تعاني رعاية الأيتام في مصر العديد من المشاكل من أهمها التركيز غالبا علي إيواء الصغار وإغفال مستقبلهم العملي, وإهمال مواهبهم واكتشاف المبدعين منهم, وعدم الاهتمام بتطوير الدور وتنمية مهارات العاملين بها خاصة الأمهات البديلات. لذا قررت مجموعة من المهتمين بالأيتام تأسيس جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام أمان لدعم المؤسسات التي ترعي الأيتام وتنمية الطاقات البشرية العاملة بها, ووضع معايير الجودة لدور الأيتام, وتفعيل دور المتطوعين والعمل علي دمج الأيتام بالمجتمع ونشر الوعي بقضيتهم وكسب التأييد لها, وبحث مشاكل الأيتام من خلال عقد لقاءات متخصصة مثل الإساءة الجنسية وسبل حماية الطفل, ومسئولية الإعلام تجاه الأيتام, وتنظيم دورات تدريبية للشباب الراغبين في العمل بدور الأيتام ومنحهم دبلومة متخصصة معتمدة في هذا المجال, وغيرها من البرامج التي تهدف الي تحسين مستوي الخدمات المقدمة للأيتام, وأحدثها تنمية قدرات الأيتام وتسهيل عملية دمجهم في المجتمع وتأهيلهم لسوق العمل للاعتماد علي أنفسهم. فمن بين أهم المشاكل التي تواجه الأيتام كما تقول عزة عبدالحميد رئيسة الجمعية عدم وجود دافعية للعمل نتيجة نظرتهم السلبية لأنفسهم وعدم الرغبة في الاندماج في المجتمع, وحتي عند توفير فرص عمل لهم تجدهم لا يقبلون عليها, لذا قررت الجمعية تنظيم برنامج يهدف الي تأهيل الأيتام لمغادرة الدار في مرحلة الشباب يتضمن تدعيم ثقتهم بأنفسهم واكتشاف طاقاتهم, وذلك بطرح سؤال مهم وهو: ماذا تحب؟ وماذا تريد أن تكون؟, وجاءت بعض الاجابات: أحب الطيران وأتمني أكون طيارا أوصل الناس, أحب التصوير وأتمني أصور أجمل مناظر في بلدي وأفرجها للناس, أحب الخياطة وأتمني أن أصبح خياطة ماهرة أجعل الناس في غاية الأناقة, فكل منهم لديه حلم وعندما وجدوا أن هناك من يساعدهم علي وضع أقدامهم علي أول طريق تحقيق أحلامهم فكروا في الآخرين, فالمشروع كما تقول رئيسة الجمعية لم يقتصر علي اكتشاف الاحلام بل تم تنظيم دورات تدريبية بالتعاون مع جهات متخصصة في المجالات التي طلبها أبناء الدور التي تتعاون مع الجمعية في تطبيق معايير الجودة والبرامج التي تهدف الي تطوير الدور وتنمية مهارات العاملين بها, وعددها خمس دور طبقت أيضا برامج البنات والصبية من15 سنة وحتي20 سنة, أما الصغار من سن6 وحتي9 سنوات فقد خصص لهم برنامج بالتعاون مع مركز براح لتدريبهم علي الرسوم التعبيرية والمشغولات اليدوية مثل تصنيع الجلود والرسم علي الزجاج والخشب لتنمية الحس الفني وصقل مهاراتهم وتعريفهم بتراث بلدهم. وتضيف عزة عبدالحميد موضحة ان كثيرا من الدور تسعي لتوفير فرص عمل للشباب وتساعدهم في توفير مسكن استعدادا لانفصالهم عن الدور عند سن18 سنة للذكور, لأن البنت تظل في الدار حتي الزواج, غير أن المشكلة ان الأيتام غالبا غير مؤهلين وغير مستعدين للاندماج في المجتمع, لذا كان هذا البرنامج لمساعدتهم علي اكتشاف ذاتهم وتقديرها ومساعدتهم علي الإنتاج في المجتمع. ولأن ثقافة المتبرع لدور الأيتام تركز علي إيواء اليتيم وإطعامه وكسوته وعدم الاقتناع بأهمية احتياجاته الأخري التي تعمل الجمعية علي تلبيتها فقد لجأت جمعية أمان الي دار الإفتاء المصرية لمعرفة رأي الدين, وجاءها الرد بفتوي بأنه يجوز الإنفاق علي تطوير دور الأيتام وتدريب العاملين بها من أموال الزكاة والصدقات المخصصة للانفاق علي الايتام, فالبيئة المحيطة باليتيم لا تقل أهمية عن توفير مأكله ومشربه وتأمين مستقبله.