يسعي الإسلام إلي توحيد كلمة الأمة وعدم تناحرها واتحاد الصف وذلك تصديقا لقوله تعالي:( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وقوله أيضا:( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا). ويوضح الدكتور محمد نجيب عوضين ذ ذ مليء بالمواقف التي تدعو للوحدة وخاصة في أوقات الأزمات مثلما حدث في أعقاب الفتنة الكبري في نهاية عهد الخلفاء الراشدين حيث كانت هناك جماعة تمثل أغلبية الأمة تسمي جماعة المسلمين لا تنتمي إلي فريق أو مذهب سياسي وكان هدفها المطالبة بالعمل والاستقرار وإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل نصرة الدين. وأضاف أنه إذا تم فعل ذلك في عهد الاستقرار ووحدة الصف مع الأخذ بتعاليم الإسلام وتطبيق مبادئ الحرية والمساواة فإنه لا يكون هناك مجال للانقسام ولا لتفرق الصفوف أو التمذهب والعصبية في ظروف صعبة تمر بها البلاد. وقال: إذا أردنا تطبيق هذه المبادئ علي أمتنا المصرية الآن بعد ثورة يناير, فإننا نمر بما يسمي فترة الريبة وهي أنه قد طال بالأمة نظام سابق لم يحقق مبادئ الدعوة إلي الاتحاد والاستقرار مما يفرض علي القائمين علي أمر البلاد أن ينفذوا مطالب الشباب تحقيقا لثورة وفورة هذا الشعب مع ضرورة الاستماع للعقلاء الذين ينادون بإعطاء فرصة لأهل الحل والعقد لتطهير السلبيات السابق وإقامة نظام سياسي واجتماعي واقتصادي علي أسس عادلة وهذا يستغرق وقتا مع استمرار العمل بالإضافة إلي أن هناك تيارات كانت محرومة في ظل الأوضاع السابقة بدأت تأخذ فرصتها. وأشار إلي أن ظهور العديد من ائتلافات الشباب والتوجهات يدعو إلي ضرورة التوحد وعدم إغفال الأيدي الخارجية التي تحاول العبث بمقدرات البلاد وتسعي إلي إثارة الفتن و دعا إلي الاحتذاء بموقف مصر أثناء الهجمات التترية علي البلاد الإسلامية, حيث قرر أهل الحل والعقد نبذ الفرقة والتعصب فقد كانت الأمة تتصارعها تيارات مختلفة منها تيار الوسطية المتمثل في رجال الدين والعلماء وتيار المماليك المحاربين وعامة المسلمين و عندما أذاب المسلمون كل هذه الفوارق كان الفضل الأول لمصر في الانتصار علي الغزاة واستعادت الأمة كرامتها بعد مجموعة من الانكسارات. هذا بالإضافة إلي وجود عوامل داخلية تحاول بث الشقاق وصرف أنظار الأمة بمسائل فرعية وجانبية كالخلاف حول مفهوم الدولة الدينية والمدنية وأسبقية الدستور أو الانتخابات وبالرغم من أنه لابد من مشاركة جموع الأمة في إظهار رأيها إلا أن حكمة الكبار من أهل الحل والعقد ستمكنهم من رسم طريق مؤقت تسير فيه البلاد وتمر من أزمتها الحالية حتي تستطيع تلبية احتياجات الناس الضرورية وعدم توقف عجلة الانتاج.. لذلك فلابد من مد يد العون والمساعدة لجميع المسئولين من أجل إصلاح الوطن وتطهيره من سلبيات النظام السابق في أسرع وقت.