مع نهايات القرن التاسع عشر كانت مدينة الاسكندرية تذخر بالأنشطة الاقتصادية العديدة مما جعلها تحتل مكانه كبيره في عالم المال والاقتصاد وبخاصه في مجال التصدير للقطن المصري والحاصلات الزراعيه. واستيراد احتياجات مصر من الخارج بوصفها الميناء الرئيسي لمصر وما استتبع. ذلك من قيام البورصه بها سواء بورصه الاوراق الماليه او بورصه القطن حيث كانت تعتبر بورصة الاسكندرية من اكبر بورصات العالم في ذلك الوقت كما حظيت الاسكندرية بنشاط فكري وثقافي كبير نظرا لاستقبالها للعديد من الهجرات سواء من الارمن او اليونانيين او الشوام وكان من بين الذي وفدوا الي الاسكندريه في ذلك الوقت الاخوان سليم وبشارة تقلا قادمين من الشام ولاحت لهما فكره اصدار جريده ناطقه باللغه العربيه تهتم بالاخبار المحلية والدولية خاصة وان العالم كان يعج وقتها باخبار الحرب التركيه الروسيه وغيرها من الاحداث العالميه وفي يوم السبت الخامس من اغسطس عام1876 الموافق15 رجب عام1293 هجرية صدر العدد الاول من جريده الاهرام وكانت اسبوعية وتتكون من اربع صفحات وكان ثمن النسخه وقتها نصف فرنك وجاء في صدر الافتتاحيه للجريدة/ هذا هو العدد الاول من السنه الاولي لجريده الاهرام المرعيه بعنايه الحكومه السنيه والمستعده الاستعداد التام لان تجعل من يتصفح صفائحها واثقا بما يطالعه لانها تعاني البحث لتقف علي الفوائد. وكان هذا هو العهد الذي اتخذته الاهرام علي نفسها امام قارئها ان تاتي له بالحقيقه وتحافظ علي مصداقيتها وهو ما حرص عليه الاهرام طوال عمره الذي امتد علي مدي136 عاما مما جعلها وبحق ديوان الحياه المصريه المعاصره وقد استمر الاهرام في الصدور اسبوعيا حتي3 يناير عام1881 فتحولت الي صحيفه يوميه وقد كان الاصدار الاول لجريده الاهرام من شقه بشارع البورس امام بنك الرهونات بمنطقه المنشيه وعندما قصفت القوات البريطانيه ساحل الاسكندريه عام1882 انتقل ال تقلا الي مبني قصر اغيون بوسط المدينه بشارع النبي دانيال وهو القصر الذي انشأه المعماري الايطالي انطونيو لاشياك عام1887 من ثلاث طوابق علي الطراز الفيكتوري وهو المبني الخاص بمؤسسه الاهرام حتي الان لتواصل الاهرام عطائها التنويري الذي بداته منذ136 عاما وفي يوم3 نوفمبر عام1900 انتقل الاهرام للصدور من شارع مظلوم بالقاهره وطوال رحلته حافظ الاهرام علي الاسلوب الرصين في تناول الموضوعات وادخل الاهرام الحوار الصحفي لاول مره الي الصحافة المصرية عندم نشر بشاره تقلا حوارا مع الخديو اسماعيل كما قامت الاهرام بنشر صورة للخديو اسماعيل في العدد152 كما قام بشاره تقلا باول رحله صحفيه يقوم بهاصحفي للاهرام عام1880 الي الشام وكان من المحطات المهمه في تاريخ الاهرام الصدام الذي وقع مع الخديوي اسماعيل عندما نشر الاهرام مقالا بعنوان ظلم الفلاح تنتقد فيه تصرفات الخديو الماليه فتم القبض علي بشاره تقلا حتي افرج عنه بعد توسط القنصل الفرنسي0 وقد حظيت صفحات الأهرام بمقالات لكبار المفكرين منذ بداياتها حيث كان ينشر فيها الامام محمد عبده مقالاته وجمال الدين الافغاني ويعقوب صنوع ومنذ ان تولي سليم تقلا اول رئاسه للتحرير واعقبه شقيقه الاصغر بشاره وعلي مدي عمرها المديد توالي علي رئاسه تحريرها العديد من اعلام الفكر والثقافه والاعلام في مصر ومنهم خليل مطران ومحمد حسنين هيكل وفكري اباظه واحسان عبد القدوس واحمد بهاء الدين كما نشر الاهرام وبانتظام مقالات لعظماء الادب المصري امثال طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وزكي نجيب محمود ويوسف ادريس وغيرهم ممن اثروا الحياه الثقافيه في مصر لتستمر مسيره مساهمه الاهرام التي تحولت من مجرد جريده الي مؤسسه تنويريه تقوم بدورها في باء الوجدان المصري الذي يتسم بالوطنيه والوسطيه وافساح المجال لكل الافكار من مختلف الاتجاهات لما فيه مصلحه الوطن