أبو الحسن‏..‏ أسعد سعيد في عالم الأطفال

كان الفنان محمد أبوالحسن يؤدي دورا صغيرا مع الأستاذ فؤاد المهندس في مسرحية سك علي بناتك‏..‏ الدور هو رئيس السفرجية في اللوحة الأولي من الفصل الأول‏..‏ وكان يوجه حملة باقات الورد وينظم المرور بينهم في مشهد قصير شديد الطرافة. وأحس فؤاد المهندس بوجود طاقة كوميدية كبيرة عند الفنان الشاب فأخذ يبتكر معه لإطالة الموقف الكوميدي وزرع مناطق الضحك فيه أو مايطلق عليه الافيه وكان الفنان الكبير أسامة عباس هو الذي يقوم بدور حنفي زوج الابنة الكبري فوزية ثم اعتذر اسامة عباس عن عدم استكمال العرض أو ربما انشغل بأعمال فنية أخري وحل محمد ابوالحسن مكانه ليضع بصمته الخاصة ويحفر اسمه في أذهان المشاهدين من خلال شخصية الزوج البخيل الساذج غير المثقف الذي لايعرف من هو عمر الشريف وماهي صنعته.. واستمر ابوالحسن عاشقا لخشبة المسرح لايستطيع أن يفارقها سواء من خلال القطاع الخاص أو العام.. وهو في اسعد سعيد في العالم يقدم أرقي وأصعب فنون المسرح وهو فن الطفل. فالطفل ناقد حاد يجب أن يجد لكل تصرف مبرره الدرامي والمنطقي, ويجب أن يقتنع ويصدق وينفعل من قلبه وإلا انشغل بالحديث مع من حوله وكتب شهادة فشل العرض المسرحي, المسرحية تطرح ببساطة حلم عالم صيدلي في أن يتحكم في كيمياء الجسم البشري ويلغي الشر منه ليسود الخير وحده ويعم الحب والسلام, ويشرع د. اسعد سعيد في تنفيذ تجربته علي الحيوانات مستعينا بمساعدة محمود عامر مؤلف المسرحية ولكنه يفاجأ بتدخل الأشرار للعبث في التجربة العلمية مما يؤدي لاختلال طبائع الحيوانات فيصبح الأسد وديعا ورقيقا وتتحول العصافير المغردة إلي الافتراس الشرس وتقرر الحيوانات محاكمة الدكتور أسعد سعيد علي نتيجة تجربته, استطاع حسن يوسف مخرج العرض أن يجيد توظيف عناصر الفرجة المسرحية مستعينا بأشعار محمد شكري ومحمد حسني توفيق وألحان وائل عوض والغناء المميز لأميرة عامر واستعراضات د. ماجدة عز وكذلك التمثيل الحي للشخصيات التي أدت أدوار الحيوانات وهم حمدي العربي وسيد جبر ومحمود حسن وأحمد عصام وسيد عبدالرحمن ومحمد خليل وهايدي بالاضافة إلي توظيف الإمكانيات الكوميدية الكبيرة للفنان محمد ابوالحسن الذي تعلقت به عيون الأطفال وانطلقت ضحكاتهم البريئة وهو يشرح بانفعالات وجهه الفرق بين الصداع والمغص ولعل العرض يكون أكثر جاذبية إذا فكر مؤلفه ومخرجه في اختصار مشهد الخوف من الحقنة الذي نعتقد بأنه لايخدم سير الأحداث ولايضيف قيمة فنية أو تربوية للطفل.