بحضور قيادات وزارة الثقافة ونخبة من الكتاب والمثقفين; افتتح الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة, والدكتور علي عبد الرحمن يوسف محمد محافظ الجيزة, معرض الكتاب الذي تقيمه الهيئة العامة للكتاب بأرض معارض الهيئة بشارع فيصل أمام نادي الطالبية, مساء الجمعة الماضي, ويستمر المعرض25 أغسطس الحالي. و يأتي هذا المعرض بديلا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب, والذي تم إلغاؤه, نظرا للظروف السياسية التي مرت بها البلد منذ بدء الثورة في محاولة لتعويض الناشرين المصريين عن الخسائر التي تكبدوها إثر إلغاء المعرض الدولي, ويشارك فيه85 ناشرا, من بينهم11 ناشرا عربيا. ويختلف هذا المعرض عن المعارض السابقة حيث حرصت الوزارة علي أن يجمع في فعالياته بين ثراء وتنوع المعرض الدولي والطابع المميز الذي أضافته الثورة المصرية علي مختلف نواحي الحياة في مصر ليتجاوز ذلك التقليد القديم الذي حرصت عليه الهيئة عبر سنوات مضت من خلال إقامة معرض محدود أو بالأحري سوق للكتاب في رمضان علي هامش انشطتها الثقافية في هذا الشهر المبارك. مايميز هذا المعرض أيضا هو خروجه عن مقر ثابت وانتقاله وسط الناس في أحياء قد لا تصلها الأنشطة الثقافية بالقدر الكافي وهو أمر يستحق توجيه التحية لوزارة الثقافة علي هذا الاتجاه الجديد الذي قد يحقق استمراره لأعوام قادمة انتعاشة ثقافية وتنشيطا لسوق الكتاب المصري إذا ما حل المعرض ضيفا في مكان مختلف كل عام بعيدا عن كونه هذا العام بديلا للمعرض الدولي. أضفت الثورة طابعا مميزا علي هذا المعرض سواء من حيث الإصدارات التي تناولت محطات الثورة الوليدة أو حتي من خلال الأنشطة التي عكست تنوعا واتجاها للاحتفاء بجيل الشباب من النشطاء ذوي المشاركات المهمة في الثورة فضلا عن تفاعلها مع الأحداث الجارية التي تمس مصر في تلك المرحلة الراهنة, وهو ما يتضح بشدة في موضوعات الندوات والأمسيات واختيار الضيوف. يتحرك المعرض عبر محاور ثلاثة هي اللقاءات الفكرية, و الأدب والفن و الأمسيات الشعرية يستضيف من خلالها نخبة من الفنانين والأدباء والكتاب والسياسيين, وقد تنوعت موضوعات الندوات منها علي سبيل المثال لا الحصر: ائتلافات شباب الثورة, التنظيمات النقابية بين الشرعية الدستورية والشرعية الثورية, وثيقة الأزهر بين الواقع والمأمول, صحافة ما بعد25 يناير, الكاريكاتير في الميدان, الرواية المصرية الآن. وقد لقي المعرض بإقبالا شعبيا خاصة من جيل الشباب حيث تري علياء محمد فكرة خروج المعرض الرمضاني عن طابعه التقليدي كمجرد سوق لبيع الكتب فكرة جيدة نتمني أن تستمر علي الرغم من كونها تجد صعوبة للوصول للمعرض نظرا لبعده عن محل سكنها بمدينة نصر إلا أنها كانت سعيدة بالتجول به وحضور جانب من فعالياته, وشاركتها سارة استحسانها للفكرة وأعربت عن أمنيتها أن يتجول المعرض كل عام في منطقة مختلفة حتي يستطيع الجميع الاستفادة منه نظرا لمواجهة البعض صعوبة في الانتقال لمقر المعرض لبعده عن مقر سكنهم. اتفق معها محمد الذي تمني أن يتنقل المعرض طوال العام وخاصة في الإجازة الصيفية وألا يقتصر فقط علي رمضان علي اعتبار أن المعرض الدولي دائما ما يتقاطع مع إجازة نصف العام وغالبا ما تمضي الإجازة الصيفية دون معارض كتب جيدة تصاحبها انشطة وفعاليات ثقافية كالمعرض الدولي أو كما يحدث هذا العام مع المعرض الرمضاني. وأبدي مصطفي إعجابه ببرنامج المعرض وتنوعه واستضافته لعدد من النشطاء مثل أحمد ماهر وإسراء عبدالفتاح وخالد تليمة وكذلك تنوع موضوعات الندوات التي شعر أنها مواكبة للثورة معربا عن أمله في أن يستمر هذا الاتجاه وأن يستضيف المعرض الدولي القادم نشطاء من دول عربية أخري مثل تونس وليبيا حتي يستطيع التعرف عن قرب علي الثورات العربية ومن شاركوا فيها وألا يقتصر الاهتمام علي الثورة المصرية فقط.