كل عام, في التوقيت نفسه تقريبا, ينهمر علينا في مصر المطر, ويظل ينهمر ليومين أو ثلاثة, ثم يخف, لكنها تكون ثلاثة أيام غير عادية في حياة المصريين, خاصة القاطنين منهم في المدن. إنك تجد الشوارع وقد فاضت بالماء, ومنازل الكباري بحورا, وتجد أعمدة الإنارة وقد مالت ذات اليمين وذات الشمال, فإذا بالأسلاك تتقطع, والإنارة تختفي, والظلام يسود, ولولا لطف من الله ورحمة لكان شرار البرق قد اختلط بكهرباء الأسلاك لتقع, لا قدر الله, الكارثة, فيحترق الحرث والنسل. نسأل الله تعالي السلامة للجميع, وبطبيعة الحال تتوقف الحياة, أو تكاد, لساعات طويلة نتيجة لتكدس السيارات في الشوارع, وعلي الكباري, وفي المحاور, وتضطر مقدمات البرامج التليفزيونية للعودة إلي بيوتهن دون الخروج للشاشة وتقديم البرامج, بل إن مريضا بالسكر, عافاكم الله جميعا وشفاكم, اضطر للخروج من السيارة ليقضي حاجة له عرضت, بعد احتباس الماء فيه, فلم يعد يحتمل, فعملها أمام الناس, تحت زخات المطر المنهمر, فهل هذا يليق؟ ياناس ارحمونا.. أين البلاعات التي تحدثتم عن إنشائها في العام الماضي والعام الذي سبقه؟ لماذا انسدت فلم تشفط الماء؟ أم أنه لا توجد بلاعات من أصله؟ تقولون: فاجأنا المطر؟ لا ياسادة, حجتكم باطلة, فالأرصاد قالتها لكم من يوم الأحد الماضي: انتظروا أمطارا غزيرة علي كل أنحاء البلاد ابتداء من الخميس المقبل, لماذا لم تسمعوا كلام الأرصاد فتجهزوا أنفسكم؟ أين كنتم؟ علي كل حال ها هو المطر قد جاء, فأحيا من أحيا, وأمات من أمات, فهل تستيقظون العام المقبل أم سنظل نردد أنشودة المطر هذه كل عام بلا جدوي؟ سنري!