تجربة رائدة نفذتها جامعة القاهرة هذا العام من خلال مركز الدراسات والبحوث البيئية بتدريب طلاب كليات الهندسة والعلوم والتخطيط العمراني علي استثمار نتائج الأبحاث العلمية التطبيقية التي يقومون بإنجازها خاصة في مشروعات التخرج وتطويرها وتطويعها في خدمة البيئة والمجتمع, وقد أثمر ذلك العديد من النتائج المهمة التي يجب استثمارها علي المستوي القومي, كالاستفادة من المخلفات الصلبة والسائلة والكيماويات بعد تدويرها, أيضا الاستفادة من المواد والمنتجات البيئية المحلية في تنقية مياه الصرف الصحي والصناعي والتخلص من العناصر الثقيلة العالقة بها, وجاءت تلك الخطوة بتعاون مثمر قادته الدكتورة هبة نصار نائب رئيس الجامعة للبيئة وخدمة المجتمع والدكتورة هانم سباق مديرة المركز والدكتورة شاكيناز الشلتاوي مستشارة المركز والأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة. وعن المشروع تقول الدكتورة هانم سباق: التجربة تدخل في نطاق المشروع القومي لتدريب وتشغيل طلاب الجامعة خلال أشهر الإجازة الصيفية التي تستمر طوال يوليو وأغسطس وسبتمبر, وتشمل مجالات التدريب كل مجالات البيئة وتحديدا التي يعاني منها المجتمع, ومنها تطبيقات تعتمد علي خامات البيئة المحلية, واقتصادية وغير مكلفة, فعلي سبيل المثال لا الحصر هناك بحث تخرج رائع لطالبتين ببكالوريوس الهندسة تم من خلال تدريبهما عليه بالمركز أثناء الإجازة الصيفية ضمن المشروع القومي, والبحث يعتمد علي استخدام أوراق الأشجار وقشر حبوب الترمس في إزالة العناصر الثقيلة من مياه الصرف الصناعي والصحي, وبحث آخر توصل فيه الطلاب إلي تعظيم استفادة النبات من الأسمدة سريعة الذوبان في التربة مثل سماد اليوريا عن طريق إنهاء ذوبانها في التربة و تغليف تلك الأسمدة بمواد مفيدة للتربة مثل الكبريت والجبس. وتشرح هيام عبد التواب وإيمان منصور- الطالبتان ببكالوريوس الهندسة( قسم الكيمياء) مشروعهما الخاص بتنقية مياه الصرف الصناعي من عناصرها الثقيلة فتقول: تخلص التجربة إلي النجاح في تنقية عينة من مياه الصرف الصناعي لواحد من القلاع الصناعية التي تفرز في صرفها عنصر النحاس بمعدلات عالية جدا عن الحدود المسموح بها في قانون البيئة المصري والمعدلات العالمية, وتتم المعالجة عن طريق استخدام قشر حبوب الترمس وأوراق أشجار فيكاس بوش, وكانت القياسات الأولية للعينة الخام المأخوذة من صرف المصنع مباشرة تعطي مؤشر وجود النحاس بها بنسبة20 ملليجرام لكل لتر في حين أن النسبة الآمنة طبقا للقانون2 ملليجرام للتر, وهذا يعني أن نسبة النحاس تعدت المسموح بها في الحدود الآمته بعشرين ضعفا, وباستخدام التركيزات المختلفة وعند درجات حرارة متباينة وتعديل الفترات الزمنية للمعالجة تحققت نتائج هائلة, أبرزها أن المعالجة بأوراق الشجر ساهمت في العبور بتركيز النحاس في عينة الصرف الصناعي إلي1.03 ملليجرام وهو مايعني نصف المسموح به في الحدود الآمنة تقريبا, كما أن المعالجة بقشر حبوب الترمس وصلت بالنحاس إلي1.3 ملليجرام وهي أيضا أقل بكثير من الحدود الآمنة, وبالطبع فالمحصلة الوصول إلي نجاح استخدام تلك المواد المتوفرة في الطبيعة والاعتماد عليها بدلا من الكيماويات الضارة في تنقية مياه الصرف الصناعي المحملة بالعناصر الثقيلة. وعن أهم التدريبات المهمة التي تلقاها الطلاب تقول الدكتورة شاكيناز الشلتاوي- مستشار مركز البحوث والدراسات البيئية: تبني المشروع تدريب الطلاب علي الطرق الحديثة والمبتكرة لإدارة وتدوير المخلفات الجامعية وتوعيتها كنموذج لمخلفات المجتمع, للوصول لأفضل الأساليب الملائمة لإدارتها, وتأتي المخلفات الخطرة علي قمة الاهتمامات ومنها مخلفات المعامل عن طريق إحلال التجارب المعملية النمطية التي تستخدم فيها الكيماويات بتجارب ينتج منها ملوثات أقل, وفي هذا الصدد تم تحقيق نجاج هائل عن طريق إحلال مواد كيميائية خطيرة جدا بمواد أخري أقل خطورة تؤدي إلي نفس النتائج, كما تقترح أيضا الأسلوب الأمثل للتخلص من مخلفاتها, كما حقق الطلاب نجاحا رائعا في إنتاج أسمدة بوتاسية من مخلفات زراعية مثل سرس القشرة الخارجية لحبوب الأرز والتي تختلف عن عمليات التبييض التي تجري للأرز, كذلك يتم تدريبهم علي معالجة التربة الملوثة بالمخلفات البترولية باستخدام مذيبات عضوية وبعد تمام عمليات المعالج يتم استرجاع تلك المذيبات, ويتبني برنامج المشروع باهتمام بالغ تدريب الطلاب علي تدوير المخلفات الإلكترونية مثل أجزاء الكمبيوتر المختلفة وتقييم واستخلاص العناصر الثمينة والمعادن منها مثل الذهب والنحاس وغيرها ويتم ذلك بطرق ميكانيكية وكيميائية كلها تتم بأيادي الطلاب, كذلك تدريبهم علي تدوير لمبات الفلورسنت المنتهية الصلاحية, وآخر التطبيقات التي تتم حاليا من خلال المشروع تدريب الطلاب علي كيفية تعظيم الاستفادة من مخلفات أكياس البطاطس المقلية.