قرأت خبرا فحواه أن إحدي الشركات الكبري للتريكو والملابس الجاهزة بالمحلة الكبري أعلنت عن حاجتها لتعيين400 مهندس حديثي التخرج وعمال فنيين من الجنسيين, إلا أن عدد المتقدمين لم يزد علي عدد اصابع اليدين, ثم قرأت أن أحد رجال الأعمال ذائعي الصيت وصاحب مشروع كبير للملابس الجاهزة بمنطقة جسر السويس بالقاهرة, أعلن عن حاجته الشديدة إلي1000 مهندس و عامل للعمل بالمشروع ولم يتقدم سوي150 عاملا فقط!! أما عن صرخات الاستغاثة لاصحاب مصانع النسيج بشبرا الخيمة التي يزيد عددها علي ثلاثمائة مصنع وتئن تحت وطأة نقص العمالة فحدث ولا حرج!!! وهناك ايضا تصريح لأحد قيادات وزارة التربية والتعليم مفاده أن الوزارة تعاني نقصا هائلا في عدد المدرسين يتجاوز100 ألف معلم ومعلمة في مختلف التخصصات, مما قد يحول دون بلوغ الأهداف المأمولة من العملية التعليمية!! ايضا أخبرني رئيس مجلس إدارة إحدي الشركات العاملة في مجال السياحة أن شركته أعلنت في الصحف عن حاجتها إلي20 مرشدا سياحيا من ذوي الخبرات المتميزة, بيد أن عدد الذين تقدموا للمسابقة لم يزد علي خمسة فقط!! وهذا الأمر يرجع إلي ثلاثة أسباب هي: 1 عدم إقبال الغالبية العظمي من خريجي هذه الأيام علي مطالعة الصحف!! كما أنهم مع الأسف الشديد لايكلفون أنفسهم عناء البحث عن وظيفة مناسبة من خلال القيام بزيارات دورية للشركات والمصانع وغيرها من مواقع العمل والإنتاج, بهدف استطلاع الوظائف الشاغرة ومتابعة الإعلانات الداخلية. 2 وجود فجوة هائلة بين سوق العمل في بلادنا والجامعات من حيث أعداد الخريجين والتخصصات المطلوبة للمرحلة الحالية. 3 هجرة العمالة المدربة والنادرة إلي الخارج لارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الأجور عن الحد الذي يكفل الحياة الكريمة للمواطن. إني أخشي ما أخشاه في ظل عزوف الخريجين والعمال المصريين عن العمل بمواقع العمل المشار إليها آنفا أن يأتي يوم يتجه فيه أصحاب المصانع والشركات إلي استيراد العمالة الأجنبية, خاصة من الصين وبنجلاديش وتركيا لرخص سعرها وخبرتها الكبيرة مما يسهم في تفاقم مشكلة البطالة في مصر. مهندس هاني أحمد صيام