ميدان التحرير الإسرائيلي! لم تفلت اسرائيل من التأثر بثورة 25 يناير والثورات والاحتجاجات الشعبية العربية التي عرفت ب الربيع العربي, والتي وصلت عدواها بقوة إلي اسرائيل فيما أطلق عليه ثورة الخيام أو انتفاضة الطبقة المتوسطة التي بدأت بخمس خيام في ميدان روتشيلد بتل أبيب وسرعان ما امتدت الي 15 مدينة وشارك فيها نصف مليون اسرائيلي احتجاجا علي أزمة الإسكان وغلاء المعيشة الفاحش والسياسة الإقتصادية والإجتماعية لحكومة نيتانياهو رافعين شعارات: الشعب يريد العداالة الاجتماعية.. الأسعار في السماء والرواتب والأجور علي الأرض. ولأن 87% من الاسرائيليين ومن بينهم عرب 48 وفقا لاستطلاع رأي أجرته صحيفة هاآرتس يؤيدون ثورة الخيام, فقد وصفت الصحيفة ما حدث في الأيام الماضية وما يحدث الآن من احتجاجات شعبية في تل أبيب والمدن الاسرائيلية الأخري, بأنه بمثابة ثورة سلمية علي غرار ثورة 25 يناير التي فجرها شباب الفيس بوك خاصة بعد أن دعا الشباب المنظمون الي تصعيد احتجاجاتهم بعقد مظاهرة مليونية السبت الماضي جعلت من ميدان مسرح هبيما في قلب تل أبيب ميدان تحرير اسرائيلي, رفع المتظاهرون فيه الشعب يريد اسقاط نيتانياهو. ومثلما حدث في ميدان التحرير بالقاهرة, شاهد المعتصمون في الخيام المنصوبة المؤتمر الصحفي لنيتانياهو ووعوده الكاذبة عبر شاشات تليفزيونية نصبوها في الميدان وقرروا الاعتصام كل سبت حتي تتحقق مطالبهم أو يرحل نيتانياهو وحكومته.. وهكذا تأثرت اسرائيل بثورة 25 يناير حيث قال أكبر محلل استراتيجي اسرائيلي موشيه جانب: كانت اسرائيل تعتقد أنها وجدت لتعلم الشعوب المجاورة أشياء كثيرة, أما الآن فقد تعلمت اسرائيل من المصريين وثورتهم أن التغيير يأتي من قوة الشعب وإصراره وأن ميدان التحرير المصري أصبح له ميادين تحرير مماثلة في اسرائيل ودول المنطقة والعالم كلما استدعت الضرورة ذلك, أما أنا فأخشي مع اتساع الاحتجاجات الشعبية في اسرائيل ضد سياسة نيتانياهو الإقتصادية, أن يصدر نيتانياهو أزمته الداخلية الاقتصادية تجاه غزة أو لبنان بشن عدوان جديد مثلما حدث من قبل حيث كان المخرج من حالة الكساد الاقتصادي التي عاشتها اسرائيل عام 1966 هو شن حرب الأيام الستة عام 1967. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين