الرسالة الإفريقية المطلوبة! هذا التوجه المصري نحو إفريقيا ينبغي أن يكون بالنسبة لمصر أكبر من مجرد الحفاظ علي الحقوق التاريخية في مياه النيل وأوسع وأشمل من مجرد فتح أسواق جديدة أو السعي لانتزاع دور ريادي متميز وإنما ينبغي أن يجئ في شكل رسالة واضحة تخاطب الأفارقة بأن مصر يهمها في المقام الأول استعادة روح الوحدة الإفريقية كسبيل وحيد لتجنيب القارة السوداء خطر إستمرار محاولات تقسيم وتفتيت دولها إلي دويلات. لابد أن تكون رسالتنا السياسية والدبلوماسية والإعلامية والاقتصادية تجاه إفريقيا منطلقة من صدق اليقين الذاتي بأن تحديات العصر تفرض علينا- دون أن نتخلي عن هويتنا العربية- أن نمد أبصارنا تجاه دوائر انتمائتنا الأساسية وفي مقدمتها الدائرة الإفريقية التي ربما تكون هي الدائرة الوحيدة التي يصعب علي مصر أن تخرج منها لأنه ليس بمقدور أحد أن يخرج من واقعه الجغرافي خصوصا إذا كانت جغرافيا مصر ترتبط ارتباطا وثيقا بشريان حياتها المتمثل في نهر النيل الذي يمثل أحد أهم الركائز الحاكمة لتوجهات مصر الاستراتيجية ومعطيات أمنها القومي! إن هناك من تزعجهم توجهات مصر صوب إفريقيا وقد بدأوا بالفعل في إثارة الحساسيات لخدمة رغباتهم في السيطرة علي مقدرات القاهرة مستخدمين في ذلك شجاعة الرغبة المصرية في نيل عضوية مجلس الأمن عند توسيع عدد المقاعد الدائمة. ومع أن مصر كانت سباقة في التقدم بهذه الرغبة منذ سنوات لنيل شرف الحصول علي عضوية دائمة في مجلس الأمن كممثل للقارة الإفريقية استنادا إلي وزنها السياسي وسجلها التاريخي ودورها الإقليمي إلا أنه ينبغي لقطع الطريق علي محاولة إثارة الحساسيات أن تؤكد مصر لأشقائها أن الذي يهمها في المقام الأول أن يكون لإفريقيا مقعد دائم في مجلس الأمن وأن حرص مصر علي وحدة وتماسك إفريقيا يسبق الرغبة في أي نعيم سياسي تحظي به هذه الدولة الإفريقية أو تلك فالمهم من وجهه نظر مصر أن تحقق القارة الإفريقية وجودا فاعلا ومؤثرا في المعادلة الدولية.
خير الكلام: الثقة مصدر القوة... والغرور علامة الضعف! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله