الوطنية للانتخابات: تجهيز 500 جهاز كمبيوتر و100 ماسح ضوئي لتيسير إجراءات الترشح ل الشيوخ    وظائف جديدة في محافظة القاهرة (الشروط والمستندات)    محافظ الجيزة: تعزيز كفاءة شبكات المياه وتوسعة محطات الصرف لخدمة قرى منشأة القناطر    الغرفة التجارية بالقليوبية تدعو منتسبيها وأصحاب الشركات لحضور مؤتمر "البورصة للتنمية"    موعد صرف مرتبات شهر يوليو 2025.. جدول الحد الأدنى للأجور بعد الزيادة الجديدة    «دي دي»: 20% من السائقين تقل أعمارهم عن 25 عامًا    وزير الطاقة الإسرائيلي: لم نتوصل إلى اتفاق يعيد جميع الرهائن الأحياء من غزة    مسؤول إندونيسي: عضوية «بريكس» فرصة لتعزيز الاستدامة والنمو الاقتصادي    مع فرار مئات السوريين.. الذخائر غير المنفجرة تزيد مخاطر حرائق اللاذقية    فيضانات تكساس الأمريكية تكشف عن قصور في هيئة الأرصاد الجوية    رغم تواجده بجهاز الزمالك الجديد، عبد الناصر محمد مستمر كمدير رياضي لإنبي.. وهذا راتبه    أبرزها مواجهة فنربخشة .. تفاصيل معسكر اتحاد جدة استعدادًا للموسم الجديد    معتز وائل يتوج بذهبية نهائي كأس العالم للخماسي    خناقة متسولين، الأمن يكشف ملابسات فيديو الاعتداء على فتاة بالطريق الدائري بالجيزة    بسبب خلافات بينهم.. الإعدام شنقاً للمتهم بقتل نجلي عمه في الشرقية    محمد نور يطرح برومو ألبومه الجديد "وريني"    بعد مشوار طويل من النجاح.. أحمد إبراهيم يشارك الهضبة نجاح ألبوم ابتدينا    «الجوزاء أسئلته مزعجة».. 4 أبراج تحب التدخل في حياة الآخرين    أسماء المتقدمين لمنصب عميد كليتي العلوم والطب البيطري جامعة أسوان    غادة عادل تفاجئ جمهورها بعملية «شد وجه».. وتعلق: رجعت 15 سنة ورا (فيديو)    أمينة الفتوى: الإسراف في استخدام الماء أثناء الوضوء والغُسل من المكروهات حتى لو كنت على نهر جارٍ    حالة الطقس غدا الإثنين 7-7-2025 في محافظة الفيوم    لخفض ضغط الدم- 8 أطعمة تناولها كل أسبوع    البحيرة.. فحص 587 طفلا ضمن مبادرة أطفال أصحاء بقرى كفر الدوار    هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة؟.. أمينة الفتوى تجيب    نقيب المعلمين يفتتح دورة تدريبية حول "استراتيجيات الأمن القومي" بالإسكندرية    دعوات للرئيس بعدم التصديق على مشروع قانون الإيجار القديم    موعد تشغيل مونوريل شرق النيل من العاصمة لمدينة نصر    بايرن ميونيخ يعلن رسميًا إصابة موسيالا بكسر في الكاحل وغيابه لفترة طويلة    طائرة خفيفة تجوب سماء الساحل الشمالي بعبارة "شكرًا شيكابالا".. فيديو    نيرة أنور: البطولة العربية لسيدات السلة بداية قوية للأفروباسكت    أطباء بلا حدود: 40 ألف شخص ما زالوا مشردين بالضفة الغربية    محمد السيد الشاذلى: القضية الفلسطينية ستظل هي قضيتنا الأولى    دعاء السفر.. اللهم احفظنى فى سفرى وارزقنى السلامة    الأرصاد: غدًا طقس شديد الحرارة رطب والعظمى بالقاهرة 37    مرورا ببنها.. جدول مواعيد القطارات من الإسماعيلية إلى القاهرة اليوم الأحد 6 يوليو    ارتفاع جديد للكيلو.. أسعار الفراخ اليوم الأحد 6 يوليو 2025 في بورصة الدواجن    بعد امتلاء البحيرة، باحث بالشأن الإفريقي يكشف: إثيوبيا تملأ خرانا جديدا مع سد النهضة    كورتوا يدافع عن دوناروما أمام انتقادات التسبب في إصابة لموسيالا    محافظ الدقهلية يوجه بسرعة الانتهاء من تطوير كورنيش شربين على النيل    قصور الثقافة تنظم يوما ثقافيا ضمن مشروع جودة الحياة بالمناطق الجديدة الآمنة    إعدام 13 طن أغذية فاسدة خلال حملات رقابية مكثفة بالمنيا    كهرباء الإسماعيلية يكشف لمصراوي كواليس صفقة أوناجم    19 مرشحًا لانتخابات مجلس الشيوخ يخضعون للكشف الطبي في أسيوط    سلاح الجو الأمريكي يعترض طائرة فوق نادي ترامب بولاية نيوجيرسي    ما موقف طالب الثانوية العامة المتخلف عن موعد أداء اختبارات القدرات 2025؟    رفع قيمة وثيقة التأمين من الحوادث للمصريين بالخارج إلى 250 ألف جنيه    "معلومات الوزراء" يكشف تفاصيل أول جهاز تنفس صناعي مصري    إصابة 4 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بالدقهلية    البحوث الإسلامية يطلق سلسلة الأطفال المرئية (أخلاقنا الجميلة) لتعزيز الوعي القيمي والتربوي    «المصري للتأمين» يكشف دوره في دعم السلامة المرورية    أحدث ظهور ل«هالة الشلقاني» زوجة الزعيم عادل إمام    الداخلية تضبط سائق شركة نقل ذكي بتهمة ارتكاب فعل خادش للحياء مع سيدة    الصحة تنظم برنامجا تدريبيا في أساسيات الجراحة لتعزيز كفاءة الأطباء    بيراميدز يكشف موقفه من ضم ثنائي الزمالك    عمرو الدجوي ينعى شقيقه الراحل بكلمات مؤثرة    7 صور لمحمد مجدي أفشة في المصيف مع ابنه    "أنا بغلط... وبأندم... وبرجع أكرر! أعمل إيه؟"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحت القسم
بين‏ 8‏ و‏29‏ يوليو

هل كان ضروريا أن تضيع ثلاثة أسابيع كاملة لنعيد اكتشاف أهمية التوحد خلف مطالب الثورة؟ ولنتأكد جميعا مرة أخري أنه ليس من مصلحة الثورة‏,‏ ولا من مصلحة الوطن توسيع الشروخ بدلا من ترميمها بين أطراف العملية السياسية الانتقالية, الذين هم في الحقيقة أطراف في الثورة أيضا كل بحسب دوره في مراحل الثورة المتتالية, وفي خطة نقل السلطة إلي حكومة مدنية منتخبة؟.
الأسابيع الثلاثة التي نتحدث عنها هي الفترة ما بين جمعة الثورة أولا يوم8 يوليو الحالي, وما بين جمعة الإرادة الشعبية اليوم التاسع والعشرين من يوليو, وهي فترة ليست بالطويلة في حساب الزمن, ولكنها بالقطع كانت أثمن من أن تضيع علي النحو الذي ضاعت فيه من خلافات, وتبديد للطاقات التنظيمية, والفكرية بعيدا عن الاستعداد الجدي للامتحان الحقيقي, وهو الانتخابات البرلمانية التي لم يتبق علي إجرائها سوي شهرين أو ثلاثة أشهر علي الأكثر.
ومع ذلك, وتمسكا بأهداب الأمل فرب ضارة نافعة, ومثلما يقال ما ضاع من مالك ما علمك, فإنه أيضا يمكن أن يقال ما ضاع من وقتك ما علمك, وها نحن قد تعلمنا من درس8 يوليو أن التوحد خلف مطالب الثورة, وعدم الانجرار إلي معارك جانبيه بين القوي الشعبية بعضها البعض, وعدم الاندفاع إلي تصعيد الأزمات الي حد الصدام مع المؤسسات الرسمية في الفترة الانتقالية, قد أنجز الكثير من هذه المطالب, ووضع الثورة والدولة معا مرة أخري علي طريق واحد وصحيح, ولنتذكر معا أبرز هذه الانجازات, وهي التعديل الوزاري الموسع وإطلاق صلاحيات الحكومة, بما يقود الآن إلي عملية تطهير مقننة لأجهزة الدولة من أركان النظام السابق, وكذلك تطهير وزارة الداخلية, والاجراءات القضائية الكفيلة بمحاكمة ناجزة وعادلة لقتلة شهداء الثورة, وعلنية هذه المحاكمات, وغيرها من محاكمات الفساد والمفسدين, وبدء الإجراءات التنفيذية لسياسات تحقيق العدالة الاجتماعية.
السؤال الآن وقد عادت قوي الثورة الشعبية للتوحد مرة أخري خلف مطالب الثورة وفقا لأحدث البيانات والتصريحات الصادرة من مختلف الحركات والجماعات والتيارات: هو هل يستمر هذا التوحد بعد انقضاء اليوم29 يوليو, الذي يشهد مليونية الإرادة الشعبية؟ أم يعود الانقسام في صبيحة اليوم التالي كما حدث في جمعة الثورة أولا يوم8 يوليو؟.
من العبث تقديم إجابة قاطعة, ولكن مايجب أن يسترعي الانتباه عند محاولة البحث عن إجابة ذلك السؤال هو اختلاف المقدمات التي أفضت إلي جمعة8 يوليو عن المقدمات التي أفضت الي جمعة29 يوليو التي نشهد أحداثها اليوم, فالمقدمات في المرة السابقة جعلت الوحدة خلف شعار الثورة أولا اضطرارية أكثر منها اختيارية, لأنها كانت استجابة لشعور شعبي عارم بالغضب, أكثر منها حسابا سياسيا لخسائر التشرذم والانقسام.
كلنا نتذكر أن مقدمات8 يوليو كانت سلسلة الإجراءات التي استفزت الشعور العام, وجرت كلها في الأيام القليلة السابقة علي اليوم الثامن من يوليو, مثل إخلاء سبيل الضباط المتهمين بقتل الثوار في السويس, وأحكام البراءة في بعض قضايا الفساد, والشعور بإصابة الحكومة بالشلل, وبعجز الإجراءات القضائية عن تحقيق العدالة الناجزة في قضية حقوق الشهداء وذويهم قصاصا وتعويضا وتكريما إذا ما التزمت الروتين المعتاد في عملية التقاضي والمحاكمة.
أما مقدمات العودة الي التوحد في جمعة الإرادة الشعبية اليوم التاسع والعشرين من يوليو فهي مختلفة تماما, وتؤدي كلها إلي معني واحد هو العودة الاختيارية إلي الوحدة, بدليل أن المطالب السبعة الإجماعية أو المتوافق عليها بين معظم قوي الثورة الشعبية, لترفع اليوم, تبلورت عبر عملية تفاوضية مطولة جرت في عدة مسارات متوازية, ومتشابكة, وجمعت بين قوي كانت تقف متباعدة عند أطراف المشهد السياسي,, وبلغت ذروتها بلقاء شيخ وإمام السلفيين الدكتور محمد عبدالمقصود بمعتصمي ميدان التحرير ليلة الأحد الماضي, وبزيارة الشيخ حسام أبو البخاري السلفي الذي يوصف بالتشدد بمعتصمي حركة السادس من إبريل في الميدان, وسبق هذين الحدثين, وتلاهما بيانات من مختلف الأطراف تركز علي سلمية الاحتشاد, وعدم وجود نية لدي التيارات الإسلامية المبادرة أصلا بالدعوة إلي مليونية اليوم لفض اعتصام التحرير, وغيره من الاعتصامات في المدن الأخري بالقوة, أكثر من ذلك أن التطور الذي مرت به الدعوة إلي مليونية اليوم منذ اطلاقها من جانب الهيئة الشرعية قبل أسبوعين, كان يسير باستمرار في خط نازل من التطرف إلي الاعتدال, فقد بدأت بالدعوة إلي الاحتشاد تحت شعار الدفاع عن الشريعة ورفعت شعار التحدي الواضح للتيارات اليبرالية والعلمانية واليسارية إلي حد نصحهم بمغادرة مصر ماداموا لايرغبون في الخضوع لإرادة الاغلبيةس, تميل إلي الاعتدال بتأجيل الاحتشاد من الجمعة الماضية إلي اليوم, وبتغيير الشعار إلي الدفاع عن الهوية والشرعية في المرة الأولي, ثم تغييره إلي الإرادة الشعبية في المرة الثانية, وهو الشعار الذي تحتشد تحت لوائه مليونية اليوم, وإلي ذلك فقد فهمنا أن التوجه إلي ميدان التحرير من جانب السلفيين والاخوان والجماعة الإسلامية لن يكون في شكل مسيرات ضخمة تشكل استعراضا مخيفا للقوة.
وفي الجانب الآخر التزم المعتصمون في بياناتهم بوقف تنظيم المسيرات خارج ميدان التحرير, وبالتعبير عن احترامهم للتيارات الإسلامية وحقها الديمقراطي في الوجود والعمل السياسيين دون إقصاء, ودون استعلاء بغيضس,, بعض المعتصمين إلي فض اعتصامهم في مدن كالسويس, وأسيوط.
أن هذه التعهدات أو المبادرات من جانب الأطراف المذكورة هي في عرف السياسة تنازلات متبادلة لإنجاح عملية التفاوض من أجل التوافق علي أسس إستعادة الوحدة في مليونية اليوم, وهذا ما حدث حتي كتابة هذه السطور, وهذا ما نتمني استمراره اليوم, واطراد البناء فوقه بعد اليوم.
ويعود السبب الرئيسي فيها في تقديرنا ذ شعب مصر, وعلي علاقات مصر الدولية, فضلا عن خطورته علي الهدف الأعظم لثورة25 يناير وهو بناء الدولة الديمقراطيه المدنية, كذلك أعادت الأطراف اكتشاف عدم قدرة كل طرف أو كل معسكر من الأطراف المتقاربة علي النجاح وحده, وذلك بعد التجربة العملية في الانفراد بالعمل ولو بالتناقض مع بقية الأطراف, وكانت النماذج هي مسيرتا العباسية, واستكمال التعديل الوزاري رغم التحفظ علي بعض الشخصيات بدءا من رئيس الوزراء نفسه في جانب معتصمي التحرير, وأما النماذج لدي التيارات الإسلامية فكانت التراجع عن الشعارات والتهديدات المتطرفة فور الشعور بالقلق العام في أنحاء مصر منها, وهو قلق لم يقتصر الشعور به علي النخب المثقفة فقط, بل شعر به المتدينون غير المنضمين الي تيارات أو تنظيمات سياسية, فضلا عن علماء الأزهر الشريف كما ظهر في تصريحات نشرتها الأهرام في حينها للشيخ علي عبد الباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
وهناك نماذج أخري لاكتشاف الأطراف المؤثرة من غير الإسلاميين ومعتصمي التحرير والميادين الأخري. عدم جدوي العمل التصعيدي الانفرادي, منها انسحاب الجمعية الوطنية للتغيير من الاعتصام, وبيان المهندس ممدوح حمزة الداعي الي احترام مكانة ودور الجيش, وغير ذلك من المبادرات والبيانات المماثلة.
تلك إذن هي المقدمات التي قادت الجميع اختياريا وبحسابات السياسة العملية إلي إعادة التوحد وراء مطالب الثورة التي تحددت في جمعة8 يوليو, مضافا إليها في جمعة اليوم التأكيد علي الجدول الزمني لنقل السلطة إلي حكومة مدنية منتخبة, وهكذا نكون قد دخلنا في قلب القضية الأساسية التي يجب أن ننشغل بها جميعا, والتي توارت خلف أحداث الأسابيع الثلاثة الماضية, فالقضية هي الانتخابات والانتخابات والانتخابات, إذ أن هذه الانتخابات هي التي سوف تقيم النظام السياسي لثورة25 يناير دستورا وبرلمانا, ورئيسا, وحكومة, واقتصادا, وثقافة, وإعلاما وصحافة.. إلخ وإذن فإن علي الجميع أن يعملوا لكي تأتي الانتخابات بالكوادروالسياسات والقيم التي تبني نظام الثورة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
حقا لا تزال أغلب الأحزاب والقوي السياسية بما في ذلك حزب الحرية والعدالة الممثل للإخوان المسلمين( الذي يخشي من هيمنته علي البرلمان المقبل كثيرون) ترفض قانون مجلسي الشعب والشوري, وكانت الغالبية تفضل قانونا يأخذ بنظام القائمة النسبية وحده, مع استبعاد نهائي لنظام التمثيل الفردي, وذلك خوفا من تسلل فلول الحزب الوطني إلي الحياة السياسية مرة أخري عن طريق الانتخابات الفردية, اعتمادا علي العصبيات القبلية أو المال السياسي, ولكن نافذة للأمل في تفادي ذلك الاحتمال المشئوم قد فتحت بقرار مجلس الوزراء يوم أمس الأول تعديل قانون الغدر لينص علي عزل المتهمين بافساد الحياة السياسية من المواقع القيادية في الدولة, والأهم علي منعهم من الترشح للانتخابات النيابية والمحلية والتصويت فيها لمدة خمس سنوات علي الأقل, ولا بد, أنه من تحصيل الحاصل, أن نؤكد أن صدور هذه التعديلات وتطبيقها لا بد أن يحدثا باسرع ما يمكن, وقبل وقت كاف من بدء إجراءات العملية الانتخابية.
إن مصر بثوارها ومؤسساتها للفترة الانتقالية يجب أن تسير في ثلاثة خطوط متوازية بعد مليونية اليوم التي بدأت بمقدمات مختلفة ويجب أن تؤدي إلي نتائج مختلفة, هذه الخطوط هي أولا المحاكمات العادلة والناجزة والعلنية وقد وضعت الضمانات اللازمة لذلك, وثانيا إعادة النشاط الاقتصادي إلي طبيعته في سياق من الالتزام بالعدالة الاجتماعية,وثالثا نقل الصراع السياسي من منصات الميادين إلي التنافس علي أصوات الناخبين
[email protected]

المزيد من مقالات عبدالعظيم حماد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.