يعد قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية أحد أهم منشآت عصر محمد علي في الإسكندرية تحت اسم كلوب محمد علي وقد صمم هذا القصر علي الطراز الإيطالي وتم تأثيثه علي الطراز الفرنسي وكان رئيسه رجل الأعمال المصري عزيز حسين. وفي عام 1962 تم تحويله إلي قصر ثقافة الحرية وكان تابعا للهيئة العامة لقصور الثقافة وفي أكتوبر 2001 تم تحويله إلي مركز الإسكندرية للإبداع وهو من أول المراكز الثقافية التي انشئت في مصر لصندوق التنمية الثقافية. ويعد ملتقي الأدباء والنقاد والشعراء والمثقفين وأصحاب الهوايات المتعددة والدارسين والهواة في كافة المجالات العلمية والفنية. وفي إطار ما أحدثته الثورة من تغيرات يعود قصر الحرية بالإسكندرية إلي سابق عهده. وكان أول قرارات المجلس بتشكيله الجديد الموافقة علي مطلب جماهيري لشباب الثورة بالإسكندرية بإضافة اسم الحرية, إلي اسم المركز ليصبح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية. صفحة دنيا الثقافة اقتربت من بعض أعضاء مجلس الإدارة الجديد للتعرف عن قرب علي الفكر الجديد وطموحات المجلس الجديد وأجندته الثقافية. في البداية يؤكد الفنان عصمت دواستاشي رئيس مجلس إدارة مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية أن هدفنا وضع مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية في مساره الإبداعي الصحيح فلدي أعضاء مجلس الإدارة الجديد طموحات كثيرة وأفكار جديدة ولكن المتغيرات الموجودة لها تأثير سلبي, فصندوق التنمية الثقافية, بعد فصل الآثار وجعلها وزارة مستقلة عن وزارة الثقافة تأثر الدعم الخاص بالمراكز المتخصصة ومنها المركز بشكل كبير وهو الذي كان يعمل علي تنشيط هذه المراكز بتوفير الدعم المادي لها.. مشيرا إلي أن الحلم هو أن ينتقل المركز من عارض للأنشطة إلي منتج لهذه الأنشطة من خلال ورش عمل.وتحتاج هذه الورش إلي ميزانيات, وهناك صعوبات لتوفير هذا الدعم.. وفي ظل هذه الأوضاع فتحنا المركز لكل الطوائف الثقافية والإبداعية, وسوف يستضيف المركز خلال شهر يوليو الحالي فعاليات ثقافية خاصة بواحة سيوة, وكذلك الثقافة النوبية بجانب فعاليات مسرحية لشباب ليبيا الثوار. ويري الشاعر السكندري صبري أبوعلم عضو مجلس إدارة مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية أن العودة إلي اسم الحرية هو لتحقيق ارتباط عاطفي بين الذين نشأوا علي نشاط قصر ثقافة الحرية الذي كان يحمل اسم الشارع وأيضا الحرية التي استعادها الشعب بعد ثورة 25 يناير فأصبح الاسم يؤكد دور المركز في الفترة القادمة متمثلا في نشاط ثقافي يقدم الفن والأدب والموسيقي والمسرح والفنون التشكيلية بأنواعها وسوف تتاح الفرصة لأكبر عدد من الجماهير بالإسكندرية للاستفادة من الوجبات الثقافية مع المحافظة علي المستوي الراقي والرفيع لما يقدم في كل المجالات بما يناسب امكانات المكان. وأضاف صبري أبوعلم أنه سوف يقدم المركز خلال شهر يوليو الحالي مهرجان الحرية الأول للإبداع وتقديم فقرات خاصة للتراث والثقافة النوبية والفن النوبي مع تقديم معرض شامل للفنون التشكيلية.. ولقاء خاص مع الضابط الحر أحمد حمروش رئيس اللجنة المصرية للتضامن بصفته من الثوار عام 1952 ليتحدث عن ثورة الأحفاد في 25 يناير الماضي ولقاءات فكرية وصالونات أدبية لكبار المفكرين والكتاب والنقاد وأدباء الإسكندرية وانطلاق الورش الفنية لتدريب البراعم واكتشاف المواهب ورعايتها. ويشير الدكتور هشام سعودي عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية إلي أن خريطة المركز الجديدة تتضمن ألا يكون العمل مقصورا علي مجموعات محددة, والهدف هو التنوع للوصول لكافة التوجهات واحداث أفكار جديدة لها طموح يتفق مع هذا الحلم الذي تحقق وهو ثورة 25 يناير. لافتا إلي أن اللحظات الفارقة في أي أمة هي لحظات التغيير والثورات تحقق الحلم وتظهر الطاقات الإبداعية, وهنا دور المراكز الثقافية لاكتشاف هذه الطاقات وتقييمها ووضعها في الصفوف الأولي علي مستوي جميع المجالات الإبداعية.. فدور القائمين علي العمل الثقافي التوعية الكاملة بفكر وطموحات جديدة تحقق آمال الناس وهنا دور وزارة الثقافة بمشاركة المجتمع المدني والأشخاص والنقابات.. من أجل تنشيط الحركة الثقافية بالثغر من خلال المركز الذي يعتبر رمزا خاصا لوزارة الثقافة بالإسكندرية حيث بدأت به الثقافة الجماهيرية ليصبح صالونا عريقا لوزارة الثقافة بالإسكندرية لكل الإسكندرية بمستوياتها والارتقاء بالحس والذوق العام فقد تم إعداد القصر بطريقة عصرية لتقديم الخدمات الثقافية للإسكندرية وروادها.