احتفلت الأوساط الثقافية والأدبية في الأيام القليلة الماضية بالذكري الأولي لرحيل الروائي السوداني الطيب صالح وأكد المثقفون المكانة التي بلغها صالح في الأدبين العربي والعالمي خاصة بعد ترجمة روايته موسم الهجرة إلي الشمال إلي25 لغة.ويعد الطيب صالح1929 2009 أحد أشهر الأدباء العرب وأطلق عليه النقاد عبقري الرواية العربية. وتتناول كتاباته المجتمع العربي والعلاقة بينه وبين الغرب والاختلافات بين الحضارتين الشرقيةوالغربية. ومن أعماله المهمة إلي جانب موسم الهجرة إلي الشمال عرس الزين مريود ضو البيت ودومة ود. حامد وتعد روايته موسم الهجرة الي الشمال التي كتبها في أواخر ستينيات القرن العشرين من أفضل مائة رواية في التاريخ وقد حصلت علي العديد من الجوائز. وفي عام2001 أعلنت الأكاديمية العربية في دمشق أنه صاحب الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين. وحول كتابات الطيب صالح يقول الكاتب الكبير خيري شلبي: إنها تعيش لأنها أعمال إنسانية بالدرجة الأولي يتفاعل معها أي قاريء في أي مكان في الأرض وبأية لغة. ويضيف شلبي ان روايات الطيب وقصصه تعتبر من تجليات الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة فهي أفق جديد يضاف إلي أفق يوسف إدريس ونجيب محفوظ في مصر وزكريا تامر وحنا مينا والعجيبي في سوريا وجبرا ابراهيم جبرا في فلسطين وغيرهم. وستظل دائما مصدرا لفهم الوجدان الافريقي العربي وللاستمتاع بفن روائي متقدم جدا يكاد يتفوق علي أقطاب الثقافة الغربية. ويقول الأديب الكبير إبراهيم عبدالمجيد: إن أعمال الطيب صالح كتبت بشكل فني رائع وبلغة أقرب الي الشعر وذات دلالات كثيرة ولديه بناء فني مبتكر وهذه هي العناصر الأساسية للفن الجيد. ويري د. عماد أبو غازي ان الطيب صالح مهد الطريق أمام كثير من الأدباء العرب للوصول الي القاريء الأجنبي بفضل تعدد ترجمات أعماله.. كما كان شديد الالتصاق والإيمان بقضايا بلاده.. ويقول الناقد د. أحمد درويش إن أعمال الطيب صالح لها حضور مثل شخصيته ورغم ان أعماله قليلة نسبيا إلا أن لها مذاقا خاصا ساعد علي تشكيل مرحلة تطورية في الرواية العربية والطيب صالح كان من الادباء الذين تميزت اعمالهم دون ان يتحدث عن ذلك بالنظر إلي اهمية المذاق المحلي وإلي أن هذا المذاق هو الطريق إلي العالمية وهو مذاق مطيب بتوابل الجنوب وعطر السودان. تهاني صلاح