مثلما نادينا بتشييد «نصب تذكاري» فى أكثر من موقع لشهداء 25 يناير بالتحديد، نطالب بإقامة تماثيل لعظمائنا الوطنيين وإطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين، تمجيدا وتخليدا واجبين.. فليس من المعقول أن تظل تلك الميادين والشوارع خالية من تماثيل وأسماء عظماء مصر عبر تاريخها الحديث على أقل تقدير! إن مواقع هذه التماثيل المقترحة.. وهو إجتهاد قابل للتطوير ينبغى أن تكون لها دلالاتها الأقرب الى الواقع والمنطق.. ونقترح أن يقام تمثال لمحمد على الكبير مؤسس النهضة الحديثة فى ميدان قلعته المنيعة.. ويقام تمثال للخديو إسماعيل على قاعدة تمثال ديلسيبس المهدم فى بورسعيد مطلا على إنجازه الكبير «قناة السويس» .. ويقام تمثال لأحمد عرابى فى ميدان عابدين حيث تصدى للخديو توفيق ممتطيا جواده ومطلقا صرخته المدوية «لقد خلقنا الله أحراراً.. ولن نستعبد بعد اليوم».. ويقام تمثال لمصطفى النحاس فى ميدان الشارع الذى يحمل اسمه بمدينة نصر، ليذكرنا بصيحته الشهيرة «من أجل مصر وقعت معاهدة 36 ومن أجل مصر الغيت معاهدة 36».. وتمثال لمكرم عبيد صاحب دعوة «الوحدة الوطنية».. فلما انفجرت ثورة 23 يوليو، أول ثورة وطنية ضد الحكام غير الوطنيين، كان لابد من رد إعتبار محمد نجيب أول قائد لها بإقامة تمثال له وليكن فى ميدان الحجاز بمصر الجديدة بالقرب من موطنه.. أما عبدالناصر قائد الثورة الحقيقى المتطلع للتحرير والحرية بصيحته التاريخية «إرفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعباد».. ثم السادات بطل الحرب والسلام وتمثال له يقام فى ميدان الجيزة موطن رئاسته. ولا ننسى عظماء المفكرين والشعراء والفنانين الذين ساهموا فى التنوير والتغيير .. العقاد بعبقرياته، أحمد شوقى (الدين للديان جل جلاله، لو شاء ربك وحد الأديان)، حافظ إبراهيم (نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم) السيد درويش (قوم يامصري، مصر دايما بتناديك) قاسم أمين ودعوته لتحرير المرأة، توفيق الحكيم وعودة الروح ويوسف السباعى والجمسى والشاذلى وأحمد أسماعيل وغيرهم.. ولا ننسى أيضا عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم باناشيدهم الوطنية، وجورج أبيض وعزيز عيد ويوسف وهبى وزكى طليمات وروزاليوسف وفاطمة رشدى وعبدالرحمن الشرقاوى وصلاح عبدالصبور، رواد النهضة المسرحية والسينمائية والصحفية والشعر الحديث.. وهذا ما يسهم فى تعرف الشعب وخاصة الاجيال الجديدة على تاريخه وعظمائه ويزرع فى نفوسهم العزة والفخر والانتماء! المزيد من مقالات فتحى العشرى