الذى سيشغله فكى له تأثير كبير، لا سيما أنه جاء فى الوقت الذى سلم الرئيس التشادى إدريس ديبى خلفه الغينى ألفا كوندى رئاسة الاتحاد الإفريقى فى دورته الجديدة، تقلد وزير خارجيته منصب مفوضية الاتحاد الإفريقى. فى الوقت الذى نجد فيه دولا إفريقية تخطو بثبات نحو الديمقراطية، والتدوال السلمى للسلطة فى القارة الإفريقية، الذى اصبح حلما يرواد الجيل الحالى افريقيا، ان تتحول القارة من صراع الإثنيات والجهوية إلى ديمقراطية حتى وإن كانت على النمط الإفريقى القائم على التمييز الإيجابى (Affirmative Action).