كتب : رياض توفيق كم تساوي شربة ماء يقدمها الإنسان إلي عابر سبيل؟ هذا التساؤل الفريد اجاب عنه سيد الخلق في حديث شريف. سئل صلي الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال: سقي الماء. إن شربة ماء تقدم لإنسان عشطان أو حتي حيوان تساوي اجرا عظيما. وقد عرف هذا المعني رجال ونساء في عصور الخير وشيدوا من أجل نقطة الماء أسبلة تفيض بالإبداع مازالت باقية صامدة شاهدة علي عصر كان عمل الخير فيها قبل كل إنسان. ولأن الإنسان في زمن الخير كان يعتقد أن عمل الخير يصل مباشرة إلي يد الخالق.. وحتي تليق الأعمال بالخالق العظيم.. ان المتصدقين يعطرون النقود بالمعطر وماء الوردلانها تذهب إلي يد الخالق وليس للإنسان..والعاشقون للخير ينشئون الأسبلة في ازهي الصور يصفها عاشق التراث الإسلامي. د. صالح لمعي رئيس مركز التراث بالبونسكو أن عمارة السبيل قداستهلمت عناصرها ومكوناتها من الوصف القرآني للجنة وعيونها منفذا لواحدة من أفضل اعمال الخير ألا وهي كما قال الرسول الكريم سقاية ابن السبيل من خلال عمل عمل معماري تميز بتشكيل متنوع في اطار من الوحدة الكاملة المتناسقة راعي فيها الانماط التراثية.. معطيا في الفراغ الداخلي للسبيل تعبيرا مستوحي من السور الكريمة التي تحدثت عن حركة الماء النازل من السماء التي فجرت في وجدان المعماري المسلم طاقات خلاقة مبدعة. وسجلت سجلات التراث سبيل الحاج محمد الجبوري عفا الله عنه في دمشق سنة470 ه.. أما اقدم الأسبلة في مصر سبيل الناصر بن قلاوون726 ه/1326م. إن الإنسان المسلم لم ينشأ الاسبلة لتخليد ذكراه لكنه وقد تفهم أن الماء عطاء من الله وان هذه النعمة يجب وضعها في غلاف معماري يليق بهذه النعمة الالهية..ولقد جاء المعمار المسلم بهذه الصورة الرائعة للسبيل من خلال تعرفه الصادق إلي آيات القرآن الكريم التي استلهم منها عنصرا رئيسيا بالسبيل الا وهو السلسبيل.