تدخل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في الوقت المناسب لتحديد مستقبل مصر في الفترة القادمة وقام بصياغة وثيقة بالغة الأهمية لتأمين ودعم المبادئ الأساسية العامة للدستور بعد أن جمع حوله الفرقاء السياسيين و المفكرين ومرشحي الانتخابات الرئاسية ورؤساء الأحزاب و الممثلين لجميع الأطياف و الألوان السياسية المصرية متضمنة المعسكرات الإسلامية و المسيحية والليبرالية والقومية و اليسارية. جاءت هذه الوثيقة لتكون ميثاق شرف و جسرا يعبر بنا من دائرة الجدال و الصراع و الخلاف ذات الصلة بالشأن الدستوري بكل مخاطره علي الوطن الي آفاق الأمل المنشود. ساهم في وضع هذه الوثيقة ممثلون من مختلف الأطياف الفكرية والسياسية بعد حصر كل الأطروحات علي الساحة المصرية وتحليلها تحليلا جيدا وجاءت في شكل استرشادي للمساهمة في حل إشكالية المبادئ الحاكمة للدستور واتسمت بالمرونة وتوسط كل التوجهات و العمل علي استخدام أدوات وآليات الديمقراطية والمواطنة, وقد حظيت الوثيقة بترحيب واسع من أغلب ألوان الطيف السياسي في مصر ووصفها المحللون السياسيون بأنها نقلة نوعية ووسيلة جيدة لتوضيح وتفسير الأمور الدينية والسياسية من منظور دستوري, وينبغي أن يعلم الجميع أن الأزهر هو المرجعية الوحيدة علي الخلاف الفقهي وأنه مؤسسة مستقلة تعمل في ضوء الوسطية والاعتدال وضمان الحقوق والحريات, وكما عهدنا سابقا أن الأزهر له دور تاريخي دائما وأبدا في الحفاظ علي نسيج ووحدة الأمة وهويتها وحيث أن الدستور القادم هو ميزان عدل بين كل أطياف الشعب المصري كان لزاما علي الأزهر التدخل السريع للتوافق بين مختلف القوي و التيارات السياسية في هذا الشأن والخروج من دائرة الجدل والصراع الذي ساد الساحة المصرية, وتجدر الإشارة هنا الي أن الأزهر ليس جهة لوضع الدستور ولكنه يقوم بدور التوافق ورأب الصدع وإنهاء الشقاق الحالي بين طرفي الخلاف. ولما كان الأزهر مؤسسة وطنية مستقلة جامعة وله مرجعيته الخاصة ويتمتع بجميع المقومات الحميدة فإننا ننادي بسرعة إنشاء قناة فضائية يطلق عليها' قناة الأزهر' تخاطب الناس جميعا بقيادة علماء الأزهر لتكون منارة لائتلاف القوم ومرجعا مهما لتعاليم الدين وسماحته ودحض الشبهات المثارة ضده, كما تقوم بتوضيح دور الأزهر في مثل هذه المواقف الحساسة وتنشر مبادئه وأحكامه التي تتفق كليا مع صحيح الدين الإسلامي بما يتفق أيضا مع الديانات السماوية الأخري من حيث الاعتدال والوسطية والصدق والموضوعية وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية والوصول برسالة الدين الصحيحة إلي كل أفراد المجتمع خاصة بعد أن كثرت القنوات الفضائية الدينية و التي من بينها قنوات لا تهدف إلي تبصيرنا بصحيح الدين وحملتنا إلي تيارات فكرية يشوبها خلافات وصراعات مذهبية تارة وإشاعة الفتن و التطرف و الغلو و التشدد تارة أخري الأمر الذي يسير في اتجاه لا يخدم الوطن بقدر ما يسيء إليه.