يستعد القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في لندن لمواجهة أزمتين جديدين تتمثلان في موجة من الاستقالات واتجاه الصحفيين للإضراب مرة أخري, حيث تتهم نقابة الصحفيين الإدارة بالفشل والمحاباة وإهدار الأموال وفرض ظروف عمل غير إنسانية. وقال عدد من الصحفيين في الهيئة البريطانية في لندن, للأهرام, إنه من بين العوامل التي دفعت صحفييي بي بي سي إلي الرحيل, الصدام المستمر مع الإدارة, وكان آخرها بسبب اتهام الصحفيين للإدارة بالتسبب في فشل القناة في التغطية المناسبة لمعركة طرابلس بسبب إصرارها علي فرض جدولين جديدين للعمل وبث البرامج وما تسبب في نقص عدد الصحفيين داخل غرفة الأخبار وعدم وجود أي مراسلين في ليبيا واللجوء إلي بث برامج مسجلة خلال واحد من أهم الأيام في تاريخ الشرق الأوسط وكان أحد البرامج عن ارتفاع تكاليف الزواج في العالم العربي والآخر عن عادات الزواج في قبائل افريقيا!. وقال صحفيون من بي بي سي إن مسئولين من الإدارة تبادلوا رسائل التهنئة والشكر بعد هذه التغطية وهو ما أثار استياء الصحفيين. وقد تلقت مجموعة من الصحفيين والمذيعين في بي بي سي عروضا من القناة الإخبارية الجديدة سكاي أرابيا التي ستنطلق من أبو ظبي مطلع العام المقبل. وبات مرجحا أن يعود الصحفيون للإضراب مرة أخري بعد أن شارك95% من الصحفيين في إضراب لمدة ستة أيام في مطلع أغسطس الماضي وهو أطول إضراب في تاريخ هيئة الإذاعة البريطانية. ويتجه الصحفيون للتصويت بالرفض علي العرض الذي تقدمت به الإدارة لتسوية الخلاف الحالي. وينص العرض علي تشكيل ثلاث لجان تحقيق في شكاوي الصحفيين ويشرف علي هذه اللجان نقابة الصحفيين وهيئة مستقلة أخري تتولي فض الخلافات بين الموظفين والإدارات في بريطانيا. ولكن عددا من الصحفيين تحدثوا للأهرام وطلبوا عدم ذكر أسمائهم لأن الحديث للصحافة مصرح به فقط للمسئولين عن النقابة يقولون إنهم لا يثقون في جدية هذه التحقيقات ويتوقعون أن تنتهي إلي مجرد توجيه اللوم للمسئولين بينما يطالب الصحفيون باتخاذ خطوات جذرية تعيد للمؤسسة سمعتها. ومن المفترض أن تبحث لجان التحقيق في شكاوي نقابة الصحفيين التي تتهم إدارة القسم بإهدار ثلاثة ملايين جنيه استرليني سنويا من ميزانية القناة, والمسئولية عن تفاوت المرتبات لدي الموظفين علي نفس الدرجة وانتشار المحسوبية في توزيع المهمات الصحفية الخارجية والوظائف التي تقول النقابة إنها تمنح للمحسوبين علي الإدارة. وقال الصحفيون للأهرام إن الإدارة فرضت جدول عمل جديد يزيد ساعات العمل ويجبر الصحفيين علي العمل يوما إضافيا كل أسبوع بدون مقابل, مع إبقاء مرتبات معظم الصحفيين عند الحد الأدني.