رسالة مبارك من قبره فى مصر الآن بات القلق يولد الخوف على المصير، مشاهد اعتصامات ميدان التحرير تبعث على الأسي، الثورة فى مأزق، الانقسام علة خطيرة تهدد كيان هذا الوطن. التشنجات لعنة ستدفع المصريين إلى الصدام والاقتتال، ساحات البلاد مفتوحة مرتعا للجواسيس وجماعات التشبيح السياسى وأصحاب توظيف المال الحرام للفتك بالوطن، وانتهاك حرمته. القاتلون الجوالون المخربون كثر الغالبية منهم لا هدف لهم سوى الانقضاض وضرب الثورة والثوار وخطف البلد إلى المجهول انظروا ماذا يحدث فى جميع ساحات التحرير وروكسى ومصطفى محمود، مسكين بلد مثل مصر انتظر الاستقرار والسياح والمستثمرين والخروج من دائرة الفساد والتعطيل والموت السريرى لشعبه طيلة السنوات العشر الماضية فجاءه العكس. فى مصر، الساعة تعود إلى الوراء، دعوات الجميع عديدة، الاعتصامات مفتوحة ،الفوضى متنفلة، انفجار الأزمات بات على الغارب الجميع مازال يخشى المجهول، الثورة لم تطمئن أفئدتهم المرتجفة، كثيرون كتبوا عنوان الثورة بدمائهم ولكن جماعات غسيل المخ وسرقة الوطن تقودنا إلى الارتباك السياسي، سوف يكون شعار المرحلة القادمة فى مصر ديموبلطجية. البلد يحتاج إلى وقفة مع النفس من قبل قادة المجلس العسكرى وحكومة عصام شرف التى اعطيت الفرصة الاخيرة للتعاطى دون تواطؤ مع مطالب الثوار بعيدا عن حالة التشتت والسير فى الطرق العكسية وضرب مصالح البلد القومية كمجرى قناة السويس وقطع الطرقات وتعطيل مصالح ومؤسسات الدولة واطلاق النار على مراكز الشرطة وقوات الأمن فهذا عبث وجنون.. كيف لبلد كان يتغنى دوما باستحكامات الأمن والأمان أن يخترق هذه الأيام بكل هذه الرعونة، ملايين الدولارات ترمى يوميا فى ساحاته وأزقته للمتلهفين والمأجورين وزعامات النضال الوهمى وتجار المواجع لنشر فوضى الساحات وتغذية الاشتباكات الطائفية والمذهبية والكفر بالوطن. وإلا فليقل لنا المجلس العسكرى وشرف وأجهزة الأمن القومى كيف استطاعت أمريكا اختراق هذا البلد وتقديم أكثر من 400 مليون دولار منذ قيام الثورة وليس 40 مليونا كما تردد واشنطن لشراء الذمم واستئجار الأحزاب ومنظمات الفتن والتخريب. لا حل بين المصريين فى التحرير وساحات المحافظات إلا عبر التوافق والحوار الوطنى بكل أطيافهم وأحزابهم، الوفاق وحده سيبطل صواعق التفجير. لابد من استراحة محارب ولنتفق على الأهداف والأولويات، الأمن والاستقرار فى المقدمة، وتنفيذ طرق الاصلاحات والمحاكمات لا تتعدى أربعة أسابيع. مهمة المجلس العسكرى ورئيسه أن يخرج حاليا من حالة الصمت، المطبق، والتلاقى مع نخبة ومثقفى وسياسيى وثائرى هذا الشعب واجب وطني، تحقيق مطالب الثورة بعيدا عن تشنجات المغرضين ومشعلى الحرائق مهمته الاولى حاليا. حديث ولقاء المشير مع أطياف وأبناء الوطن بشكل دورى سيحيى الأمل فى نجاح الثورة وتوفير الضمانات لاستحقاقات الانتخابات التشريعية والرئاسية بعكس ذلك ستكبر كرة النار الحارقة، وستدخل البلاد فى المساحة الرمادية وتغوص فى الأزمات والمشكلات القاتلة لعشر سنوات على أقل تقدير فتصير بلدا بلا أفق سياسى واقتصادى أو تنموي، وعندها سيبعث لنا مبارك رسالة من قبره يوما ما يتهكم ويسخر منا ويتشفى فينا دوما. المزيد من أعمدة أشرف العشري