ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الأربعاء أن ما يقوم به المعتصمون الإسرائيليون حاليا احتجاجا على ارتفاع أسعار السكن، يظهر مدى تأثرهم بالربيع العربي بل أكثر من ذلك ليس فقط محاكاة الأساليب التي اتبعت فيه بل أيضا استقت بعضا من شعاراته. واستشهدت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - بوجود لافتة مكتوبة بخط اليد على خيمة أحد المحتجين الإسرائيليين "هنا، زاوية روتشيلد وميدان التحرير"، وهو ما يستحضر روح الميدان المصري الذي هو بؤرة ثورة 25 يناير. وأشارت الصحيفة إلى أوجه التشابه بين ما يحدث في إسرائيل وما حدث في مصر، حيث طالب المحتجون الإسرائيليون الذين توجهوا للبرلمان الإسرائيلي يوم الأحد الماضي باستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرددين هتافات "الشعب يريد العدالة الاجتماعية"، وهو ما يعتبر - حسبما أفادت الصحيفة - صدى لصرخة الثوار العرب "الشعب يريد إسقاط النظام". وذهبت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات الإسرائيلية تعكس مدى الاستياء والسخط بين الطبقة المتوسطة الإسرائيلية خاصة بين فئات الشباب العاملة الذين قالوا إن "تكلفة أسعار السكن والغذاء والوقود تفوق الأجور التي يحصلون عليها .. فيما نسبت الصحيفة إلى شخصيات رسمية إشارتها أول أمس الاثنين إلى أن هذا الشعور بالضيق تكثف رغم توسع الاقتصاد الإسرائيلي وانخفاض معدل البطالة بنسبة 5.7% خلال مايو الماضي. ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين يعرف باسم لييف قوله - في مقر مخيم الاحتجاجات - "كم هو مؤلم أن تشعر أنك مهما بذلت من جهد مضن في العمل، لن يمكنك تحقيق ما تصبو إليه". وتفاقمت أزمة الإسكان في إسرائيل مع استمرار المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات مما أدى إلى مواجهة نتنياهو انتقادات حادة من جانب وزراء حزب الليكود الذي يرأسه لسوء تعامله مع أزمة الإسكان. وتصاعدت حدة الاحتجاجات على غلاء أسعار الشقق في إسرائيل حيث يواصل عشرات الشبان اعتصامهم داخل الخيام التي انتشرت في جميع أنحاء إسرائيل من الشمال للجنوب مؤكدين أنهم لن ينهوا اعتصامهم قبل تحقيق مطالبهم.