عبر الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينين وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية عن ارتياحه للبيان الذى صدر عن عن قمة الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، يوم الأربعاء الماضى وبالذات فيما يتعلق بالتأكيدعلى أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من الثوابت القومية التى لا يمكن التنازل عنها. وقال عريقات ل"الأهرام العربى"، لقد أثلج هذا البيان صدرى وصدور غيرى من القيادات الفلسطينية , لأنه تنبه لكل المخاطر التى نتجت عن محاولات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى , لإسقاط مبدأ حل الدولتين وتعديل أو تبديل المبادرة العربية للسلام ,حول طروحات ما يسميه الحل الإقليمى الأمنى ,وما الى غير ذلك من توجهات ترمى الى التنصل من كل مرجعيات عملية السلام المتفق عليها ,وفق محددات الشرعية الدولية فضلا عن إثارته التعاون الإقليمى لمحاربة الإرهاب. وأوضح فى هذا السياق أنه لا نتنياهو ولا حكومته هم الذين يحاربون الإرهاب ,ولكن الذى يحاربه بصورة حقيقية هو الجندى المصرى والجندى العراقى والجندى السعودى والجندى السورى والجندى الفسلطينى. وأضاف : بصورة أكثر وضوحا نحن العرب الذين نحارب الإرهاب ونقف فى الخندق الأول لهزيمة "داعش " ,وإذا كان نتنياهو يزعم أنه يحارب الإرهاب ,فإنه عليه أن يدرك أن اسرائيل باستمراها فى احتلال الأراضى الفسطينية, تجسد ذروة الأعمال الإرهابية فى المنطقة ,لأنه ليس ثمة فرق بين مجرم قاتل يذبح صحفى أجنبى سواء فى العراق أو فى سوريا ,وبين مجرم يحرق الرضيع على دوابشة وأمه ووالده فى دومة , هذه هى ثقافة الكراهية التى يكرسها الاحتلال الاسرائيلى ,ومن ثم فإن محاربة الإرهاب فى المنطقة تستوجب البدء بتجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلى لفلسطين. وردا على سؤال عما إذاكان ينظر إلى تأكيدات الرئيس السيسى والملك عبد الثانى بحل الدولتين بأنها رسالة مهمة للرئيس الأمريكى ترامب بعد أن أظهر حالة عدم وضوح رؤية تجاه الدولة الفلسطينية خلال مؤتمره الصحفى مع نتيناهو علق عريقات بقوله :قبل يوم واحد من هذا البيان المهم بعثت القيادة الفلسطينية برسالة الى الإدارة الأمريكية شددت فيها على التمسك بمبدأ حل الدولتين وأنه لاحل للصراع مع اسرائيل الا من خلال تبنى هذا الحل , وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى وأن المبادرة العربية للسلام تشكل نقطة ارتكاز رئيسية فى هذا الحل وحول تطلعات الجانب الفلسطينى من القمة العربية الثامنة والعشرين التى ستعقد فى التاسع والعشرين من مارس المقبل شدد أمين سر منظمة التحرير على ضرورة أن تتبنى القمة خارطة طريق للتعامل العربى ,على صعيد القضية الفلسطينية, طبقا لأسس وثوابت وركائز المبادرة العربية للسلام ,وتؤكد أن التمسك بالسلام كخيار استراتيجى لايمكن أن يكون بأى ثمن ,ولكن على أساس انسحاب الدولة القائمة بالاحتلال من جميع الأراضى العربية المحتلة فى عدوان يونيو 1967 , وفى الصدارة منها القدس وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ,وحل قضايا الوضع النهائى من حدود ولاجئين ومياه وأمن وأسرى , فضلا عن الجولان السورى المحتل ,والذى طلب نتيناهو من ترامب مؤخرا المواقفة على ضمه نهائيا الى اسرائيل لافتا الى أن هذه لغة مصالح يجب أن يتحدث العرب بمفرداتها ,مع إدارة الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الطالع من رحم التجارة والعقارات ومنطق الصفقات . وحول رؤيته لما سربته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قمة عقدت بين كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل الأردنى الملك عبد الثانى ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو ,بمشاركة جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى السابق بالعقبة، قال عريقات : لقد تابعت ما نشر فى الصحافة الإسرائيلية عن هذه القمة ,ولكن لم يكن لنا علم بانعقادها , بيد أن الأمر المؤكد أن الجانب الفلسطينى على قناعة تامة بمواقف الرئيس عبد الفتاح السيسى تجاه القضية الفلسطينية , فنحن على دراية بأن ثمة اتفاقية سلام موقعة بين مصر واسرائيل , كما نعلم أن 99 فى المائة من جدول أعمال أى لقاء مصرى إسرائيلى يخصص للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى وعن استحقاقات القضية الفلسطينية ضد المشروعات الاستيطانية الاستعمارية فى الأراضى المحتلة وانحيازا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف . وحول تقييمه للتنسيق المصرى الفلسطينى، أكد كبير المفاوضيين الفلسطينيين أنه وصل إلى مرحلة متقدمة، وقال إنه التقى وزير الخارجية المصرى سامح شكرى يوم وبحثمعه كل مفردات المشهد الفلسطينى خاصة أنه سيتوجه خلال أيام لزيارة واشنطن وبالتأكيد سينقل وجهة نظرنا والتى لاتختلف كثيرا عن وجهة نظر مصرمشيرا الى أنه لايمر يوم واحد من دون تنسيق مع الأشقاء فى مصر والأردن والسعودية لأن قضايا الحدود واللاجئين والمياه والأمن وغيرها تهم هؤلاء الأشقاء بنفس القدر الذى تهم به الفلسطينينفالقدس هى قدس العرب جميعا وليست قدسا للفلسطينين فقط. وتابع : إننا لم نتسلم ورقة من إسرائيل أو سلمنا ورقة لها إلا بعد التنسيق مع الشقيقة مصر وكذلك مع الأردن ومع الجامعة العربية فنحن نودع كل وثائقنا وأوراقنا لدى الجامعة لأن قضية فلسطين قضية كل العرب .