الفلول أصبحوا نجوما تعقد الدهشة الألسنة.. فقد لاحظت أن فلول النظام المقبور, أصبحوا نجوم شهر رمضان.. فبدلا من أن يجعل الإعلام, هذا الشهر كريما.. جعلوه مباركا من مبارك وليس البركة-!! فهذا لواء الشرطة وعضو مجلس الشعب السابق يخرج علينا بكل تبجح.. يحدثنا عن الثورة العظيمة والنظام البائد الذي كان ينبري مدافعا عنه قبل شهور.. لم يكتف بذلك.. بل كان يرشق من يتحدث عن تزوير الانتخابات باتهامات بشعة.. وذاك رئيس تحرير يعتز بسذاجته وضيق أفقه وجهله, يطارد كاميرات التليفزيون وصفحات المجلات.. يتحدث كذبا عن التاريخ فيقول أنه سينصف الرئيس المخلوع.. وذاك شاب ساذج وعبيط, يقال عنه ملحنا للأغاني.. يتحدث بعلياء الجاهل الذي يتبرأ منه الجهل نفسه.. فيتمسك بدفاعه عن المخلوع, ويدعي أنه كان بين الثوار في ميدان التحرير.. وتلك فنانة أضحكت الدنيا عندما كانت تعترض علي الثورة, لأن ابن أخيها الطفل الصغير كان يشتاق إلي أكل البيتزا والريش!!.. وذاك وزير سابق يظهر علينا ليؤكد أنه من الثوار, برغم أن جرائمه مازالت منظورة أمام القضاء.. والمثير أن فنانا سبق له أن رشق أعراض الثوار, لا يخجل من نفسه وتقدمه قنوات التليفزيون في معظم برامجها ليؤكد تمسكه بكل ما قاله من كلام يعف لساني عن وصفه. الصحف وبرامج التليفزيون والإذاعة.. فخورة باستضافة الفلول, وتقديمهم كنجوم للمرحلة.. ولا أعتقد أن ذلك يحدث لإعطاء أولئك فرصة الدفاع عن أنفسهم.. فهم يقدمونهم لتأكيد الهجوم ضد الثورة.. ففي اللحظة التي ننشغل فيها بالخروج من المأزق, يتقدم أولئك من أعضاء حزب إحنا آسفين يا ريس وكانوا يعيثون في الأرض فسادا تحت لافتة الحزب الوطني الديمقراطي!! ظني أن الفلول الذين سيطروا علي أجهزة الإعلام, بقرارات من حكومة الدكتور عصام شرف يلعبون أخطر الأدوار.. فهم ليسوا سذجا ولا بلهاء.. بل ينفذون ما يمليه عليهم نجوم بورتو طرة والذين معهم خارج السجون.. وهذا ليس اتهاما مرسلا.. فلو أننا شكلنا لجنة من أساتذة الإعلام, لتقديم دراسة حول المساحة التي يحصل عليها الفلول عبر الإعلاميين الفلول.. سنجد أنها تتجاوز مساحة ما يحصل عليه العقلاء والمحترمون.. فالجهة الوحيدة التي تحصل علي ذات الفرصة التي فاز بها الفلول.. هي تلك الأحزاب التي فقستها جماعة الإخوان المسلمون!! ظني أن جهاز الإعلام الرسمي.. بل والقنوات الفضائية الخاصة.. أضف إليهم الصحف الرسمية والتي يقال عنها مستقلة.. يعيث فيها الفلول مرحا وتبشيرا مرتدين زي الثوار, قبل أن يتمكنوا من الانقضاض علي الثورة.. والدليل علي ذلك ما نراه من وزراء يمثلون العمق الاستراتيجي للنظام السابق.. ومحافظون كانوا يمثلون الصفوف الأول والثاني والثالث للنظام الساقط.. والبقية تأتي. التطهير لم يعد مجرد مطلب بل أصبح واجبا مقدسا, والمهمة الأولي لكل من يحاول أن يحمي ثورة25 يناير.. وإن كنت أري أن الدكتور عصام شرف مازال يمثل عباءة حماية الفلول.. فهذا لا يعنيني لأنني لم أعد أعتبره موجودا.. لكن المسئولية تقع علي عاتق من أثق فيهم وأقصد بهم أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. فأطالبهم بحماية الثورة من الفلول الذين يحتلون أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة.. فقد اختفت الشياطين في شهر رمضان المعظم, وظهر الفلول كأنهم يخرجون لنا ألسنتهم عبر إعلاميين هم من الفلول أيضا!! المزيد من أعمدة نصر القفاص