كتب - حسن الحداد: ساعات تفصلنا عن انطلاق مراسم أكبر تظاهرة رياضية لدول القارة الإفريقية السمراء وهي دورة الألعاب الإفريقية العاشرة التي تستضيفها عاصمة موزمبيق مبوتو والتي ستقام فعالياتها خلال الفترة من3 سبتمبر الجاري وهو موعد الافتتاح وتستمر حتي18 وهو موعد الختام ويشارك فيها قرابة6 آلاف رياضي ورياضية يمثلون قرابة40 دولة ويتنافسون علي مدي18 يوما متتالية للفوز بميداليات25 لعبة رياضية فردية وجماعية وهي نحو ألف ميدالية متنوعة ما بين ذهب وفضة وبرونز. ودورة الألعاب الإفريقية موزمبيق2011 جاء موعدها في وقت غير مناسب وإقامتها حدثت بصفة اضطرارية بعد رفض جميع الدول الإفريقية استضافتها ولم تحظ بكل مزايا وصلاحيات الدورات السابقة, وستكون بمثابة أضعف دورة إفريقية في تاريخ الدورات من حيث عدد المسابقات والميداليات والدول المشاركة وعدد الأبطال والبطلات خاصة المصنفين عالميا وأوليمبيا. وبمناسبة هذه التظاهرة الإفريقية التي تقام كل أربع سنوات ستقوم الأهرام بنشر التفاصيل الكاملة عن تاريخ الدورة بكل مصداقية ووضوح من حيث الفكرة ونشأتها ونتائجها وأحداثها السياسية الدولية والمحلية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية وأبرز نجومها منذ1965 موعد الدور الأولي بالكونغو برازافيل حتي موعد الدورة التاسعة الجزائر2007. فكرة الدورة كان لمصر فضل المبادأة في طلب تنظيم الدورات الإقليمية حيث فكر المسئولون عن الشئون الرياضية مع بداية القرن الماضي في إدخال المجال الرياضي المصري في المحيط الدولي في شكل دورات إقليمية تقام علي غرار دورات الألعاب الأوليمبية كميدان يتقابل فيه شباب الدول المتقاربة في حفل واحد ترفرف عليه روح التعارف والتآلف مما يولد لغة المحبة والسلام بينهم.. وقد دخلت هذه الفكرة حيز التنفيذ في أول مرحلة بدخول المجال الرياضي المصري في القارة الإفريقية وفعلا تقدم أنجلو بولاناكي اليوناني المصري سكرتير اللجنة الأوليمبية المصرية ومندوبها في الدولية خلال الفترة من1910 إلي1924 بطلب مصر بتنظيم دورة إفريقية عام1927 بمدينة الإسكندرية ومني بالموافقة.. ثم تقرر تأجيلها لعام1929 حتي تتمكن مصر من استكمال المنشآت الرياضية المتكاملة لتنظيم هذه الدورة ثم تشييد استاد الإسكندرية الرياضي خصيصا لهذه الدورة وافتتح رسميا في17 نوفمبر..1929 وقامت مصر بعمل جميع الترتيبات الكاملة لتنظيم الدورة في موعدها المقرر.. وتم إرسال دعوات المشاركة لجميع الدول الإفريقية وصكت الميداليات التذكارية التي تحمل اسم الدورة الإفريقية الأولي وقد ظهرت القارة الإفريقية علي أحد وجهيها, وعلي الوجه الآخر صورة البطل الأوليمبي المصري السكندري المصارع إبراهيم مصطفي الحائز علي أول ميدالية ذهبية لمصر في أوليمبياد أمستردام1928 وصورته وهو يحمل غصن الزيتون كما صدرت طوابع البريد التذكارية لهذه المناسبة وكانت معظم الدول الإفريقية في ذلك الوقت تقع تحت وطأة الاستعمار حيث حالت الدول المستعمرة دون قيام هذه الدورة وبذلت جهودها لعدم قيامها حتي لا يلتقي الشباب الإفريقي في صعيد واحد في مصر بصفة خاصة نظرا لمكانتها في قلب القارة الإفريقية.. وبعد مرور25 عاما تحقق الهدف الغالي في المؤتمر الذي عقد بالكونجو برازافيل في فبراير..1962 حيث تمت الموافقة علي إقامة أول دورة إفريقية عام1965 بمدينة برازافيل بالكونجو ولم يشترك في تنظيمها أو إدارتها أو مسابقاتها إلا الأفارقة وقد استعانت اللجنة المنظمة لهذه الدورة بالخبرات المصرية مما كان لها الأثر الفعال في نجاح هذه الدورة وفي هذا المؤتمر أيضا تقرر تشكيل اللجنة الدائمة للدورات الإفريقية عام1965 وتم إنشاء المجلس الأعلي للرياضة في إفريقيا وقد أقر هذا المجلس لائحة الدورات الإفريقية وقرر إقامتها كل أربع سنوات اعتبارا من تاريخ إقامة الدورة الأولي عام1965 وهكذا بدأت الدورات الإفريقية. الدور الأولي: برازافيل1965 بعد موافقة اللجنة الأوليمبية الدولية علي إقامتها عام1929 بمدينة الإسكندرية بعد تأجيلها25 عاما بسبب السياسة الاستعمارية ارتدت الكونغو برازافيل أبهي ثيابها الإفريقية لاستقبال وفود10 دول هي مصر وتونس والجزائر ونيجيريا وكوت ديفوار والسنغال وكينيا ومالي وغانا والكونجو الدولة المنظمة في منافسات8 لعبات فردية وجماعية هي المصارعة والملاكمة ورفع الأثقال وألعاب القوي وكرة السلة والطائرة واليد والتنس وذلك خلال الفترة من18 إلي25 يونيو عام1965 بمدينة برازافيل وشاركت مصر ببعثة قوامها86 لاعبا وفازت بصدارتها برصيد231 ميدالية متنوعة منها118 ذهبية و110 فضية و3 برونزيات وتلتها نيجيريا في المركز الثاني برصيد20 ميدالية متنوعة منها9 ذهبيات و6 فضيات و5 برونزيات.. ونتائج هذه الدورات تحسب بعدد الميداليات الذهبية وفي حالة التساوي ينظر للفضة وإذا استمر ينظر للبرونز.. وكان أبرز نجوم مصر في هذه الدورة عز الدين يعقوب ود.علاء غيتة في ألعاب القوي, وسيد النحاس وأحمد ماهر والدهشان في الملاكمة ومروان الغزاوي في السباحة.