بدأ قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي في عملية اعادة فرض النظام في العاصمة طرابلس التي دخلها الثوار الاسبوع الماضي. وقال ناطق عسكري باسم المجلس: إن المجلس الانتقالي سيشجع مقاتليه علي العودة الي بيوتهم او التطوع في صفوف القوات المسلحة. ومن جانبه, أكد رئيس المجلس مصطفي عبدالجليل- العائد توا من باريس حيث شارك في قمة ناقشت مستقبل ليبيا- إنه من المقرر تشكيل لجنة تضم عددا من الحكماء وشيوخ القبائل الغرض منها دفع عملية المصالحة إلي الأمام.وأضاف أن المجلس سينتقل من بنغازي إلي طرابلس بكامل قياداته في الأسبوع المقبل, موضحا أن المجلس سيحتقظ بفرع له في بنغازي, وأن اجتماعا سيعقد مع زعماء القبائل والوجهاء في بنغازي للاتفاق علي تأمين المدينة. ومن ناحية أخري, أعلن عبد الجليل عن الاتفاق علي استمرار العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو حتي تتحرر ليبيا بالكامل ويتم العثور علي القذافي, مضيفا أن الغرض من ذلك هو الحفاظ علي أرواح الليبيين. يأتي ذلك في وقت قامت منظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسف بتوزيع500 ألف لتر من مياه الشرب علي24 ألف شخص من سكان العاصمة الليبية طرابلس, وذلك من خلال المساجد والمنظمات المحلية العاملة هناك.وأفادت المنظمة في بيان لها أمس أنها تعتزم إرسال3 ملايين لتر إضافية من مياه الشرب الأسبوع الحالي لسد الاحتياجات العاجلة ل85 ألف شخص من سكان طرابلس لمدة أسبوع علي الأقل.و قال بيير فوركيز منسق أنشطة المياه في حالات الطوارئ لدي اليونيسف إن المنظمة زادت مؤخرا من عمليات توصيل المياه إلي طرابلس, مشددا علي ضرورة الاستجابة لهذه الاحتياجات بهدف إنقاذ أرواح السكان في ليبيا.وأكد فوركيز أن المنظمة تعمل في نفس الوقت مع هيئة المياه في ليبيا علي تحسين شبكات المياه هناك. كما كشفت صحيفة( ليبراسيون) اليومية الفرنسية عن أن العقيد معمر القذافي كان يتنصت علي شعبه بعد أن اشتري نظامه في عام2007 من إحدي الشركات الفرنسية نظام مراقبة متقدما بشكل كبير للانترنت والاتصالات. ومن ناحية أخري قال مسئولون بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم ليبيا حاليا إن العقيد معمر القذافي ربما يستعد للهروب إلي جنوب أفريقيا عبر ماليبعد قيامه بنقل كميات كبيرة من النقد الأجنبي والذهب إلي هناك قبل خروجه من معقله في العاصمة الليبية طرابلس إثر اجتياح الثوار لها الأسبوع الماضي.وصرحعبد المنعم الهوني ممثل المجلسلدي الجامعة العربية ومصربأن هناك بالفعل معلومات متواترة من عدة جهات مفادهاأن جنوب أفريقيا ربما تكون هي الوجهة الأخيرة للقذافيالذي يسعي للبحث عن ملاذ آمن للنجاة من محاولات اعتقاله حيا لمحاكمته قانونيا ودوليا. ونفي منسق المجلس الوطني الليبي الانتقالي في بريطانيا جمعة القماطي صحة تصريحات موسي إبراهيم المتحدث باسم العقيد معمر القذافي التي قال فيها إن سيف الإسلام القذافي موجود قرب العاصمة الليبية طرابلس, مؤكدا أن العاصمة طرابلس خالية تماما من أتباع وفلول القذافي بعد أن تم تطهيرها. يأتي ذلك في وقت ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية أمس ان احدي الوثائق السرية التي عثر عليها باحد مقار جهاز الامن الخارجي الليبي كشفت عن تعاون وثيق بين جهاز الاستخبارات المركزية الامريكية سي اي ايه والمخابرات الليبية خلال فترة حكم الرئيس الامريكي جورج بوش. واضافت الصحيفة- في سياق تعليق بثته علي موقعها علي شبكة الانترنت أمس- ان ذلك التعاون تمثل في ارسال الولاياتالمتحدة مشتبه بهم في ارتكاب جرائم ارهاب للتحقيق معهم في ليبيا فضلا عن طرحها الاسئلة التي توجه اليهم. ومضت قائلة: لقد كان ذلك التعاون الثنائي وثيقا بالقدر الذي حرصت فيه سي اي ايه علي وجودها الدائم في ليبيا في عام2004, وذلك استنادا لاحدي الرسائل التي بعث بها ستيفن كابس- الرجل الثاني حينها في جهازسي اي ايه الي رئيس المخابرات الليبي فيما بعد موسي كوسا.ونقلت الصحيفة عن مسئول امريكي قوله لقد اظهرت ليبيا تقدما كبيرا حينها..ففي عام2004 استطاعت الولاياتالمتحدة اقناع الحكومة الليبية بالعدول عن برنامجها لتطوير اسلحة نووية والمساهمة في مكافحة العناصر الارهابية التي تسعي الي استهداف امريكيين سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها.