الإعلام.. طابور خامس عجبا للإعلام المصري.. صحافة وتليفزيون وإذاعة.. قومي وخاص.. فقد فتح الجميع نوافذه وأبوابه للفلول.. استضافوهم في كل برامجهم, ويحرصون علي وجودهم دائما.. بل بلغت ذروة الحفاوة بالفلول, خلال شهر رمضان.. فعشنا أيام الشهر الكريم حالة من النكد الخام.. تهافت البعض علي استضافة أولئك الذين يمثلون جيش الدفاع عن النظام الساقط.. بزعم تقديم أصحاب الرأي الآخر.. وهذا دفع الفلول إلي الانتقال من حالة الدفاع للهجوم. يتجلي المشهد في جماعة الخوارج عن الشعب المصري الذين جعلوا عنوانهم: إحنا آسفين يا ريس.. فقد حاصروا مقر محاكمة المخلوع ورموز نظامه, ثم مارسوا كل أشكال العنف والبلطجة.. وعلي الشاشات لاحظنا معظمهم يمارسون البلطجة ذاتها.. وكل الفلول من الذين احتفي بهم الإعلام المصري تحولوا من تملق الثورة, إلي الدفاع عن النظام الساقط.. ورأينا أحزابا جديدة تتسابق علي ضم نواب التزوير إلي صفوفها.. وبلغت الجرأة لا أقول الوقاحة بأحد ضباط الشرطة, الذي انتزع مقعده في البرلمان بالتزوير أن يقول: ما لم نتقدم للترشيح سيفوز الإخوان المسلمون بكعكة البرلمان.. ومع أنني أختلف كثيرا وعميقا مع تلك الجماعة, إلا أنني أري فيها رحمة من عودة الفلول ورموز النظام الساقط.. وإن كانت جماعة الإخوان المسلمين بأحزابها التي فقستها لا تختلف كثيرا عن الحزب الوطني البائد.. إلا أن هذا الحزب لا يستحق منا حتي الترحم عليه بعد وفاته.. ويبقي للجماعة وما فقسته من أحزاب فرصة للحكم عليها في المستقبل. ليس ضروريا أن ننتظر صدور قانون الغدر, ثم تطبيقه علي فلول النظام.. بل يجب أن نكون مبادرين بحسم.. أقصد بذلك كل أجهزة الإعلام المصري رسمي وخاص فنقدم علي إعلان مقاطعة الفلول من قيادات الحزب الوطني, ومن كانوا يدافعون عنه وعن رئيسهم المخلوع في ميدان مصطفي محمود.. ولا اظن أنه يكون مقبولا من أي صحيفة أو قناة تليفزيونية أو إذاعة الادعاء بأنها تعطي أولئك حق التعبير عن آرائهم.. فالذين ارتكبوا الجرائم بالشراكة مع النظام الساقط يجب مصادرة صورهم ومنع صوتهم تماما.. احتراما لثورة25 يناير وشهدائها, واحتراما لتاريخ مصر الذي مسخه كل أولئك بالتواطؤ مع رأس النظام وزمرته التي تقطن سجن طرة حاليا. اعتقادي أن الشعب المصري الشقيق يمكن ان يلعب دورا حاسما في تلك المسألة.. فتعالوا نقاطع كل صحيفة تنشر صور الفلول ورموز النظام.. وتعالوا نقاطع كل قناة تستضيف أو تحتفي بفلول النظام.. ويجب أن تمتد المقاطعة إلي المؤتمرات والندوات والمنتديات العامة.. فغير مقبول من الذين يحسبهم الشعب ويحسبون أنفسهم علي ثورة25 يناير أن يناظروا أولئك من الفلول.. وغير مقبول من الإعلام أن يقدمهم علي النحو الذي نراه منذ أكثر من شهرين.. للحد الذي جعلهم يتقدمون من حالة الدفاع إلي الهجوم, وقد يطورون هجومهم لمحاصرة الثورة والثوار دون أن ندري.. فالشعب وأجهزة الإعلام تملك تطبيق قانون الغدر بإرادة وطنية, قبل أن يتحول إلي قانون.. أخشي أن يحصل من خلاله الفلول علي صك البراءة من جرائمهم. المزيد من أعمدة نصر القفاص